
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـن للفقيـر المشـتكي مـن حاله
والمـذنب المحـزون مـن أفعـاله
إلا رجـال الغيـب أصـحاب الحمـى
أهـل الهـدى للحـائر المتـواله
يـا سـادتي عبـد علـى أعتـابكم
ضـاق المقـام بـه وضـاع بحـاله
لـزم الخطايـا فـي جميـع أموره
واستصـحب العصـيان فـي أعمـاله
ركـب الذنوب وسار في بحر الهوى
وأتــى الرحــاب مسـربلاً بضـلاله
خجــل كئيــب خــائف مـن ذنبـه
وجــل حـتى الظهـر مـن أثقـاله
ســلك الطريـق مقلـداً بسـلوككم
وأضــاع خدمــة سـلككم بمقـاله
وأتـى بـدعوى الحـب يقرع بابكم
والجهــل منعقــد علـى أذيـاله
وأبـى الإيـاب بغيـر نيل نوالكم
مـع علمـه التقصـير فـي منواله
وشــدت بلابــل ذنبــه برياضـكم
وحكــت طيـور غـواه عـن آمـاله
فبحقكــم جــودوا لــه بمـراده
وتحننــوا عطفــاً علـى أحـواله
وتكرمــوا لطفــاً عليـه بنظـرةٍ
وصــلوا حبـال نـوالكم بحبـاله
وخـذوه في بحر الحناية واكشفوا
بلــواه بــالإخراج مـن أوحـاله
يـا سـادتي كرمـاً بعـزة قـدركم
فعبيــدكم أضــحى كشـخص خيـاله
أمسـى غريبـاً نازحـاً عـن أهلـه
ومشــتتاً عــن بيتهــم وعيـاله
فصــديقه يبكــي عليــه تشـوقاً
وعـــدوه فــي فرحــة لنكــاله
حاشـاكموا أن تـتركوا طفلاً لكـم
أبكـاه بعـد الـدار عـن أطفاله
لكــم المـروة لا لغيـر جنـابكم
والفضــل هيكلكــم بنـور هلالـه
ولكم مقام الفخر يلمع في الورى
كالشـــمس لاح بحــاله وبقــاله
ولكـم يـد المـدد التي من ربكم
منحنــت بســر جمــاله وجلالــه
ولكم عن الغيب التلقي في السرا
ولكــم وصــول بالرســول وآلـه
يـا سـادتي وجـل ببـابكم التجا
متنصـــلاً عــن أهلــه ورجــاله
تـرك الوسـائط طـائراً بجنـابكم
وجنــابكم كفــؤ لحــل عقــاله
كـم مـن فقيـرٍ كـان مـذكنتم له
رقصـت طيـور الفخـر تحـت ظلالـه
حنـوا علـى العبد الضعيف بنظرة
يـأتي الصـلاح بهـا لمفسـد حاله
فالنــاس فـي وصـل وذاك بقطعـة
فكفــى الجفـا منـواله بوصـاله
أمسـى ذليـل الحـال وهـو مؤمـل
إحســانكم فـادنواه مـن آمـاله
فبنفحــه أن تنظــروه بعطفكــم
يحيــى ويســرى ذاك منــه لآلـه
حاشـاكموا بعـد الوقـوف ببابكم
أن تمنعـوا عنـه الـذي في باله
جعـل الوسـيلة أحمد الغوث الذي
ورث العنايـة عـن أبيـه وخـاله
قطـب الورى الأسد الرفاعي شيخنا
مــن تســتظل الأوليــا بظلالــه
علـم الرجـال أمـام كـل طريقـة
قطـب الجميـع وحـالهم مـن حاله
تـاج المشايخ في العراق وغيرها
وهــو الإمـام المقتـدي بكمـاله
فبحقـــه وبحــق أهــل طريقــه
وبحزبــــه وبجيشـــه وبـــآله
وبحـق بـان اللَـه قطـب الأوليـا
مــن أغــرق الطلاب مـن أفضـاله
شـمس العـراق حقيقة المدد الذي
أطــواره دلــت علــى أحــواله
وبســيدي النــبيو غـوث زمـانه
منجــي أسـير الـذل مـن أغلالـه
وبحضـرة الشـيخ الدسوقي من أقر
ر الأوليــا بعلــي كامـل حـاله
وبحضــرة الصـياد أحمـد شـيخنا
محــي طريقتنــا بنــور جمـاله
وبكــل قطــب عــارف فــي ربـه
وبكــل شــيخ فـاق عـن أمثـاله
وبجميـع أهـل اللَه بالقطب الذي
رجــع الزمــان لرأيـه ومقـاله
وبكـم جميعـاً سـامحوا عبداً لكم
وتحملـوا مـا كـان مـن أثقـاله
وبعطفكــم قومـوا لنيـل مـراده
كرمــاً ولا تقصــوه عــن آمـاله
فلــه كلاب أذيــة فرحــوا بمـا
نقـر الفـراق عليـه مـن جلجاله
حسـدوه مـذ كنتـم لـه وتطاولوا
مـن لـؤمهم حسـداً لبغـض خيـاله
ظنـوا بـأن بسـاط عزكـم انطـوى
عنــه وأصـبح نادمـاً فـي حـاله
هـو طفلكـم والسـبع عيب أن يرى
أيـدي الكلاب تصـول فـي أشـباله
هـل غيـرة مـن بـاب جانب جودكم
تبقـى الحسـود بغيـظ كيـد ضلاله
هـل نفحـة هـل نظـرة هـل غوثـةٌ
ترقــى خويــدكم لنيــل منـاله
فـوحقكم مـا حـال عـن أبـوابكم
أبــداً ولا وجهــاً يــرى لحـاله
غوثـاً وعونـاً سـادتي يـا سادتي
فالـدمع قـد أعيـا مـن إرسـاله
حفـر الخـدود وجـر أخدود العنى
بــالوجه فــالتف بضــي زلالــه
فهـو الحقير الخالدي أبو الهدى
راجـي نـواله الفيـض من أبطاله
ختــم القصـيدة بالصـلاة مسـلماً
فيهـا علـى الهادي الحبيب وآله
وعلـى جميـع الصحب والقوم الذي
ن مشـوا علـى منواله أمر كماله
وعلـى رجـال الغيـب مـا حادشدا
مـن للفقيـر المشـتكي مـن حاله
محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى.أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها، ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.له: (ضوء الشمس في قوله صلى اللّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس - ط)، و(فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب - ط)، و(الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف - ط)، و(تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط)، و(السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب - ط)، و(ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد - ط)، و(الفجر المنير - ط) من كلام الرفاعي.