
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أخٌ لِـــيَ مَشــكُورُ المَســَاعِي وَســَيِّدٌ
تَســُرُّ بَــوَادِيهِ إذَا ســَاءَكَ الصــَّحبُ
ألَـــــمَّ يُجَــــالِينِي جَلاَءَ مُجَــــرّبٍ
عَلَــى أنَّـهُ حَقَّـا بِـيَ العَـالِمُ الطَّـبُّ
يُطَــالِعُ فِــي ســُبلِ البَلاَغَـةِ مَـذهَبِي
وَهَـل يَسـتَوِي مَنهَـا لِيَ الحَزنُ وَالسُّهبُ
وَكَيــفَ أنَــا فِيهَـأ إذَا مَـا تَشـَعَّبَت
وَضــَاقَ عَلَـى طُلاَّبِهَـا المَنهَـجُ الرَّحـبُ
فَلُحـــتُ لَــهُ خربــت غفــل وَمَجهَــلٍ
يَضــَلَّ لَـدَيهِ النَّجـمُ وَالقَشـَمُ النَّكـبُ
فَيَـا أيُّهَـا القَأضـِي المُبَجَّـلُ وَالَّـذِي
مَــوَارِدُهُ مــن سـري البَـاردِ العَـذبُ
وَمَــن دَان أربَــابُ العُلُـومِ بأسـرِهِم
لَــهُ بِصــَرِيحِ الــرّقّ وَهـوَ لَهُـم رَبُّ
أعِيـــذُكَ أن تَرتَــابَ أنَّنِــيَ الــذِي
أتَـى سـَابِقاً وَالكُـلُّ يَنجُـرُ أو يحبُـو
وَمِثلَــي إذَا جَــدَّ الرّجَـالُ وَاتعَبُـوا
نُفُوســـَهُم ســـَعياً وَكَــدَّهُمُ الخطــبُ
تَقَــدَّمَ ســَبقاً ثَانِيــاً مِــن عِنَـانِهِ
وَغَـادَرَ مَـن جَـارَاهُ فِـي رَهجِـهِ يَكبُـو
أمِثلُــكَ يَعشــُو عَـن مَكَـانِي وَيَمتَـرِي
بِـــأنِّيَ مِــن أفلاَكِ ذَا الأدَبِ القُطــبِ
أيَخفَــى عَلَيــكَ البَــدرُ لَيلَـةَ تَمِّـهِ
وَلَـم يَسـتَتِر عَنـكَ البَيَـازِكُ وَالشـُّهبُ
وَأنـتَ الـذِي يَلقَـى الخَفِيَّـاتِ ظَـاهِراً
بِعَينـش نُهًـى لَم تُرجَ مِن دُونِهَا الحُجبُ
فَكَيــفَ بَمَــا وَازَى الجَهُــولَ تَمَكُّنـاً
ذُوُو العِلمِ فِيهِ وَاستَوَى السّودُ وَالصُّهبُ
وَحَاشــَايَ أن يَمتَــدَّ زَهــوٌ بِمَنطِقِــي
وَأن يَسـتَفِزَّ الحِلـمَ فِـي قَـولِيَ العُجبُ
وَلَكِــنَّ لِــي فِــي يُوسـُفَ خَيـرَ أسـوَةٍ
وَلَيـسَ عَلَـى مَـن بَـالنَّبِيّ ائتَسـَى ذَنبُ
يَقُــولُ وَقَــالَ الحَـقُّ وَالصـّدقُ إنَّنِـي
حَفِيــظٌ عَلِيــمٌ مَـا عَلَـى صـَادِقٍ عَتـبُ
فَلَــو كُســِيَ الفُــولاَذُ حِــدَّةَ خَـاظِرِي
تَسـَاوَى لَـدَيهِ اللَّحـمُ وَالحَجَـرُ الصُّلبُ
وَلَــو كَــانَ لِلنِّيــرَانِ بَعـضُ ذَكَـائِهِ
وَفَاضـَت عَلَيـهِ لُجَّـة البَحـرِ لَـم يَخـبُ
وَمَــا اختَـصَّ عِلـمٌ دُونَ عِلـمٍ بِـوِجهَتِي
بَلَـى مَسـرَحِي فِـي كُلِّهَا الوَاسِعُ الخَصب
تَظَــلُّ فُنُـونُ العِلـمِ تَجلَـى إذَا غَـدَت
بِأيــدِي رِجــالٍ وَهــيَ مَنجُولَـةٌ غَصـبُ
