
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَـوَاللَّهِ ثَـمَّ وَاللَّهِ إِنِّي لَدَائِبٌ
أُفَكِّـرُ مَـا ذَنْبِـي إِلَيْـكِ فَأَعْجَبُ
وَوَاللَّـهِ مَـا أَدْرِي عَلَامَ هَجَرْتِنِي
وَأَيَّ أُمُـورِي فِيـكِ يَا لَيْلَ أَرْكَبُ
أَأَقْطَعُ حَبْلَ الْوَصْلِ فَالْمَوْتُ دُونَهُ
أَمَ اشـْرَبُ كَأْساً مِنْكُمُ لَيْسَ يُشْرَبُ
أَمَ اهْرُبُ حَتَّى لَا أَرَى لِي مُجَاوِراً
أَمَ افْعَـلُ مَاذَا أَمْ أَبُوحُ فَأُغْلَبُ
فَأَيُّهُمَـا يَـا لَيْـلَ مَا تَفْعَلِينَهُ
فَــأَوَّلُ مَهْجُــورٌ وَآخَــرُ مُعْتَـبُ
فَلَوْ تَلْتَقِي أَرْوَاحُنَا بَعْدَ مَوْتِنَا
وَمِنْ دُونِ رَمْسَيْنَا مِنَ الْأَرْضِ مَنْكِبُ
لَظَـلَّ صـَدَى رَمْسـِي وَإِنْ كُنْتُ رِمَّةً
لِصـَوْتِ صـَدَى لَيْلَـى يَهُـشُّ وَيَطْرَبُ
وَلَـوْ أَنَّ عَيْناً طَاوَعَتْنِيَ لَمْ تَزَلْ
تَرَقْـرَقُ دَمْعاً أَوْ دَماً حِينَ تَسْكُبُ
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.