
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـولا انتهائي لم أُطع نهي النُهى
أَيَّ مَـدىً يطلـبُ مـن جـاز المـدى
إِن كنـتُ اقصـرتُ فمـا اقصـرَ قـل
بُ داميـاً تـدميه ألحـاظُ الـدُمى
ومقلــة إِن مقلــت أهـل الغضـا
أغضـت وفـي اجفانهـا جمر الغضى
وكــم ظِبــاء رُعتُهــا أَلحاظُهـا
أسـرعُ فـي الأنفـس مـن حدِّ الظُبا
وكلَّمــا ازدَدنَ قُــوى أجفانهــا
ضـَعفاً تقـوَّينَ علـى ضـَعف القُـوى
أســرع مـن حـرف إلـى جـر ومـن
حــبّ إلــى حبــة قلــبٍ وحشــا
قضــاعةُ بــن مالــكِ بــن حمِـرٍ
مــا بعــدَهُ للمرتقيــن مُرتقـى
وطـالَ مـا طللـتُ دمعـي فـي طلو
لٍ خَفِيَـت عـن البِلـى مـن البِلَـى
تنــاهبَت أيـدي الهـواءِ رَسـمَها
نَهـبَ الهـوى أنفُـسَ أبناءِ الهوى
فاقتَسـَمَتها السـارياتُ مِثـلَ مـا
تقتســمُ المأسـورَ أسـبابُ الأَسـى
فهَــيَ أثــافٍ مـا ثلاثٌ لـم يـزل
بهـا الحَيـا حـتى أَماتَها الحيا
وعَطفَتـــا نُــؤيٍ كنُــونٍ عُرِّقَــت
أو صــُدُغٍ عُقــرِبَ أَو أَيــمٍ سـَعَى
وأَشـعَثٍ لـم تُبـقِ منه المورُ إِلا
مثـلَ مـا أَبقَـت من الصَبرِ النَوى
مَنــازِلٌ أَنــزالُ مــن يَنزِلُهــا
وَجـــدٌ ودمـــعٌ وغَــرامٌ وجــوى
مَمحُــوَّةُ الأَطلالِ كــالطِرسِ امَّحــى
مُوحشــِةٌ كالشــَيبِ بـالحُورِ سـَطا
كأَنَّهـا الإِلـفُ جَفـا أو نَبوَة الدَ
هــرِ نَبـا أَو كَبـوَةُ الجَـدِّ كَبـا
وكــم ليــالٍ قـد لقيـتُ هَولَهـا
بِهِمَّــةٍ فــوقَ الســماءِ كالسـَما
طــالَت دَياجيهــا فَخلنـا أنَّهـا
تعطِــفُ منهــنَّ علينـا مـا مضـى
وفـــي يمينــي صــارمٌ غــراره
أقطَــعُ مــن يــوم فـراقٍ ونـوى
إِن ســُلَّ أو شــيم فمثـل الـبرق
فــي الغيــم اذا الغيــمُ سـَرى
شـــقائقٌ مثـــل خــدودٍ نُقشــت
شــواربٌ بالمســك فيهــا ولحـى
كأنّمــا الناطــحُ عينــا شـاخصٍ
يضـعف عـن تغميضـها مـن الضـيا
كأنّمــا البُطيــن فــي آثــاره
طـالبُ ثـأرٍ عنـد عـاتٍ قـد عتـا
كأنمــا النجــم الثريــا عَلَـمٌ
أبيــض يعلــو عَلَمــاً حيـن علا
كأنّمــا التــابع نــارٌ شــبَّها
بنــو ســبيلٍ فـي طريـقٍ تصـطلى
كأنّما الهقعة راس جواد او أثافٍ
وســــط ربــــعٍ قــــد عفـــا
كأنّمــا الهنعــة لمّــا طلعــت
مقلـة صـبٍّ لـم تبـن مـن البكـا
مقبلــة علــى الــذراع تشـتكي
شـكوى محـبٍّ ضـاق ذرعـاً فاشـتكى
كأنّمـــا النــثرة أثــر نَمَــشٍ
أو كَلَــفٍ علـى الخـدود قـد علا
كأنّمــا الجبهــة فــي آثــاره
سـيل علـى آثـار عقـب قـد سـرى
كأنّمــا الزُّبــرة حبّــان فــذا
مـن سـائر النـاس بذا قد اكتفى
كأنّمــا الغَفــر جنــاحٌ مــائلٌ
أو عُنُــقٌ نحــو حـديثٍ قـد صـغا
كأنمــا الاكليــل اكليــل علـى
رأس عــروسٍ يــوم عــرسٍ تُجتلـى
تتبعــــه نعــــائم كأنّهــــا
نعـــائم ترتـــع فــي ارض فلا
ولاحــت البلــدة كالبلــدة قـد
بــــــادت اذا الربـــــع خلا
كأنّمــا الأســعُدُ حيــن اتَّســَقَت
روض ثغـــور بــالعيون ترتــوي
يقــــدمها ذابحهـــا كهـــاربٍ
أو طـالبٍ يحـذر فـوت مـا ابتغى
ولاح ســــَعدُ بُلَــــعٍ كضــــاحكٍ