وَمَــا عَزَّنِــي وَالحَمــدُ لِلَّــهِ مَطلَـبٌ
مِـنَ العِلـمِ مِمَّـا أبقَتِ العُجمُ وَالعُربُ
حَلِيفِـــي وَمُحيِــي هِمَّتِــي وَمُنِيرُهَــا
وَرَافِــعُ ذِكـرِي حَيثُمَـا اتَّصـَلَ الرَّكـبُ
وَأنســِيَ مُــذ خَمــسٍ وَعِشــرِينَ حِجَّــةً
أرُوحُ وَأغــدُو وَهــوَ صــَارِمِيَ الغَصـبُ
وَخِطَّتِــيَ العُليَــا الَّتِـي لَسـتُ أتَّقِـي
حَيَـاتِيَ مِنهَـأ العَـزلُ مَـا رَتَـعَ الضَّبُ
وَمَــالٌ عَمِيــمٌ لَســتُ أخشــَى نَفَـادَهُ
بِإنفَـــاقِهِ لاَ بَـــل يَزيــدُ وَيَنصــَبُّ
ســَمَوتُ بِنَفســِي لاَ بِمَجــد هَــوَت بِـه
مِــنَ الزَّمَــنِ العَـدَّاءِ آلاَتُـهُ الحُـدبُ
عَلَــى أنَّنِــي لَـو شـِئتُ قُلـتُ مُصـَدَّقاً
وَأقبَــحُ قَــولٍ مَـا ألَـمَّ بِـهِ الكَـذبُ
وَلَكِنَّــهُ مَــن لَــم يُشـِد مَـا حَلاَ لَـهُ
رَغَــا فِـي مَبَـانِيهِ وَضعضـَعَهَا السـَّقبُ
فَـإن شـِئتَ فِـي عِلـمِ الدّيَانَـةِ تَلقَنِي
نِقَابـاً لَـهُ لَـم يَخـفَ عَنِّـي لَـهُ نَقـبُ
وَأمَّـــا أفَــانِينُ الحَــدِيثِ فَــإنَّنِي
أنَـا بَحرُهَـا الطَّامِي وَيُنبُوعُهَا السَّكبُ
وَقَيَّـدت مِـن فُتيَـا ذَوي الفِقـهِ ضَابِطاً
بِحِفظِـيَ مَـا طَـالَت بِـهِ قَبلَهَـا الحِقبُ
وَإن لاَذَ طُلاَّبُ الكَلاَمِ بِجَــــــــــانِبِي
فَـــإنَّيَ ســـَاقِيهِم وَكُلُّهُـــمُ شـــَربُ
وَعِلمِــي بِمَـا فِـي سـِرّ خَصـمِي كَعِلمِـه
فَمَــا غَـأبَ عَنِّـي مِنـهُ سـَهلٌ وَلاَ صـَعبُ
وَإن تُــذكَرِ الأشـعَأرُ لَـم يَـكُ خَارِجـاً
أمَــامِي جَريـرٌ فِـي الرّهَـانِ وَلاَ كَعـبُ
وَمَـا ضـَرَّ شـِعرِي ان منـو شـهر والذي
وَلَـم يَحـظَ بِـي عِلمـاً تَمِيـمٌ وَلاَ كَلـبُ
وأمّــا تُســَائِل بِاللُّغَــات وَنَحوهَــا
فَمَــا غَـابَ عَنِّـي مِنـهُ سـَهلٌ وَلاَ صـَعبُ
وَمَــا إنَّ شــَأنِي عِنــدَ ذَلِــكَ سـَابِقٌ
عَلَـى أنَّنِـي لَـم يُغرنِي التَّعبُ وَالوَطبُ
وَحَسـبُكَ بِـي فِـي ذي الأعَـارِيضِ مَمنَعـاً
إذَا عُــدَّتِ الأوتَـادُ وَالشـَّطرُ وَالضـَّربُ
وَإن شــِئتَ أخبَــارَ الــدهُورِ فَـإِنَّنِي
أنَـا جَـامِعُ التَّارِيـخ مُـذ نَبَتَ الهُضبُ
فَمَــا غَــابَ عَنِّـي أمـرُ مَلـكٍ مسـونه
وَلاَ شــَدَّ دُونِــي أمــرُ سـِلمٍ وَلاَ حَـربُ
ســَوَاءٌ عَلَــى ذِكــرِي قَرِيــبٌ وَنَـازِحٌ
وَمَــن حَمَلَــت أرضٌ وَمَـن ضـَمَّهُ التُّـربُ
وَإن تُــذكَرِ الأنســَابُ كُنــتُ نَقِيبَهَـا
