
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا عـــادل حكمــا مــن الحكمــاء
فيكســــر عنــــا ســـورة الجهلاء
طغـى بيننـا تيـارهم حيـن اهملـوا
فســال لجــرف العلــم والعلمــاء
فكــم حكــم فضــوا بعلـك شـكيمها
جماحــا ومــروا اليـوم بـالغلواء
أهـابوا بنـا يـدعوننا نحـو مـورد
نراهــم بــورد منــه جــدّ ظمــاء
رويــدكم مــا النصـح منكـم سـجية
فنصـغي وهـل فـي النـار جرعـة ماء
قفــوا نبؤونـا مـا أردتـم فإننـا
وإيــاكم فــي الحكــم غيـر سـواء
حكمتـم علـى الشـرق احتساء دوائكم
وأنتــم علـى ذا الشـرق أكـبر داء
هـو الـداء داء الجهـل كـل يقـوله
ويطلـــب فــي الأفكــار كــل دواء
ولكـن مـن المرضـى ومـن هـو عـارف
بهــم فينــالوا منــه خيـر شـفاء
ومــاذا هوالجهــل الــذي تصـفونه
لأهليـــه حـــتى تــبرموا بقضــاء
تبصـر هـديت الرشـدان كنـت مبصـرا
بعيـــن وإلا ضـــاع كـــل ضـــياء
سـمعناك تنعـى اليـوم للشـرق أهله
وتــدعو بنـي الـدنيا نعـاء نعـاء
نقمــت علـى العـادات فيـه وأنهـا
بزعمـــــك كــــالأغلال للإســــراء
نعـم إن فـي العـادات بعضـا يمجـه
فــم العقــل فاســأل عنـه العقلاء
ولا تحتكــم قبــل الســؤال تسـرعا
فتخطـــي وإن صـــوبت مقلــة رائي
أتجمــل فـي العـادات قـول مناصـح
وتبســط فيهــا بعــد فكـر مـرائي
قضــيت بهـا فـاخترت منهـا أجلهـا
فـــــذممته أهلا لكــــل ثنــــاء
تـذمرت مـن حجـب القـوارير معلنـا
وســـميته حبســـا وطـــول ثــواء
وأغمـــاط حـــق إنهـــا تســتحقه
لتحـــي فتحيينــا مــع الســعداء
وأنكــرت ضـرب الخـدر حـتى حبسـته
صـــفايح قـــبر أو قيــود عنــاء
ونتّجــت مــن هـون النسـاء عليهـم
تحمـــل جــور الساســة الغربــاء
أبـن مالـذي تبغـي إذا الحجب رفعت
وأبــرز مــن فيهــا بغيــر غطـاء
أتضـمن أن يبقـى لنـا مبـدأ العلى
نـــزان بـــه مــن عفــة وحيــاء
ونمشــي معـاً للعلـم لا غيـر كلنـا
أكـــف رجـــال فــي أكــف نســاء
فمـا يمنـع التحجيـب والعلـم نوره
إذا شــع لــم يمنعــه سـجف خبـاء
أيمنـع أن تمشـي إلـى العلـم حـرة
محجبـــــة فــــي برقــــع ورداء
وهل سد مجرى الماء في الغصن يرتوي
بـــه إنـــه فــي فرقــة ولحــاء
تــروح وتغــدو ماالحجــاب يسـؤوه
طلاب العلــى عنهــا صــباح مســاء
أم أنـت امـرؤ نفـس الحجـاب يسوؤه
فعــاداه بيــن النــاس شـرّ عـداء
تغربـــت لا تـــدري لأيـــة غايــة
لنصـــح لأهــل الشــرق أو لوفــاء
لــو أن ابتــذالاً أصـل كـل سـعادة
وأن حجابـــا أصـــل كـــل شــقاء
لمـا فـات بعض القوم علم وقد مشوا
بغيــــر حجــــاب مشـــية الخيلاء
وهـل كـان مـن قلـدتهم فـي شؤونهم
بنـو الغـرب عصـر الظلمة المتنائي
ينيطــون حجبــا للنسـاء فيصـبحوا
بهــــا تحــــت وبـــل دائم وبلاء
