
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا شـأن شـعرك والرجـال نيـام
طـــابت لهـــا بســباتها الأحلام
وإليــك عــن أوهامهــا فلربمـا
تعــديك إن تــدنو لهـا الأوهـام
لا تعرفــن مــن الســباحة فنهـا
والقوم في بحر لا تخطى لديه سهام
قـومي وقـد رمـت الجهالـة عقلها
والجهــل لا تحضــى لــديه سـهام
وعليهـــم مــد الضــلال رواقــه
وأخــو الضــلال لـه الضـياء ظلام
لا تطلبــــن دواء داء عقولهـــا
فلقــد أعــل القـوم وهـو عقـام
سـلكوا سـبيل الغي حتى استسمنوا
ورم الشــقا وبــه ضــلالا هـاموا
أبكــي علــى الأخلاق صـوح زهرهـا
منهـــا فلا أثــر لهــا ووســام
ولقـد يقـام مـن العثار وليس من
عـــثرات أخلاق الشـــعوب قيــام
ومذبــذبين ولا مبــادىء عنــدهم
أبــــداً فلا كفــــر ولا إســـلام
مرضــت عقــولهم ومــاذا ارتجـي
مــن بعــدها إن صــحت الأجســام
عبــدوا ميـولهم وكـم مـن معشـر
مــن قبــل قــد غرتهـم الأصـنام
ســاموا بــوادي جهلهـم فعليهـم
تجــب الزكــاة لا نهــم أغنــام
الإجتمــاع ولا طــبيب لــه فهــم
بالجســـم منـــه علــة وســقام
وطنـي وأيـن رجـاله أمـا اغتـدى
للنائبــات الســود فيــه زحـام
آلامــــه كــــثرت ولا متطبــــب
منهــــم بــــه فتخفــــف الآلام
عقتـــه أبنــاه فأصــبح ســلعة
للــبيع فـي سـوق الكسـاد يسـام
المخلصــون بــه علــى أيــديهم
أخـــذوا ولا وزن لهـــم فيقــام
عــي القصــيح بـه فلا مـن هـامس
المخلصـــين وثرثـــر التمتــام
تــأتي الليـالي والبلاد بجهلهـا
نشــوى ويــأتي بعــد عـام عـام
وأرى الـوئام يسـود أقطار الورى
وتســـود شــعبي فرقــة وخصــام
فــي كــل يــوم للعــراق رزيـة
وبمصــر أخــرى تقتفيهـا الشـام
الغــرب قـد ملـك البلاد وقادنـا
قــود الــذليل كأننــا أنعــام
أمــن المــروة أن تضـام بلادنـا
وبهـــا نــذل ونــزدري ونضــام
أنظــل مكتــوفي اليـدين تهيبـا
وبلادنـا سـام العـدى مـا سـاموا
لا أرتجــي للشــوق نهضــة ثـائر
مـــا رن فيهــا مــدفع وحســام
يـــا قــوم هلا نهضــة بظبــاكم
تفــرى بهــا كبــد ويفلـق هـام
إن لــم تثــوروا ثــورة عربيـة
فعليكــم مــاء الفــرات حــرام
عهـد الرشـيد ألـم تكـن ترعى له
يــا عــرب منكــم حرمـة وذمـام
حيـث الزمـان عليـه بـرد سـعادة
والعلــم قــد نشــرت لــه أعلام
لهفـي وهـل يجـدي التلهف إن غدا
للجهــل فيهــا النقـض والإبـرام
مــا للجزيـرة قـد تشـتت شـملها
وبأهلهـــا للجهــل شــب ضــرام
كـم رمـت للـوطن العزيـز تسالما
لــو تــم لـي فيمـا أروم مـرام
أبقـي المـودة فـي بنيـه وأرتجي
فيــه يصــافح شــيخه الحاخــام
لكنمـــا شــأن السياســة قلــب
والأمـــر منهـــا فرقـــة ووئام
مـدت شـباك الظلـم فاصـطادت بـه
