
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لعمــري لقـد طـالت بواسـط ليلـتي
وأطــول منهــا لــو علمـت نهـاري
أصـارع فيهـا الهـم حتى إذا انجلت
غـــدوت أجــاري بالخلاعــة جــاري
أبــث بهــا للبـدر وجـدي وهاجسـي
وأغـــدو أواري عــن ذكــاء أواري
أبيـت أسـاري النجـم طلقـاً بفكرتي
وأصـــبح موثوقـــاً علــي اســاري
ومـا اسـتغربت سـري النجـوم أبثها
كمـا اسـتغربت أهـل العـداء جهاري
فقـد صـحبتني فـي الـدجى وصـحبتها
لزامــاً علــى نــائي وبعـد مـزار
فلـم لـي إذا مـا الشعريان تجارتا
دمــوع جــرت شــعراً تبــل شـعاري
فــإن عـبرت تلـك العبـور فـادمعي
طفحــن ومــا نهــر المجـرة جـاري
وقـد أبكـت الأخـرى الغميصاء زفرتي
ومـــا هجرتهـــا اختهــا بجــوار
وللطــرف والقلــب التهـاب كانمـا
ســرت لهمــا تحــت الدجنـة نـاري
إذا قــرط النسـران زنجيـة الـدجى
ونــاطت لهـا الجـوزاء عقـد دراري
وكللهــا الإكليــل تاجــاً مرصــعاً
عليهــا نظــام النجــم در نثــار
وأبــرزت الكــف الخضــيب مختمــاً
وصـــاغت هلال الأفــق طــوق نضــار
وقــد ودعــت كــف الثريـا بمعصـم
لــه الشــفق المــبيض شـكل سـوار
واصــحر للطعــن الســماك برمحــه
ولاذ أخـــــوه أعــــزلاً بفــــرار
وقــد ســدد الرامـي معابـل قوسـه
إليــه ودون النــزع قــال حــذار
واصـعد فـي السـر الـدليلان موهنـاً
يجــران نجــم النعــش جــر قطـار
كــأن السـها مـا بينهـا متضـائلا
أديــب لــه فــي الحـي دار قـرار
كـأن سـعود النجـم فـي غيـر أهلها
طلعــــن فاعطـــاهن نظـــرة زاري
وحــامت حــوالي النجــوم كأنمــا
لهـا مـوقفي فـي الليـل قطـب مدار
نظــرت إليهــا نظــرة كلهـا جـوى
وكـــل جفـــوني للــدموع مجــاري
تعللـت بالشـكوى إليهـا ولـم تكـن
لتصــغي إلــى شـكواى وهـي سـواري
ولكننـي لـم ألـق فـي الأرض مثلهـا
صــديقاً بـدعوى الحـب غيـر ممـاري
حفظــن ذمــار الــود لمـا تـذمرت
بنــو أرضــنا منحفــظ كــل ذمـار
فناجيتهـــا الآلام حـــتى حســبتها
تزيـــد خفوقــاً لاســتماع ســراري
وقــد كـدت أعـديها ببـثي ودونهـا
غمـــار دجـــى موصـــلة بغمـــار
وهيهـات عـز النجـم مـن أن تنـاله
يــد الظلــم إن مــدت لـه بضـرار
وأيــن لـه داري فيـدر الـذي بهـا
أقاســي ألا يــا ليتــه هــو داري
فقـد جـر فيهـا الجهـل ذيـل ظلامـه
وضــم عليهــا الظلــم طـوق حصـار
ألا علمــت هــذي النجــوم صـبابتي
وشــوقي إدليهـا لـو ملكـت خيـاري
فلــو أسـعدتني الكهربـاء بفعلهـا
لقربــت منهــا بالمســير ديــاري
إذا لا رتضـيت العيـش غضـاً بقربهـا
وألبســت ثــوب العــز غيـر معـار
ولــو نظـرت فـي الأرض نظـرة شـاهد
لغطـــت حيـــاء وجههـــا بخمــار
هل الأرض تدعى في السما كوكب الشقا
فقــد دعيـت فـي النـاس دار بـوار
يقولــون فــي كـل النجـوم عـوالم
كعالمنــا فــي نظمــه المتبــاري
شـــموس بـــدت مركــوزة وكــواكب
تـــدور واقمـــار بكـــل مـــدار
فهـل بينهـا أرض لهـا حـال أرضـنا
وســـاكنها مـــن ذلـــة وصـــغار
تعارضــت الأهـواء فيهـا فلـم تجـد
وفاقـــاً يغطـــي جهلهــم بســتار
نــزاع يجــر النـزع للـروح نزعـة
بســم مــن البلــوى كســهم قـدار