أم الحـال فيهـم قبـل ذا مثـل هذه
ســـواء وإن مـــاريت كــل مــراء
فقــل أي شــيء كــان يمنـع عنهـم
ســنا العلـم أو يخفيـه جـد خفـاء
وهـل كـان أهـل الشـرق أيام مجدهم
قـــديما وقــد فــازوا بكــل علاء
علـى غيـر ذي الحال التي أنت ناقم
عليهـــا وقــد أنــذرتهم بفنــاء
ولكنهــا الأيــام تعطــي مواهبــا
بغيــر رجــاء منــك جــزل عطــاء
وهــل أنــت أكملــت نقــص روايـة
علــى مســرح التمثيــل للجلســاء
بلغــت الأمــاني مصـلحاً كـل فاسـد
بتمثيـــل حـــالي عـــزّة وإبــاء
ولكــن زوت وجــه الحقيقــة مقلـة
تظـــن ســراب القفــر عــذب رواء
دع الـدين إن لـم تعتقـد أن حكمـه
مــع العقـل ننظـر نظـرة الحكمـاء
نجـد أن أصـل الـداء جهـل رجالنـا
وقـــد فضــلوا نســوانهم بــذكاء
فلــو بــرزت مـا بينهـم وهـم هـم
فهــل أنــت فيهــم ضــامن لصـفاء
فاصـلح رجـال القـوم إن كنت مصلحا
وقــم بينهــم يـا أخطـب الخطبـاء
وإلا فــدع أهــل الصــلاح وشــأنهم
فمـــا أجــدر الإصــلاح بالصــلحاء
رميــت لأهــل الشــرق قــول مـؤنب
ومــا أنــت فيهـم مسـخط السـفهاء
لعمــرك مـا أسـخطت إلا ذوى النهـى
ولـــم تـــرم إلا جلــة الزعمــاء
ومـا سـفهاء القـوم إلا الـذين هـم
يرجـــون بالتقليـــد كــل رجــاء
يريــدون تقليــد الغريــب بزيــه
ليهـــدم ركنـــي إلفـــةٍ واخــاء
فيصـــبح إعلانـــا يــداً متضــرعا
وأقربنـــا بيــن الأقــارب نــائي
واحفظنـا للعـزّ عبـداً إذ أنت قائل
وارجحنــــا عقلا مـــن البســـطاء
ولكـن ابـن مـن هـم وماداؤنـا بهم
فــإن بهيــم القــوم ضــغث غثـاء
فــإن الألــى منهــم شـفاء بلادنـا
ظننتهــــم جرثومــــة البرحـــاء
وقمــت وهجيــراك فــي كــل وقفـة
بكــاء لظلــم العلــم بعـد رثـاء
وقد قلت سمى الشرق ذا الجهل عالما
وذو العلـــم معــدود مــن الجهلاء
فـإن كنـت تـدعي عالمـا فهـي دعوة
حكمــت بهـا بالجهـل فـي العلمـاء
وإلا فــــإن أثبـــت علمـــك أولا
فقــم ناصــحا فيــه مـن النصـحاء
وإن لـم تنـل هـذا ولا ذاك فاسـتجب
دعـــاءً ولا تـــؤذن بنــا بــدعاء
نعــم نحـن للأوطـان نـدعو جميعنـا
بنهضـــة مجـــد وارتقــاء ســناء
ولكــــن كلا يــــدعي أن رايــــه
لــورد قليــب الفضــل خيـر رشـاء
إلـى أن دجـا صـبح الحقـايق بيننا
وغــابت شــخوص الحــق تحـت ضـراء
وأمسـت مراعـاة الحقـايق في الورى
خيـــالا ضـــئيلا ســـابحاً بفضــاء
فقـد همـت فـي وادي الخيـال مفكراً
لــذا كنــت معـدوداً مـن الشـعراء
حمزة بن مهدي الشهير بقفطان.شاعر مطبوع، وفاضل أديب، وشخصية مرموقة.ولد بحي واسط ونشأ بها، فدرس المقدمات على أخيه الشيخ محمد صالح الذي كفله منذ الصغر.ثم هاجر إلى النجف لإكمال دراسته، وخلال ذلك برز شاعراً له ميزات علمية وأدبية.توفي في الحي ونقل جثمانه إلى النجف فدفن بها.