
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا أيهـا العَلَـمُ الـذي عَرَجَت بهِ
فــوق المجـرَّة والسـماك قصـائدُهُ
والكــاتب العربـيُّ مَـن ملأَت حشـى
الاوراق تثمــرُ كالغصـون فـوائدُه
والعـالِم النحرير ذو القلمِ الذي
قـد كلَّلـت هـامَ الفخـار فـرائدُهُ
فنمـا بـهِ العلـمُ الصحيحيُ ومُتّنَت
فـي ندحـة الأَدب الصـريح قواعِـدُهُ
عرَّبــتَ عـن هُـومير اشـعاراً زهـت
حسـناً طواهـا الـدهر وهي خرائدُهُ
فكســوتَ قامتهــا طـرازاً مُعلَمـاً
يبقـى ولا تبقـى البـدورُ حواسـدُه
ونشـــرتَها بيــن الملا أعجوبــةً
فــي طــيّ سـِفر تسـتباحُ نواهـدُه
حُــورٌ علــى سـُرُرٍ بسـدرة منتهـى
الاعجـاز يعشـقها العلـى وتراوِده
ظلَّـت لهـا الشـعراءُ تنشـدُ بهجـةً
والافــقُ يرقـصُ والنجـوم تسـاعده
والنهــر صــنجٌ والنسـائم مَزهـرٌ
والأيــكُ عُــودٌ والحمــام ولائدوه
والارض ســـَكرَى والعُبَــاب مُصــفّقٌ
طَرَبــاً وألحـاظُ الأثيـر تشـاهدوه
والطيــرُ يصــدحُ والريـاض مسـرَّةً
تفــترُّ عــن ثغــرٍ تضــيءُ قلائده
والانــــس جـــنٌ والملائك خـــرَّدٌ
والجــنُّ انــسٌ والصـفاءُ مَعَاهـدُه
فكأنمــا الاكــوانُ طــراًّ هيَّــأت
للمجــد عرسـاً والسـرور مـوائدُهُ
هــذا هـوَ الاثـر الجليـل ومظهـرُ
الخلـــقُ النبيـــل فكــلُّ شــهمٍ
مـا فـي البسـيطة للمعـارف منهلٌ
عَـــذبٌ صـــفا الاَّ وطبعــك رائدُه
وَصــَفُوكَ فــي صــفحات كـلّ مجلـةٍ
وصــفاً حَلَــت للظـامئينَ مـواردُه
وتزاحـم الخطبـاءُ فـي سـاحات مَع
هــدكَ الـذي زَهـواً ترنَّـح قاصـِدُه
جمعوا فاوعوا في الخطاب وابدعوا
لكــنَّ وصــفك لـن تُنـالَ شـواردُه
لمــا رأيتُـك فـي جهـادكَ مُفـرَداً
يهـوى العظـائمَ والظـروف تعاندُه
الجـــدُّ يركــض خَلفــهُ وامــامهُ
تمشـي الحصـافة والـذكاءُ يعاضدُه
ماضــي العــزائم لا يـردُّ شـكيمةً
حــتى تنــولهُ المــرامَ سـواعدُه
أيقنــتُ انــك مِحــوَر الامــالِ و
الأعمـالِ فـي عصـرٍ يراعـكَ قـائدُه
فاهتـك حجـاب النـثر انـك عضـُبهُ
واضــرب بصـدر الشـعرانك والـدُه
واثــر شـعاعَ الفضـل انـك قُطبُـهُ
وارفـع سـرير النبـل انـك ماجدُهُ
واعلـم وعلّـم واسـتفِد وأفِـد وفُز
واسـلم لهـذا الـدهر انـك واحدُه
سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري.أديب، من الشعراء، من أعضاء المجمع العلمي العربي، مولده ووفاته في دمشق، تقلد بعض الوظائف في صباه.وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني واتصل بالخديوى إسماعيل، وأنشأ مطبعة "الاتحاد" وصحيفة "مرآة الشرق" ولم يلبث أن أقفلهما، وعاد إلى دمشق، فتولى أعمالاً كتابية، وأكثر من مطالعة كتب "الحقوق" واحترف المحاماة حوالي سنة 1890 ثم كان يقضي فصل الشتاء من أكثر الأعوام في القاهرة، فأصدر فيها مجلة "الشتاء" وكان كثير النظم، قليل النوم، أخبرني بدمشق (سنة 1912) أنه منذ ثلاثين عاماً لم ينم أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، تتناوب بناته السهر معه، يخدمنه ويكتبن ما يملي من نظم وغيره.له: (كنز الناظم ومصباح الهائم-ط) الجزء الأول منه، و(آية العصر-ط) نظم، ومثله (الجوهر الفرد-ط)، و(سحر هاروت-ط)، و(بدائع ماروت-ط)، وله (كتاب الجن عند غير العرب-ط)، و(حديقة السوسن) نشرها في مجلتي الضياء والشتاء.