هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚتبرع الانجميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضـمدت جـرح القلـب بعـد مسيله
فـإذا بـه لـم يجـد فيـه ضماد
وسـبرت غـور الشـعب في أبنائه
فــإذا هــم لميــولهم عبــاد
عـادات هـذا الشـعب فيه تحكمت
ولهــن فـي قيـد الضـلال يقـاد
رسـخت فـدين اللـه ينبذ جانباً
ولهــا بشــعبي مبــدء ومعـاد
أخنـت علـى أفكـارهم عـاداتهم
جهلا فمـالوا نحوهـا وانقـادوا
وتمسـكوا فيهـا فأصـبح صـرحها
بصــخور ميلهــم القـوي يشـاد
حسب الرعاع بها الهدى فتمسكوا
فيهـا وعـن سنن الهداية حادوا
قـالوا الصـلاح بهـا فغنينا له
فـإذا مغبـة مـا ادعـوه فسـاد
قـالوا السـواد بهـن دان وحقه
لـولا البيـاض لمـا أحـس سـواد
أللــه للشــعب الـذي أشـواكه
حكمــت علــى ان تخنـق الأوراد
لا جـوزيت بـالخير مـن قد ورثت
فينــا تقاليــد لهــا تنقـاد
مـا حيلـة الأبناء لو مشيت على
مــا ســنت الآبــاء والأجــداد
كــل يقـول أبـي وتلـك مصـيبة
أن تقتفــــي آباءهـــا الأولاد
لـو أن هـذا الدين لم يك عادة
فيهــم لظــل ومـا لـه أجنـاد
مـن أنكـر العادات فيما بينهم
ينمــى إليـه الكفـر والإلحـاد
تركوا الفروض وقد قضى ناموسهم
إن الفـــروض بــديلها الأوراد
فــي كــل يـوم عـادة مذمومـة
تبــدو فتكـبر شـأنها الأوغـاد
الطيــش يبـدعها لهـا فتجلهـا
أفلـم يكـن فـي ذي البلاد سداد
بلــد وفيـه أحـدقت مـن أهلـه
نـــوب غلاظ لا تطـــاق شـــداد
بـذر الصـلاح إذا نمـا من مصلح
فيهـم فهـم للبـذر منـه جـراد
حـال لهـا قد أشفقت أهل السما
ولهــا تكــاد تدكـدك الأطـواد
قــامت بــه للمفسـدين قيامـة
كــبرى تأجــج جمرهـا الوقـاد
قـد فرقـوا بين القلوب فلا ترى
لاثنيــن ثــم بــه هنـاك وداد
رجمـاكم يـا قـاطعي حبـل الأخا
هــل أنتــم لودادنــا حســاد
لا تنبشـوا الأحقـاد فيما بيننا
إن القلــوب تضــلها الأحقــاد
لا شــيء فيمــا بيننـا متقـدم
فعلام ذا الأبـــراق والأرعـــاد
الاتحـــاد الاتحـــاد فإننـــا
نفنــى إذا لــم تجمـع الآحـاد
مـن لـي بيـوم فـي جلـي صباحه
يتفــاهم الجمهــور والأفــراد
الكـل قـد تخـذ الحقيقة مبدءاً
لــم يثنـه عـن قصـده النقـاد
محمد جواد بن الكاظم بن طاهر بن حسن بن بندر ابن سباهي الكندي السوداني.شاعر شهير، وأديب معروف.ينتمي إلى أسرة السوداني العريقة، والتي خرجت العديد من الشعراء والأدباء.ولد في العمارة، وهاجر إلى النجف مع عائلته فدخل المدرسة الابتدائية، ثم تركها، والتحق بشيوخ النجف يأخذ منهم العلم والأدب.وقد شارك في تأسيس جمعية الرابطة، وظهر فيها كألمع نجم أدبي.ويتميز شعر بالمرونة وقوة سبك وإبداع.توفي في النجف.