قـــويهم مغـــرى باكــل ضــعيفهم
ســـجية وحـــش بالفريســة ضــاري
يقولـون حفـظ النوع في الناس واجب
علـى النـاس مـن بـاد هنـاك وقاري
فــأي قــوي لــو تمكــن لـم يكـن
مريـــق دم يـــروي صــداه جبــار
ينـــازعه أمــر البقــاء كأنمــا
لــديه اتحــاد الجنـس أعظـم نـار
علــى أن حــد السـيف أهـون فيهـم
مـن الجهـل فـي الأحيـاء وقـع غرار
فكـم جاهـل فيهـم رمـى العلم جهله
بمــا شــاء مــن عـار بـه وشـنار
يـرى النقـص كـل النقص تعليم جاهل
يؤهـــل يومـــاً لاكتســـاب فخــار
يظــن احتكــار اعلـم فيـهِ بزعمـهِ
يـــدر عليـــه الــرزق در عشــار
فــآلى يمينــاً أن يحــارب نهضــة
إلـى العلـم سـدت عنـهُ بـاب يسـار
فنــاهض فــي أوطــانه كــل نـاهض
وشـــن علـــى الأفكــار أي غــوار
وفــي النـاس أدواء كرهـن دواءهـا
فمــالت إلــى تغريــر كـل ممـاري
ومـا هـم وإن عاشوا وشادوا مساكناً
ســوى جثــث مــوتى مشــت بقفــار
أرى الحـي فـي حـال لهـا كـل هـذه
ينــام بمهــد الجهــل غيـر غـرار
فقـد أقفـر النـادي وأقـوت ربـوعه
وعــادت هضـاب المجـد فيـهِ صـحاري
فمـــرت ليـــاليهِ كــأن نحومهــا
بكــت بــدموع فــي ســماه غــزار
عجبــت لهــا مبيضــة فــي سـواده
وكــم لحقــت للجــار صــبغة عـار
فــت أراعيهـا وأشـكو لهـا الجـوى
دجــى الليــل حــتى ودعـت لسـفار
ألا مـا لهـذا النجـم قـد مل موقفي
طـــويلاً فـــألوى ســـربه لنفــار
هــل الفجـر عـاداني فقصـر ليلـتي
وجـــار فــأعطى فضــلها لنهــاري
فخضــب مصـقول الشـبا مـن أديمهـا
نجيعـــاً كمــا عصــفرت شــق ازار
فمــا ذر قـرن الشـمس حـتى عـاورت
دواعــي همــوم فـي القـؤاد كثـار
تخــادعني عينــي وسـمعي بـان أرى
مظــــاهر نســـك كلهـــن فجـــار
تـوهمت سـتر الليـل بينـي وبينهـا
فكشــف ضــوء الصــبح كــل عــوار
أرى بشــراً تســعى طــوالا جسـومهم
ذوي همـــــم دون العلاء قصـــــار
تراهــم وإن كـانوا كبـاراً بنخـوة
لهــم أنفــس بالجهــل جــد صـغار
وأعظـم داء الحـر فـي العيـش أنـه
يــرى الأمـر لا يرضـى فيـه فيـداري
لعمــرو أبـي الأيـام رنقـن مشـربي
وأكــثرن فـي طـرق الحيـاة عثـاري
لقـد أفردتنـي فـي الحيـاة كأنمـا
لســكان هــذي الأرض غيــر نجــاري
إذا مـا بكـى شـعري سـقتني دمـوعهُ
علــي مــن الســلوان كــأس عقـار
وإن جـل مـا بـي أن ينهنـه بالكبا
شـدا باسـماً فـي الطـرس شـدو هزار
لحـا اللـه دهـراً أوردتنـي بحكمـهِ
علـــى دفـــر بــالعيش أم دفــار
يريـــد بأمثــالي هوانــاً وإنــه
لأظلــم حكمــاً مــن مهيــن عــرار
خطـوب أطـافت بـي كـأني بهـا علـى
شـــفا جــرف ممــا أحــاذر هــار
فطــال بهــا ليلــي علــي كأنمـا
تمطـــي بصـــلب جـــوزه وفقـــار
ولمــا لبســت الصـبح أوقـد ضـوؤه
شــهاب جــوي بيــن الأضــالع واري
علــى أن ذا مــا هـد ركـن تجلـدي
ولا خــف يومــاُ منــهُ طـود وقـاري
حمزة بن مهدي الشهير بقفطان.شاعر مطبوع، وفاضل أديب، وشخصية مرموقة.ولد بحي واسط ونشأ بها، فدرس المقدمات على أخيه الشيخ محمد صالح الذي كفله منذ الصغر.ثم هاجر إلى النجف لإكمال دراسته، وخلال ذلك برز شاعراً له ميزات علمية وأدبية.توفي في الحي ونقل جثمانه إلى النجف فدفن بها.