
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســلمى ألا تتــذكرين لــدى الطفـو
لـــة عهـــدنا الماضـــي الأميــن
حيـــث المحبّـــة نـــوّرت قلـــبي
وقلبــــك بالوداعـــة واليقيـــن
والحـــب وحـــدنا فروحـــي مثــل
روحــــك بالمحبــــة والغــــرام
لــم تتــل مــن درس الحيـاة سـوى
عنــــاوين الصـــبابة والهيـــام
وســــرى إلـــى قلـــبي وقلبـــك
بـــــالهوى الـــــروح الأميــــن
ســلمى ألا تتـذكرين لـدى الطفولـة
مـــن عهـــدنا الماضـــي الأميــن
ســــلمى أظنـــك غيـــر ناســـية
عهــــودك تحــــت أظلال الكـــروم
وأنـــا وأنـــت وليـــس ترمقنــا
ســـوى عيــن الكــواكب والنجــوم
وإلـــى شـــهي حـــديثك الفتــان
كلــــي بــــت أذنــــا صـــاغيه
وفتحـــــت ذاكرتــــي لترســــمه
فتحفظــــه ولـــم تـــك ناســـية
يومــــاً لــــه فلقــــد تغيـــر
منــــــه كــــــرات الســـــنين
فأضــــــل متصـــــل الحنيـــــن
لزماننــــا الماضــــي الأميــــن
ســـلمى روايتـــك الــتي بتمــوج
الرنــــــات تحكـــــي مطبـــــق
بهـــا حســـبنا صـــوتنا فســـما
إلــــى الأعلـــى كطيـــر مطلـــق
هـــل مثـــل روحينـــا اللـــتين
لـــــدى الأثيـــــر ترفرفـــــان
هـــل مثـــل قلبينـــا اللـــذين
إلـــــى الطفولـــــة تخفقــــان
أواه أحلام الطفولـــــــــــــــة
قــــــد تلاشــــــت كالضـــــباب
حــــتى أتــــى زمـــن الشـــباب
فــــوقعت فـــي شـــرك العـــذاب
سـلمة ومـاذا بعـد آمـال الطفولـة
غيـــــــــر آلام الحيـــــــــاة
فاستســلمي للعاطفــات ومـا جنتـه
عليـــــك تلـــــك العاطفـــــات
محيـت أمانينـا اللطـاف ومـا بقـي
منهـــــا لنـــــا إلا الخيــــال
إذ كنــت أنــت كمــا أنــا للحـب
نحيــــا والصــــبابة والجمـــال
والحــب فــي عصـر الصـبا كالثلـج
مـــــــن فــــــوق الهضــــــاب
إن شــــام نــــور الشــــمس ذاب
فتكــــــون عقبـــــاه عـــــذاب
ســلمى وكـم للحـب سـر قـد حفظنـا
فهــــو مــــن إحـــدى الغيـــوب
قلــبي وقلبــك ودعـاه وفـي قـرار
البحـــــر مفتـــــاح القلــــوب
خلــــس أحـــاجي الحـــب منهـــا
يســـتقل بحملهــا منــك الضــمير
لا تخرجيهـــــا للأنــــام فهــــم
عيـــــون للكــــواكب والأثيــــر
بـــــــل رتلــــــي للنفــــــس
أنغـــــام الهــــوى كالبلبــــل
إذ رن قــــــــرب الجــــــــدول
للنفـــــــــس لا للمحفـــــــــل
ســلمى انقضـى بيـن الشـقا والهـم
أيــــام الطفولــــة والشــــباب
ونـرد عـن تلـك الأمـاني بالصـبابة
والهـــــوى خـــــالي الوطــــاب
وقلوبنــا بــالهم تصــدع والأســى
صـــــــــــدع الزجـــــــــــاج
لا تعبـأن بنا الحياة ولم نجد فيها
ســــــــــرورا وابتهـــــــــاج
لا تـــــــــذكري الماضـــــــــي
فعيشـــك فـــي يـــد المســـتقبل
فـــــدعي الأســـــى واســــتقبلي
وجــــــه الزمـــــان المقـــــل
سـلمى ومـا أحلـى المساحب بالشتاء
وقــــــد تـــــردت بـــــالثلوج
والغيث إذ يحي الزهور فتكتسي منها
الأباطـــــــــح والمـــــــــروج
والطفــل يهمـي مثـل زيـت للزهـور
فتكتســــــي منــــــه ســـــطوع
فكأنهـــــا فـــــوق الهضـــــاب
تشـــع زاهيـــة ببهجتهــا شــموع
ســـــــــلمى ألا فتـــــــــذكري
فيهـــا لنـــا الزمـــن القصــير
زمـــن الهـــوى الغـــض النظيــر
بيـــــن الأزاهـــــر والغــــدير
سـلمى إلـى الـوادي تعـالي حيث لا
ترنــــو لنـــا عيـــب الرقيـــب
فبــــه نقضـــي أيـــام الصـــبا
حــــق الحـــبيب مـــن الحـــبيب
هيـا معـي فالشـمس قـد غربـت فهـا
