
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقــول لنفســي مــا مــبين كحالــك
ومــا النــاس إلا هالـك وابـن هالـك
صـن النفـس عمـا عابهـا وارفض الهوى
فــإن الهــوى مفتـاح بـاب المهالـك
رأيـت الهـوى سـهل المبـادي لذيـذها
وعقبــاه مــر الطعـم ضـنك المسـالك
فمــا لــذة الإنسـان والمـوت بعـدها
ولـو عـاش ضـعفي عمـر نـوح بـن لامـك
فلا تتبـــــع داراً قليلاً لبانهـــــا
فقــد أنــذرتها بالفنــاء المواشـك
ومـــا تركهــا الا إذا هــي أمكنــت
وكــم تــارك إضــماره غيــر تــارك
فمــا تــارك الآمــال عجبـاً جـؤاذراً
كتاركهـــا ذات الضـــروع الحواشــك
ومـا قابـل الأمـر الـذي كـان راغبـاً
بشـــهوة مشـــتاق وعقـــل مبـــارك
لأجــدي عبــاد اللــه بـالفوز عنـده
لــدى جنــة الفــردوس فــوق الأرائك
ومــن عــرف الأمــر الـذي هـو طـالت
رأى ســبباً مــا فـي يـدي كـل مالـك
ومــن عــرف الرحمـن لـم يعـص امـره
ولــو أنــه يعطــى جميــع الممالـك
سـبيل التقـى والنسـك خيـر المسـالك
وســـالكها مستبصـــر خيـــر ســالك
فمـا فقـد التنغيـص مـن عـاج دونهـا
ولا طــاب عيــش لامــرئ غيــر ماســك
وطـــوبى لأقـــوام يؤمـــون نحوهــا
بخفـــــة أرواح وليــــن عــــرائك
لقــد فقــدوا غــل النفـوس وفضـلوا
بعــــز ســــلاطين وأمـــن صـــعالك
فعاشوا كما شاءوا وماتوا كما اشتهوا
وفـازوا بـدار الخلـد رحـب المبـارك
عصــوا طاعــة الأجسـاد فـي كـل لـذة
بنـــور محــل ظلمــة الغــي هاتــك
فلــولا اعتـداد الجسـم أيقنـت أنهـم
يعيشــون عيشــاً مثــل عيــش الملائك
فيـــا رب قــدمهم وزد فــي صــلاحهم
وصــل عليهــم حيــث حلــوا وبــارك
ويــا نفــس جــدي لا تملــي وشــمري
لنيــل ســرور الــدهر فيمـا هنالـك
وأنــت مـتى دمـرت سـعيك فـي الهـوى
علمـــت بـــأن الحــق ليــس كــذلك
فقــد بيــن اللــه الشـريعة للـورى
بــأبين مــن زهـر النجـوم الشـوابك
فيــا نفــس جـدي فـي خلاصـك وانفـذي
نفــاذ الســيوف المرهفـات البواتـك
فلـو أعمـل النـاس التفكـر فـي الذي
لــه خلقــوا مــا كــان حـي يضـاحك
(1) قال صاعد الجياني (419- 462هـ) في كتابه "أخبار الحكماء" وكان من تلاميذه: مات في سلخ شعبان سنة ستٍ وخمسين وأربعمائةٍ وهو ابن اثنتين وسبعين سنة إلا شهراً، وكتب إلي بخط يده: إنه ولد بعد صلاة الصبح من آخر يوم في شهر رمضان سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة قال: وأصل آبائه من قرية منت ليشم من إقليم الزاوية من عمل أونبة من كورة ليلة من غرب الأندلس، وسكن هو وآباؤه قرطبة ونالوا فهيا جاهاً عريضاً، وكان أبوه أبو عمروٍ أحمد بن سعيد بن حزم أحد العلماء من وزراء المنصور محمد بن أبي عامرٍ ووزراء ابن المظفر بعده والمدبرين لدولتيهما، وكان ابنه الفقيه أبو محمد وزيراً لعبد الرحمن المستظهر بالله، ابن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر لدين الله ثم لهشام المعتد بالله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر، ثم نبذ هذه الطريقة وأقبل على قراءة العلوم وتقييد الآثار والسنن، ..إلخ.نقل كل ذلك ياقوت في ترجمته ثم قال: قرأت بخط أبي بكر محمد بن طرخان بن يلتكين ابن بجكم قال الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد ابن العربي الأندلسي: توفي الشيخ الإمام أبو محمدٍ علي ابن أحمد بن سعيد بن حزمٍ بقريته وهي من غرب الأندلس على خليج البحر الأعظم في شهر جمادى الأولى من سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائةٍ، والقرية التي له على بعد نصف فرسخ من أونبة يقال لها متلجتم وهي ملكه وملك سلفه من قبله قال: وقال لي أبو محمد بن العربي: إن أبا محمد بن حزم ولد بقرطبة، وجده سعيد ولد بأونبة ثم انتقل إلى قرطبة وولى فيها الوزارة ثم ابنه عليٌّ الإمام أقام في الوزارة من وقت بلوغه إلى انتهاء سنه ستاً وعشرين سنة وقال: إني بلغت إلى هذا السن وأنا لا أدري كيف أجبر صلاة من الصلوات ...إلخ (والوزير أبو محمد ابن العربي المذكور هو والد القاضي أبي بكر ابن العربي ترجم له الذهبي في سير اعلام النبلاء قال: (ابن العربي الإمام العلامة الأديب، ذو الفنون أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي الإشبيلي، والد القاضي أبي بكر. صحب ابن حزم، وأكثر عنه، ثم ارتحل بولده أبي بكر، فسمعا من طراد الزينبي، وعدة، وكان ذا بلاغةٍ ولسنٍ وإنشاء. مات بمصر في أول سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مئة في عشر التسعين، فإن مولده كان في سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة. ورجع ابنه إلى الأندلس)قلت أنا زهير: نقلت كل ذلك ليتأمل الناس الكلام المنسوب إلى القاضي أبي بكر ابن العربي والذي نشرته في التعريف بكتابه "العواصم من القواصم" وهو قوله فيه(ص 249) بعدما وصف رحلته في المشرق: (فلما عدتُ وجدت القول بالظاهر قد ملأ المغرب بسخيف كان من بادية أشبيلية يعرف بابن حزم ... وقد كان جاءني بعض الأصحاب بجزء لابن حزم سماه"نكت الإسلام" فيه دواهي فجردت عليه نواهي، وجاءني برسالة "الدرة" في الاعتقاد فنقضتها برسالة "الغرة")