وَلــم يَخـفَ عَـن ذِكـرَايَ حَـيٌّ وَلاَ شـِعبُ
وَلَـــو أنَّ رُســـطَالِيسَ حَــي بَــدَدتُّهُ
وَمَـا عَـاشَ إلاَّ وَهـوَ لِـي بِـالحَرَى تِربُ
يُســَافِرُ عِلمِـي حَيـثُ سَافضـرتُ ظَاعِنـاً
وَيَصــحَبُنِي حَيـثُ اسـتَقَلَّت بِـيَ الرَّكـبُ
مَحَلَّتُـــهُ صـــَدرِي وَمَســـكَنُ عُمـــرِهِ
بِحَيـثُ التَقَـى مِنِّـي التَّـرَائِبُ وَالتِّربُ
إذَا مَـا الجَنـوبُ استَوطَأت فِي ضِجَاعِهَا
فَعَنـهُ نَبَـا عَـن مَضـجَعِي مِنِّـيَ الجَنـبُ
أنَـا الشـَّمسُ فِـي جَـوّ العُلُـومِ مُنِيرَةٌ
وَلَكِـــنَّ عَيبِــي أنَّ مَطلَعِــيَ الغَــربُ
وَلَــو أنَّـهُ مِـن جَـانِبِ الشـَّرقِ طَـالِعٌ
لَجَـدَّ عَلَـى مَـا ضـَاعَ مـن ذِكرِيَ النَّهبُ
وَلِــي نَحــوَ أكنَـافِ العِـرَاقِ صـَبَابَةٌ
وَلاَ غَــروَ أن يَســتَوحِشَ الكَلِـفُ الصـَّبُّ
فَــإن يُنـزِلِ الرَّحمَـانُ رَحلِـيَ دُونَهُـم
فَحِينَئِذٍ يَمضـــِي التَّأســـُّفُ وَالكَــربُ
فَكَــم قَــائِلٍ أغفَلتُــهُ وَهــوَ حَاضـِرٌ
وَأطلُــبُ مَـا عَنـهُ تَجِيـءُ بِـهِ الكُتـبُ
هُنَالِـــكَ يُـــدرَى أنَّ لِلبُعــدِ قِصــَّةً
وَأنَّ فَســَادَ العِلــمِ آفَتُــهُ القُــربُ
فَيَـا عَجَبـاً مَـن غَـابَ عَنهُـم تَشـَوَّقُوا
لَــهُ وَدَنَــوا لِمُزمِــنِ دَرَاهِــم ذَنـبُ
وَإنَّ مَكَانـــاً ضـــَاقَ عَنِّـــي لَضــَيِّقٌ
عَلَـــى أنَّــهُ فَيــحٌ مَــذَاهِبُهُ ســُهبُ
وَإنَّ رِجَـــــالاً ضــــَيَّعُونِي لَضــــُيَّعٌ
وَإنَّ زَمَانــاً لَــم أنَــل خِصـبَهُ جَـدبُ
وَلَـو إنَّنِـي خضـاطَبتُ فَي النَّاسِ جَاهِلاً
لَقِيــلَ دَعَــأوٍ لاَ يَقُــوم لَهَــا طُنـبُ
وَلَكِنَّنِــي خَــاطَبتُ أعلَــمَ مَــن مَشـَى
وَمَـن كُـلُّ عِلـمٍ فَهـوَ فِيـهِ لَنَـا حَسـبُ
يُصـــَدّقُنِي فِــي وَصــفِهِ كُــلُّ ســَامِعٍ
يَقِينــاً وَلاَ يَــأبَى لِســَانٌ وَلاَ قَلــبُ
(1) قال صاعد الجياني (419- 462هـ) في كتابه "أخبار الحكماء" وكان من تلاميذه: مات في سلخ شعبان سنة ستٍ وخمسين وأربعمائةٍ وهو ابن اثنتين وسبعين سنة إلا شهراً، وكتب إلي بخط يده: إنه ولد بعد صلاة الصبح من آخر يوم في شهر رمضان سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة قال: وأصل آبائه من قرية منت ليشم من إقليم الزاوية من عمل أونبة من كورة ليلة من غرب الأندلس، وسكن هو وآباؤه قرطبة ونالوا فهيا جاهاً عريضاً، وكان أبوه أبو عمروٍ أحمد بن سعيد بن حزم أحد العلماء من وزراء المنصور محمد بن أبي عامرٍ ووزراء ابن المظفر بعده والمدبرين لدولتيهما، وكان ابنه الفقيه أبو محمد وزيراً لعبد الرحمن المستظهر بالله، ابن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر لدين الله ثم لهشام المعتد بالله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر، ثم نبذ هذه الطريقة وأقبل على قراءة العلوم وتقييد الآثار والسنن، ..إلخ.نقل كل ذلك ياقوت في ترجمته ثم قال: قرأت بخط أبي بكر محمد بن طرخان بن يلتكين ابن بجكم قال الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد ابن العربي الأندلسي: توفي الشيخ الإمام أبو محمدٍ علي ابن أحمد بن سعيد بن حزمٍ بقريته وهي من غرب الأندلس على خليج البحر الأعظم في شهر جمادى الأولى من سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائةٍ، والقرية التي له على بعد نصف فرسخ من أونبة يقال لها متلجتم وهي ملكه وملك سلفه من قبله قال: وقال لي أبو محمد بن العربي: إن أبا محمد بن حزم ولد بقرطبة، وجده سعيد ولد بأونبة ثم انتقل إلى قرطبة وولى فيها الوزارة ثم ابنه عليٌّ الإمام أقام في الوزارة من وقت بلوغه إلى انتهاء سنه ستاً وعشرين سنة وقال: إني بلغت إلى هذا السن وأنا لا أدري كيف أجبر صلاة من الصلوات ...إلخ (والوزير أبو محمد ابن العربي المذكور هو والد القاضي أبي بكر ابن العربي ترجم له الذهبي في سير اعلام النبلاء قال: (ابن العربي الإمام العلامة الأديب، ذو الفنون أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي الإشبيلي، والد القاضي أبي بكر. صحب ابن حزم، وأكثر عنه، ثم ارتحل بولده أبي بكر، فسمعا من طراد الزينبي، وعدة، وكان ذا بلاغةٍ ولسنٍ وإنشاء. مات بمصر في أول سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مئة في عشر التسعين، فإن مولده كان في سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة. ورجع ابنه إلى الأندلس)قلت أنا زهير: نقلت كل ذلك ليتأمل الناس الكلام المنسوب إلى القاضي أبي بكر ابن العربي والذي نشرته في التعريف بكتابه "العواصم من القواصم" وهو قوله فيه(ص 249) بعدما وصف رحلته في المشرق: (فلما عدتُ وجدت القول بالظاهر قد ملأ المغرب بسخيف كان من بادية أشبيلية يعرف بابن حزم ... وقد كان جاءني بعض الأصحاب بجزء لابن حزم سماه"نكت الإسلام" فيه دواهي فجردت عليه نواهي، وجاءني برسالة "الدرة" في الاعتقاد فنقضتها برسالة "الغرة")