
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا سـاكني النجـف الأعلـى وواديه
حيـاكم الغيـث مـا انهلـت غواديه
رقــوا لصــبكم فــي حسـن وصـلكم
فالوصـل يشـفيه والهجـران يضـنيه
صــب الفــؤاد عميـد فـي محبتكـم
يميتــه الوجـد والتـذكار يحييـه
ذكرتكـم فاسـتهل الـدمع مـن مقلي
دمـا علـى وجنـتي قـد سـال جاريه
مـن لـي باطفـاء وجـد شب في كبدي
يــوريه بعــدكم والقــرب يطفيـه
بـرى فؤادي الهوى برى القداح بكم
ومـــا لقلــبي آس غيــر بــاريه
يــا ليــت لا نزعـت عنـي ربـوعكم
وهـــل يفيـــد معنــاكم تمنيــه
ســكنتم بمحــاني أضــلعي أبــداً
لا بــالغرى ولا فــي ســفح واديـه
لا تحســبوا عنكــم قلــبي وحقكـم
ينسـيه طـول النـوى منكـم ويسليه
مـا لـي إذا رمت كتمان الهوى بكم
يبــوح فــي ســره دمعـي لواشـيه
يـا عـاذل الصـب كف عمن قضى كمداً
بهـم ألـم نـدر أن العـذل يغريـه
تــروم سـلوان قلـبي عـن محبتهـم
وهــل ســلا عاشــق قبلــي محـبيه
فيـا نسـيم الصـبا جز بالغري وخذ
ســـلام صــب وعنــي فيــه حييــه
أنــي أحــن إلــى ســكانه شـغفاً
حنيــن ذي ولـه فـي الحـب عـانيه
إنــي أحـن إلـى الآداب فيـه إلـى
زهــر الكمــال بــواديه وزاهيـه
لــم لا أحـن إليـه وهـو لـي وطـن
نشـــأت فيــه وربتنــي مغــانيه
إلـى ربـوع الحمـى لا زال يخفق لي
قلــب كمـاخفقت ريـح الصـبا فيـه
نـح يـا حمـام كنوحي وانتحب شجناً
علـى ربـوع الحمـى مثلـي وأهليـه
إنــي ليشـجيني ذكـر الغـري وكـم
مـن فـرط شـوقي لـه أهـوى الاقيـه
كـم بـت سـهران إن جن الدجى أرقا
مفكــراً أنــا وحـدي فـي دراريـه
طـوراً لـوادي الحمى قلبي يئن هوى
فيــه وطــوراً بــأهليه أنــاجيه
مـا لـي ومـا لزماني كم يصول على
قلــبي بفرفــة أحبــابي فيرديـه
مـا فـي الزمـان لعمري راحة لفتى
حـر الضـمير نزيـه القلـب صـافيه
لـن يصفو للحر عيش في الزمان ولا
ينيلـــه أبـــداً فيــه أمــانيه
كـم مـن رفيـع تـرى الأيـام تغضبه
فيـه وكـم مـن وضـيع فيـه ترضـيه
كـم مـن جديـد غنى يغوى به أو لم
يـدر الغـوى فيـه يبليـه فيبليـه
إن اللئيــم عزيــز والكريـم بـه
يهــان وهـو جليـل القـدر سـاميه
كأنمــا خلــق الحــر الأبــي بـه
إلـى الشـقا للعنـا لا للهنـا فيه
تبغـي السـعادة فـي دهـر أسـافله
تعلــو بــه مـن قـديم لا أعـاليه
هــذا زمانــك لا تــأمن غــوائله
ولا تـــواليه وارفضـــه وعــاديه
فالحر في الدهر من لم يكترث أبداً
ولا تزعزعــــه فيــــه دواهيـــه
إن كنـت شهما كبير النفس أنت فعش
حــراَ بــه لا تبـالي فـي أدانيـه
أبو الجواد محمد حسن بن باقر بن علي بن محمد بن علي بن حيدر.أديب شهير، وشاعر معروف.ولد في سوق الشيوخ، ونشأ بها على أبيه الذي كان من الأعلام، فدرس المقدمات، ثم هاجر إلى النجف حيث أكمل الفقه والأصول.وأخذ الأدب والعلم على أندية النجف، فراح يواصل النظم ويساجل فريقاً من أخدانه.توفي ببغداد إثر مرض ألم به، ونقل إلى النجف ودفن فيها، ورثاه مجموعة من أدباء عصره.