
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلـى أي واد أنـت يـا ركـب قاصـد
كأنــك لا تــدري بمـا أنـت واجـد
تــروم صــفاء مــن زمـان خطـوبه
تكـاثرن مـن أهليـه والكـل حاقـد
كأنـــك لا تـــدري وتلــك رزيــة
بمـا فيـك من داء وما الداء واحد
تريــد اتحـاداً مـن بنيـك وإلفـة
فكيــف وهــذي الحادثــات شـواهد
تــــذكرني آبـــاؤهم بإبـــائهم
فتـــؤلمني والـــذكريات تعــاود
تــرى الكــل منـا يـدعي لجهالـة
بمـا هـو عـار منـه والفكـر جامد
لكـل تـرى فكـراً يضـل عـن الهـدى
وينقـض مـا قـدا أبرمتـه العقايد
لقـد أفسـدت منـا الطبـاع مقاصـد
تحـاك بأيـدي السـوء وهـي مفاسـد
سـداها خـداع النـاس من أجل غاية
ولحمتهـــا نفــع لهــا ومصــايد
فبؤســاً لهاتيــك المقاصـد إنهـا
أهـانت مقـام القـوم تلك المقاصد
ومـــا أفســـد الأخلاق إلا معاشــر
بتحريكــم للشــعب والشـعب راكـد
أرادوا كيـان الشـعب ينهار هاويا
وما الشعب مغضي الطرف عنهم وراقد
يبثـون بيـن النـاس فيـه نصـائحاً
ومـــا هـــي إلا ضـــله ومكــائد
معاهــد اخلوهــا فنــاحت كآيــة
علـى أهلهـا الماضين تلك المعاهد
ومـن نكـد الدنيا على الحران يرى
بمــوطنه تـترى الخطـوب النواكـد
ألا قاتــل اللــه السياسـة إنهـا
مصــائب قــوم عنــد قـوم فـوائد
وكـم مـن فـتى للنـاس ضـحى بنفسه
ومـن دونهـم فـي لنائبـات يجاهـد
يجــاوزنه بالــذم طـوراً وبـالأذى
كــأن الأذى والــذم منهـم محامـد
ومـا الـذم يـزري بأمرء حسن فعله
وإحســانه بيــن البريــة شــاهد
علــى الكــل منــا واجــب لبلاده
يقــوم بــه مــن أجلهـا ويناشـد
إذا نحـن لم نرخص من النفس سومها
لتحــي فلا يبقــى مســود وســائد
علينـا بـأن ننسـى الضغائن بيننا
وبعـــض لبعـــض ســاعد ومســاعد
وننبـذ عنـا الخلـف فـالخلف مهلك
ويشـــمت فيـــه حاســد ومعانــد
فلا الخيـر مـأمول ولا الشـر زايـل
إذا لــم يكـن بعـض لبعـض يعاضـد
إلـى مـا الليـالي والكـوارث جمة
تعــارض فيمــا نبتغــي وتعانــد
ورب لئيـم الـذات مـا زال غـادراً
بهــا وعلـى الإنكـار للـبر عامـد
نقابــل بالحســنى إســاءة فعلـه
ونجزيــه فضـلا وهـو للفضـل جاحـد
كـأن لـم يكن بالأمس ضاق به الفضا
علـى حيـن قـد جـارت عليه الشداد
يوافيـك بمـا يبـديه حقـاً وباطلا
علـى أنـه عـن منهـج الحـق حايـد
يكيــد ولا يجــديه كيـد ومـا درى
بــأن إلــه الخلــق للكيـد ذائد
وليــس يحيــق المكــر إلا بـأهله
ومـا اللـه عنـه غافـل فهـو شاهد
علـى الحقـد فـي الإنسـان إلا مسبة
عليـه ولـم يحمـده في القوم حامد
عجبـت لمـن يرجـو الوفاء من امرء
لئيــم ومــا للنـاس فيـه فـوائد
وبالمــال مغــرور علـى أن مـاله
مصـــادره معلومـــة والمـــوارد
فلا تغـترر بالمـال إن كنـت ناقداً
بصـيراً فمنـك المـال لا شـك نافـد
ولاتكتنــزه وازرع الخيـر والثنـا
فمـا كنـزه يجـديك والمـوت حاصـد
عليـك بحسـن الـذكر إن كنت فاضلا
لبيبـاً فحسـن الـذكر للمـرء خالد
وعاشـر كريـم الطبـع فـي كل حالة
يواســيك أو يســليك ممـا تكابـد
فخيـر فـتى مـن لـم يصـاحب بدهره
لئيمـــا وإن تنجبــه أم ووالــد
أبو الجواد محمد حسن بن باقر بن علي بن محمد بن علي بن حيدر.أديب شهير، وشاعر معروف.ولد في سوق الشيوخ، ونشأ بها على أبيه الذي كان من الأعلام، فدرس المقدمات، ثم هاجر إلى النجف حيث أكمل الفقه والأصول.وأخذ الأدب والعلم على أندية النجف، فراح يواصل النظم ويساجل فريقاً من أخدانه.توفي ببغداد إثر مرض ألم به، ونقل إلى النجف ودفن فيها، ورثاه مجموعة من أدباء عصره.