أو كــارعٍ يكـرع فـي كـأس لمـى
مسـابقٌ فـي سـيره السـعدَ الـذي
ســـعوده مستحســنٌ حيــن يــرى
كظبيــة مــا بيـن خشـفين لهـا
أو كحــبيبٍ فـي رقيـبين اغتـدى
وذو الخبــــــــــــــــــــا
مــن غريـمٍ قـد تـوارى واختفـى
واقبـل الفـرغ إلـى الفـرغ كما
أقبــل عطشــان إلــى عـذب روى
كأنّمــا الحــوت اذا مـا طلعـت
حــوت علـى لجـة بحـرٍ قـد طفـا
كــأنّ صـوت الرعـد فيهـا قـارئ
عارضـــه تتعتــع فيمــا قــرا
ونرجـــــسٍ كــــأنَّه نــــواظرٌ
يَقطُـرنَ عـذباً بـارداً على الظما
إذا بــدا الطــلُّ عليــه خِلتَـه
غرقـى عيـونٍ فـي بحـورٍ مـن بُكا
علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم، أبو القاسم التنوخي. قاض، أديب، شاعر، عالم بأصول المعتزلة، ولد بأنطاكية، ورحل إلى بغداد في حداثته، فتفقه بها على مذهب أبي حنيفة، وكان معتزلياً، قال الثعالبي: (وكان تقلد قضاء البصرة والأهواز بضع سنين، وحين صرف عنه ورد حضرة سيف الدولة بن حمدان زائراً ومادحاً، فأكرم مثواه واحسن قراه، وكتب في معناه إلى الحضرة ببغداد حتى أعيد إلى عمله، وزيد في رزقه ورتبته. وكان الوزير المهلبي وغيره من رؤساء العراق يميلون إليه ويتعصبون له ويعدونه ريحانة الندماء، وتاريخ الظرفاء، وكان في جملة الفقهاء والقضاة الذين ينادمون الوزير المهلبي، ويجتمعون عنده في الأسبوع ليلتين على اطراح الحشمة والتبسط في القصف والخلاعة، وهم: (القاضي أبو بكر ابن قريعة وابن معروف والتنوخي المذكور وغيرهم) وما منهم إلا أبيض اللحية طويلها، وكذلك كان المهلبي، فإذا تكامل الأنس وطاب المجلس ولذ السماع وأخذ الطرب منهم مأخذه، وهبوا ثوب الوقار للعقار، وتقلبوا في أعطاف العيش بين الخفة والطيش، ووضع في يد كل واحد منهم طاس ذهب فيه ألف مثقال، مملوءٌ شراباً قطربلياً أو عكبرياً، فيغمس لحيته فيه بل ينقعها حتى تتشرب أكثره ويرش بها بعضهم بعضاً ويرقصون بأجمعهم وعليهم المصبغات ومخانق المنثور والبرم، فإذا أصبحوا عادوا كعادتهم في التوقر والتحفظ بأبهة القضاء وحشمة المشايخ الكبراء)..وله (ديوان شعر) ومن شعره مقصورة عارض بها الدريدية، أولها:لولا التناهي لم أطع نهي النهى أيّ مـدى يطلـب مـن جـاز المـدىيذكر بها مفاخر تنوخ وقضاعة.توفي بالبصرة. وهو والد المحسن بن علي (ت 384هـ) صاحب نشوار المحاضرة و"الفرج بعد الشدة" وجد ابي القاسم التنوخي الذي بعث إليه أبو العلاء المعري قصيدته (هات الحديث عن الزوراء او هيتا)وقد افتتح به الثعالبي شعراء البصرة في (يتيمة الدهر) فذكر أن أشعاره سارت ناظمة حاشيتي البر والبحر، وناحيتي الشرق والغرب، قال: (وكان كما قرأته في فصل للصاحب: إن أردت فإني سبحة ناسك، أو أحببت فإني تفاحة فاتك. أو اقترحت فإني مدرعة راهب. أو آثرت فإني نخبة شارب. وكان يتقلد قضاء البصرة والأهواز بضع سنين، وحين صرف عنه ورد حضرة سيف الدولة زائراً ومادحاً، فأكرم مثواه، وأحسن قراه، وكتب في معناه إلى الحضرة ببغداد، حتى أعيد إلى عمله، وزيد في رزقه ورتبته، وكان المهلبي الوزير وغيره من وزراء العراق يميلون إليه جداً. ويتعصبون له ويعدونه ريحانة الندماء، إلخ)