هــذي العقـول كمـا يصـاد حمـام
فاســتعمرتها فهـي طـوق يمينهـا
وبأمرهـــا الإقـــدام والإحجــام
سـمعاً رجـال الشـعب دعـوة شـاعر
فيهــا انطــوى عتــب لكـم وملام
أللـه فـي شـعبي الضـعيف فـأنتم
فــي أهلــه الأمنــاء والقــوام
راعـوا الفقيـر بـه فـإن حقـوقه
غصــبت وليــس بــه هنـاك نظـام
إيـــه يخــان وخــائنوه أنتــم
فعليكـــم يـــا خــائنون ســلام
يبنــي وأنتـم تهـدمون ومـن لـه
أن يســـتوي البنــاء والهــدام
عجبــاً أتحــرم أهلــه نعمــاءه
ولغيرهـــا الإنعـــام والإكــرام
صـبراً فـؤادي لا يطـر فيـك الجوى
فالشــعب جــرح حشــاه لا يلتـام
مـا كـان يجـديك القريـض حماسـة
فاصــبر علــى مـا تحكـم الأيـام
فـإلى المجيـد وكـاظم مل بالثنا
فهمــا بحيــث المكرمــات تـوام
بــدروا تمــام ازريــا بعلاهمـا
وســناهما بالبــدر وهــو تمـام
عقـد الكمـال عليهمـا تاجـا بـه
للمكرمـــات وللفخـــار وســـام
الســابقات علا بمضــمار العلــى
والمجــد نــاء لا يكــاد يــرام
نـالا بـه قصـب الرهـان ولـم يكن
فــي ذاك بــدعا فـالكرام كـرام
رويـا حـديث الفضل عن عبد الرضا
صــدقا صــحيحا مـا عليـه جهـام
رويـا عـن الحـبر الـذي برشـاده
قــد رد جيـش الكفـر وهـو لهـام
لا تقــدر الشــعراء تنعـت ذاتـه
مــدحا وتبلــغ حــدها الافهــام
بـاهت بـه الأرض السـماء تفـاخرا
والشـــرك فيــه بأهــل الإســلام
غيــث الســماء كقطـرة مـن كفـه
تحيــى بهــا الآمـال وهـي رمـام
فعليــه مـن تقـواه شـارة مصـلح
مـــا شـــابه لبــس ولا إبهــام
وعلــى أســارير المحيـا للهـدى
والرشــد بــرق المكرمـات يشـام
وضـعت براحتـه العفـاة من الندى
حلــم النـوال ومـا هنـاك فطـام
الــدين عــز بــه وحســبك أنـه
للـــدين فيـــه ملجــأ وعصــام
وحمــاه منـه ببأسـه وكـذا لكـم
تحمــى ببــأس أســودها الآجــام
والصـادق القـول الـذي مـن علمه
تســــتنبط الآيـــات والأحكـــام
أخـذ الـورى منـه العلـوم وانـه
فيهـــم إمــام للهــدى وامــام
متقلــــد بيراعــــة وبراعـــة
لهمـا انثنـى الصمصـام والضرغام
وإلـى جـواد السـبق زف من الهنا
آيـــات بشـــر كلهـــن نظـــام
يفــع غلام وهــو شـيخ فـي العلا
ولربمـــا ســـبق الشـــيوخ غلام
فتخلصــي لكــم بــإخلاص الوفــا
مســـك وفيـــه مبـــدء وختــام
محمد جواد بن الكاظم بن طاهر بن حسن بن بندر ابن سباهي الكندي السوداني.شاعر شهير، وأديب معروف.ينتمي إلى أسرة السوداني العريقة، والتي خرجت العديد من الشعراء والأدباء.ولد في العمارة، وهاجر إلى النجف مع عائلته فدخل المدرسة الابتدائية، ثم تركها، والتحق بشيوخ النجف يأخذ منهم العلم والأدب.وقد شارك في تأسيس جمعية الرابطة، وظهر فيها كألمع نجم أدبي.ويتميز شعر بالمرونة وقوة سبك وإبداع.توفي في النجف.