
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا نـام غـرّ فـي دجى الخطب فاسهر
وقــم للمعــالي والعــوالي شــمر
وخـــلّ أحــاديث الأمــاني فإنهــا
علالـــة نفــس العــاجلا المتحيــر
وسـارع إلـى مـا رمت ما دمت قادراً
عليـه فـإن لـم تبصـر النجح فاصبر
ولا تــأت أمــراً لا ترجّــى تمــامه
ولا مـوردا مـا لـم تجـد حسـن مصدر
وأكـثر مـن الشـورى فإنـك ان تصـب
تجـد مادحـاً أو تخطـئ الـرأي تعذر
ولا تستشــر فــي الأمـر غيـر مجـرّب
لأمثــــاله أو حــــازم متبصــــر
ولاتبــغ رأيــاً مــن خــؤن مخـادع
ولا جاهـــلٍ غـــرٍّ قليــل التــدبر
فمـن يتبـع فـي الخطـب خدعـة خائن
يَعَـــضّ بنــان النــادم المتحســر
ومــن يتبــع فـي أمـره رأي جاهـل
يقــده إلـى أمـر مـن الغـيّ منكـر
كمـن يهتـدي فـي جـوف ظلمـاء داجر
بـأكمه فـي نـور الضـحى غيـر مبصر
وكـم مـن نصـوح أبصر الخلف فانثنى
يــبيع الهــدى بـالغيّ غيـر مفكـر
ولا تصــغ فــي ودّ الصــديق لكـاذب
نمـوم وان يعـرض لـك الشـك فـاخبُر
ولا تغــترر تنــدم ولاتــك طامعــاً
تـــذل ولا تحقـــر ســـواك تحقــر
وعــوّد مقـال الصـدق نفسـك وارضـه
تصــدّق ولا تركـن إلـى قـول مفـتري
ودع عنــك إسـراف العطـاء ولا يكـن
لكفيــك فـي الانفـاق امسـاك مقـتر
ألا إن أوســـاط الأمـــور خيارهــا
مقــال نـبيّ عـن هـدى اللَـه مخـبر
وألأم هــذا المــال مــال تصــيبه
بظلـــم وتعطيــه عطــاء المبــذر
وأكرمـــه مـــال أصـــيب بحقـــه
وأنفــق فــي نهــج مـن لاحـق تيـر
وأشـقى الـورى مـن بـاع أخراه ضلة
بــدنيا سـواه وهـو للغبـن مشـترى
وخيــر عبــاد اللَـه أنفعهـم لهـم
كمـا جـاء فـي قـول النذير المبشر
فكن راغباً في الخير ما عشت وانتصب
لنفـع الورى ما اسطعت والشر فاحذر
ولا تقـــف زلات العبـــاد تعـــدّها
فلســت علــى هـذا الـورى بمسـيطر
ولا تتعــــرض لاعــــتراض عليهـــم
دع الخلـــق للخلاق تســلم وتــؤجر
عبد الله فكري باشا بن محمد بليغ بن عبد الله بن محمد. وزير مصري، من المتأدبين. له نظم، ولد بمكّة (وكان والده قد ذهب إليها مع جيش والي مصر)، ونشأ في القاهرة، وتعلم في الأزهر، ثم كان وكيلاً لنظارة المعارف، فكاتباً أول في مجلس النواب، فناظراً للمعارف المصرية سنة 1299هـ، واستقال بعد أربعة أشهر، واتهم بالاشتراك في الثورة العرابية، فسجن، وبرئ، واختير سنة 1306هـ رئيساً للوفد العلمي المصري في مؤتمر أستوكهلم، وتوفي في القاهرة. له: (الفوائد الفكرية-ط)، و(المملكة الباطنية-ط)، و(شرح بديعية صفوت-ط)، ورسائل ومقالات.