
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَـإِنْ تَزْجُرِينِي عَنْكِ خِيفَةَ كَاشِحٍ
بِحَـالِي فَـإِنِّي مَـا عَلِمْتُ كَئِيبُ
وَقَدْ حَلَّ بِي مَا كُنْتَ عَنْهُ بِمَعْزِل
لِحَيْنِـي فَمَـوْتِي يَا سُعَادُ قَرِيبُ
وَإِنِّـي لَمُضـْنىً مِنْ جَوَايَ صَبَابَةً
يَقُـولُ لِـيَ الْوَاشُونَ أَنْتَ مُرِيبُ
أَجَارَتِنَــا إِنَّ الْخُطُـوبُ تَنُـوبُ
وَإِنِّــيَ صـَبٌّ مَـا أَقَـامَ عَسـِيبُ
أَجَارَتَنَـا إِنَّا غَرِيبَانِ هَا هُنَا
وَكُــلِّ غَرِيــبٍ لِلْغَرِيـبِ نَسـِيبُ
غَرِيبٌ يُقَاسِي الذُّلَّ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ
وَلَيْـسَ لَـهُ فِي الْعَالَمِينَ حَبِيبُ
فَلَا تَسـْمَعِي فِينَـا مَقَالَةَ جَاهِلٍ
فَرَبِّـي كَمَـا قَـدْ تَعْلَمِينَ مُجِيبُ
مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.