
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَكَـمْ قَـائِلٍ لِي اسْلُ عَنْهَا بِغَيْرِهَا
وَذَلِــكَ مِـنْ قَـوْلِ الْوُشـَاةِ عَجِيـبُ
فَقُلْــتُ وَعَيْنِــي تَسـْتَهِلُّ دُمُوعَهَـا
وَقَلْبِــي بِأَكْنَـافِ الْحَبِيـبِ يَـذُوبُ
لَئِنْ كَـانَ لِـي قَلْـبٌ يَذُوبُ بِذِكْرِهَا
وَقَلْــبٌ بِــأُخْرَى إِنَّهَــا لَقُلُــوبُ
فَيَـا لَيْـلَ جُـودِي بِالْوِصَالِ فَإِنَّنِي
بِحُبِّــكِ رَهْــنٌ وَالْفُــؤَادُ كَئِيــبُ
لَعَلَّـكِ أَنْ تُـرْوَيْ بِشُرْبٍ عَلَى الْقَذَى
وَتَرْضـــَى بِــأَخْلَاقٍ لَهُــنَّ خُطُــوبُ
وَتَبْلِـي وِصـَالَ الْوَاصـِلِينَ فَتَعْلَمِي
خَلَائِقَ مَــنْ يُصـْفِي الْهَـوَى وَيَشـُوبُ
لَقَدْ شَفَّ هَذَا الْقَلْبَ أَنْ لَيْسَ بَارِحاً
لَــهُ شــَجَنٌ مَــا يُسـْتَطَاعُ قَرِيـبُ
فَلَا النَّفْسُ تُخْلِيهَا الْأَعَادِي فَتُشْتَقَى
وَلَا النَّفْــسُ عَمَّـا لَا تَنَـالُ تَطِيـبُ
لَـكِ اللَّـهُ إِنِّـي وَاصِلٌ مَا وَصَلَتْنِي
وَمُثْــنٍ بِمَــا أُوْلَيْتِنِــي وَمُثِيـبُ
وَآخِـذُ مَـا أَعْطَيْـتِ عَفْـواً وَإِنَّنِـي
لَأَزْوَرُّ عَمَّـــا تَكْرَهِيـــنَ هَيُـــوبُ
فَلَا تَتْرُكِـي نَفْسـِي شـَعَاعاً فَإِنَّهَـا
مِـنَ الْوَجْـدِ قَـدْ كَادَتْ عَلَيْكَ تَذُوبُ
وَأَلْقَـى مِـنَ الْحُـبِّ الْمُبَـرِّحِ سَوْرَةً
لَهَـا بَيْـنَ جِلْـدِي وَالْعِظَـامِ دَبِيبُ
وَإِنِّــي لَأَســْتَحْيِيكِ حَتَّــى كَأَنَّمَـا
عَلَــيَّ بِظَهْـرِ الْغَيْـبِ مِنْـكِ رَقِيـبُ
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.