هــــي مثــــل لــــبي خــــافقه
قــــد ودعــــت لكنهـــا غضـــبى
علـــى هـــذي البريـــة خـــانقه
مـــــا شـــــأننا عنهـــــا إذا
اســـــتترت بــــأبراد الأثيــــر
فســـــيطلع البــــدر المنيــــر
ويشــــع مــــن فـــوق الغـــدير
ســـلمى مضـــى رفـــق الطفولـــة
فــــاذكريه بالتحيـــة والســـلام
إذ فيــه كنــا لاعـبين أنـا وأنـت
كمثـــــل أفـــــراخ الحمـــــام
ضـــحك الزمـــان لنــا فأرشــفنا
مــــن الأفــــراح والآس الــــزلال
لاهيـــن فـــي الـــوادي ونلقـــط
بيـــن ملتقطـــاته درر الرمـــال
ونخـــط فـــوق الرمـــل للعشــاق
أمثـــــــــــالا وشــــــــــكلا
فنعيـــد مـــا قـــد كـــان قبلا
مــــن شــــوق مجنـــون وليلـــى
سـلمى وكـم أغنيـة للحـب قـد غنيت
فانتعشــــت لرقتهــــا النفـــوس
وتلاعبـــت طربـــا لهــا الأجيــاد
إذ غنيــــت فيهــــا والــــرؤوس
الصــــوت مــــن نعـــم الســـما
فلا تظنــي فيــه يــا ســلمى علـي
لا لا تقــــولي الــــدهر غيــــرّه
وكالحســـون أفلـــت مـــن يـــدي
صــــدء الفــــؤاد ومنـــك قـــد
كـــان العنـــاق إليـــه صـــقلا
فلكــــم عناقــــك عنـــه ســـلا
همــــاً ألــــم ومــــا تخلــــى
ســلمى خــذي بيــدي فــإني حـائر
ال أهتــــدي ينهــــج الطريــــق
أعمــى يقــود بــي العمـى سـكران
قـــي خمـــر الجهـــالى لا أفيــق
الشـك رافقنـي مـن أيـام الطفولـة
وانتهــــــى لـــــي للشـــــباب
هـذا هـو الحـظ المـبين فيـا تـرى
مـــن أيـــن أدرك مـــا الصــواب
ســلمى ارفعــي عــن وجهـك السـتر
الــــــــــذي تتســــــــــترين
فبــــــه لعلــــــي أســـــتبين
مــــن نــــوره نـــور اليقيـــن
ســـلمى إذا مـــا الشــك لازمنــي
وفــي فكــري لــه اســتع المجـال
أفأهتــدي بهــدى الشــيوخ ومنهـم
اســـتولى علـــى فكـــري الضــلال
كــم شــبهة قــد خــامرتني منهـم
أبـــــداَ بفكـــــري لا تـــــزول
مـاذا عليـك ومـا علـي إذا جعلنـا
أمرنــــــا بيـــــد العقـــــول
ونقـــــول أن الكــــل كــــانوا
بالضـــــــــلالة تـــــــــائهين
لا شــــــيخ أو قـــــس أميـــــن
نهـــدي بـــه النهـــج المـــبين
ســلمى إذا اسـتولى علينـا اليـأس
مـــن ديــن الشــيوخ أو القســوس
فمعي عسانا أن نروح بالعنا والخمر
مـــــــن ألــــــم النفــــــوس
طفلان نحــن ومــا علـي ومـا عليـك
مــــن الديانــــة مـــن جنـــاح
فخـــــذي ربائبـــــك المرنــــة
واقطعــي فينـا إلـى تلـك البطـاح
وبجــرة الخمــر اصــحبيها إنهــا
أمـــــل المشـــــوق التـــــائه
تمحـــــــــي مضاضــــــــة دائه
وتزيــــــل منـــــه برحـــــائه
ســلمى وأحســن مــا تحقـق للمنـى
والأنـــــس عيـــــش البـــــاديه
تســـــقينني خمــــراً واســــقيك
بظـــل الزهـــر قـــرب الــداليه
لا القلـب يحـزن مـن مآسي الناس في
الـــوادي ولـــم ترهــا العيــون
نمســــــي ونصـــــبح ســـــكرين
فــإن صــحونا فالفكاهـة والمجـون
تتقلــــبين بنعمــــة الــــوادي
علـــــــــــى خطـــــــــــرائه
والطيــــــر فـــــي أرجـــــائه
يحــــــي الحشـــــى بغنـــــائه
محمد جواد بن الكاظم بن طاهر بن حسن بن بندر ابن سباهي الكندي السوداني.شاعر شهير، وأديب معروف.ينتمي إلى أسرة السوداني العريقة، والتي خرجت العديد من الشعراء والأدباء.ولد في العمارة، وهاجر إلى النجف مع عائلته فدخل المدرسة الابتدائية، ثم تركها، والتحق بشيوخ النجف يأخذ منهم العلم والأدب.وقد شارك في تأسيس جمعية الرابطة، وظهر فيها كألمع نجم أدبي.ويتميز شعر بالمرونة وقوة سبك وإبداع.توفي في النجف.