
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـاتَ يسـقيني ويشرب
ذَهَبــاً للهَـمِّ مُـذهِب
شــادنٌ يحمــل مـاءً
فيــه نــارٌ تتلَهَّـب
وردة ضـــاحكة عــن
أقحُـوان حيـن يقطـب
لـو أدرناها على مَي
تٍ لكـان الميتُ يطرب
ليـت شـعري أسـُروراً
أم مُـداماً بـتُّ أشرب
صبَّ في الكاسات منها
كالشــهاب المتصـوِّب
فرأيـتُ الـراحَ شرقاً
ورأيـتُ الهـمَّ مَغـرِب
غُصــُنٌ فــوقَ كــثيبٍ
ونهــارٌ تحـتَ غيهـب
لـك منـه مَطـرب يُرض
يـك إِن شـئت ومضـرب
جنّــة عُــذِّبت فيهـا
بتجــــنٍّ وتجنــــب
هـل رأيتـم أحَداً قب
لــيَ بالجنــة عُـذِّب
بــأبي أنــت وأُمّـي
مـن بعيـد حيـن تقب
لـيَ قلبٌ كيف ما قَلَّبَ
هُ اللَــــه يُقَلَّـــب
وجفـون يَغشـب الغمضُ
عليهــا حسـن يغضـب
رُبَّ ليـــلٍ كتجنِّـــي
ك مُقيـمٍ ليـس يَـذهَب
قــد قطعنـاه بعـزم
كــالحريق المتلهـب
وكــأنّ الـبرقَ لمّـا
لاحَ فيـــه يتنصـــب
كاتبٌ من فوق فرع ال
غيـمِ بالعقيانِ يكتب
وكــأنّ الرعـدَ حـادٍ
أو مُنــادٍ أو مُثَـوِّب
ونجـوم الليـل وَقـفٌ
كلآلٍ لــــم تثقـــب
والثريـــا كلــواءٍ
خـافق مـن فوق مرقب
وبـدا البـدرُ كسـَيفٍ
في يد الجوزاء مُذهَب
علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم، أبو القاسم التنوخي. قاض، أديب، شاعر، عالم بأصول المعتزلة، ولد بأنطاكية، ورحل إلى بغداد في حداثته، فتفقه بها على مذهب أبي حنيفة، وكان معتزلياً، قال الثعالبي: (وكان تقلد قضاء البصرة والأهواز بضع سنين، وحين صرف عنه ورد حضرة سيف الدولة بن حمدان زائراً ومادحاً، فأكرم مثواه واحسن قراه، وكتب في معناه إلى الحضرة ببغداد حتى أعيد إلى عمله، وزيد في رزقه ورتبته. وكان الوزير المهلبي وغيره من رؤساء العراق يميلون إليه ويتعصبون له ويعدونه ريحانة الندماء، وتاريخ الظرفاء، وكان في جملة الفقهاء والقضاة الذين ينادمون الوزير المهلبي، ويجتمعون عنده في الأسبوع ليلتين على اطراح الحشمة والتبسط في القصف والخلاعة، وهم: (القاضي أبو بكر ابن قريعة وابن معروف والتنوخي المذكور وغيرهم) وما منهم إلا أبيض اللحية طويلها، وكذلك كان المهلبي، فإذا تكامل الأنس وطاب المجلس ولذ السماع وأخذ الطرب منهم مأخذه، وهبوا ثوب الوقار للعقار، وتقلبوا في أعطاف العيش بين الخفة والطيش، ووضع في يد كل واحد منهم طاس ذهب فيه ألف مثقال، مملوءٌ شراباً قطربلياً أو عكبرياً، فيغمس لحيته فيه بل ينقعها حتى تتشرب أكثره ويرش بها بعضهم بعضاً ويرقصون بأجمعهم وعليهم المصبغات ومخانق المنثور والبرم، فإذا أصبحوا عادوا كعادتهم في التوقر والتحفظ بأبهة القضاء وحشمة المشايخ الكبراء)..وله (ديوان شعر) ومن شعره مقصورة عارض بها الدريدية، أولها:لولا التناهي لم أطع نهي النهى أيّ مـدى يطلـب مـن جـاز المـدىيذكر بها مفاخر تنوخ وقضاعة.توفي بالبصرة. وهو والد المحسن بن علي (ت 384هـ) صاحب نشوار المحاضرة و"الفرج بعد الشدة" وجد ابي القاسم التنوخي الذي بعث إليه أبو العلاء المعري قصيدته (هات الحديث عن الزوراء او هيتا)وقد افتتح به الثعالبي شعراء البصرة في (يتيمة الدهر) فذكر أن أشعاره سارت ناظمة حاشيتي البر والبحر، وناحيتي الشرق والغرب، قال: (وكان كما قرأته في فصل للصاحب: إن أردت فإني سبحة ناسك، أو أحببت فإني تفاحة فاتك. أو اقترحت فإني مدرعة راهب. أو آثرت فإني نخبة شارب. وكان يتقلد قضاء البصرة والأهواز بضع سنين، وحين صرف عنه ورد حضرة سيف الدولة زائراً ومادحاً، فأكرم مثواه، وأحسن قراه، وكتب في معناه إلى الحضرة ببغداد، حتى أعيد إلى عمله، وزيد في رزقه ورتبته، وكان المهلبي الوزير وغيره من وزراء العراق يميلون إليه جداً. ويتعصبون له ويعدونه ريحانة الندماء، إلخ)