
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا بعــد صــبرك أتهمـوا أم أنجـدوا
هيهــــات منــــك تصــــبر وتجلّــــد
يــــأبى ســــلوّك بــــارقٌ متــــألق
وشــــميم عــــرف عــــرارةٍ ومغـــرد
فـــي كـــل أفــق لــي علاقــة خولــة
تهـــدي الهـــوى وبكـــلّ أرض ثهمـــد
مـــا طــال عهــدي بالــديار وإنمــا
أنســــى معاهــــدها أســـى وتبلّـــد
ولقــد مــررت علـى المعاهـد بعـد مـا
لبـــس البـــداوة رســـمها المتأبّــد
فاســـتنجدت مـــاء الــدموع لــبينهم
فتتـــابعت حـــتى تـــوارى المنجـــد
طفقــت تســابقني إلــى أمــد الصــبا
تلـــك الربــى ومنــال شــأوي يبعــد
لــو كنــت أنبــأت الــديار صــبابتي
نحـــل الصـــفا بفنائهـــا والجلمــد
للَــــه أيــــامُ الشـــباب وحســـنها
وغصـــــونهنّ المائســـــات الميّــــد
أيــــام أنفـــض للمـــراح ذؤابـــتي
بيـــن اللـــدات ودرع بـــردي مجســد
أتقنّــص الظبيــات فــي ســبل الصــبا
فيصــــيدهن لـــي العـــذار الأســـود
حـــتى علانـــي الشـــيبُ قبــل تحلّــم
وأبـــرّ مــا ســبق المشــيب المولــد
وحجيــت ســنّ الحلــم فـي زمـن الصـبا
وبصـــرت فالتـــاح الســـبيل الأقصــد
وســـقتني الـــدنيا زعـــاق خمارهــا
وســـعى إلـــيّ مــن الخطــوب معربــد
مــا هــالني صــعب المــرام ولا الـذي
تســــتبعد الأيــــام عنـــدي يبعـــد
أســـتقرب الهـــدف البعيـــد بهمـــة
أدنـــى منازلهـــا الســها والفرقــد
أســـري إذا اعتكـــر الظلام وقـــادني
أمـــــل مطــــالبه العلا والســــؤدد
حيث التقت ظبة السماحة والعلا
ورســــت قواعــــده وحـــل المقـــود
فجنـــابه لا يســتباح، وجــاره
لا يستضـــام، ونبعـــه لا يقصـــد
حـرم المكـارم لا ينـال فنـاءه
ذام ولا للفضـــــل عنـــــه مبعــــد
عـالي محل النار في كلب الشتا
إذ بالحضــــيض لغيــــره مســــتوقد
هـذا الشـهاب المستضـاء بنـوره
علـــم الهــدى هــذا الإمــام الأوحــد
هذا الذي قمع الضلالة بعد ما
كـــانت شـــياطين الضـــلال تمـــرد
وقال الفتح ابن خاقان في آخر ترجمته له في "القلائد" (وناظر ابن حزم، ففلّ من غربه، وكان سبباً لإحراق كتبه).وقد وصف ابن بسام أشعاره بأنها (ملأت بفوائدها وطرفها المشارق والمغارب ... حتى جن الإحسان بذكره، وغنى الزمان بغرائب شعره، واستغنت مصر والقيروان بخبره عن خبره، ولم تزل أقطار تلك الآفاق تواصله، وعجائب الشام والعراق تغازله، حتى أجاب، وشد للركاب، وودع الأوطان والأحباب، فرحل سنة ست وعشرين، فما حل بلداً إلا وجده ملآن بذكره، نشوان من قهوتي نظمه ونثره،) إلى أن قال: (ثم نازعه هوى نفسه، إلى مسقط رأسه، ومنبت غرسه، من أرض الأندلس، فورد وعشب بلادها ناب وظفر، وصوب عهادها دم هدر، ومالها لا عين ولا أثر، وملوكها أضداد، وأهواء أهلها ضغائن وأحقاد، وعزائمهم في الأرض فساد وإفساد، فأسف على ما ضيعه، وندم لو أجدى عليه ذلك أو نفعه، على أنه لأول قدومه رفع صوته بالاحتساب، ومشى بين ملوك أهل الجزيرة بصلة ما انبتَّ من تلك الأسباب، فقام مقام مؤمن آل فرعون لو صادف أسماعاً واعية، بل نفخ في عظامٍ ناخرة، وعكف على أطلال داثرة ...) وقال ابن بشكوال في كتابه الصلة: (وقرأت بخط القاضي محمد بن أبي الخير شيخنا رحمه الله قال: توفي القاضي أبو الوليد رحمه الله بالمرية ليلة الخميس بين العشائين وهي ليلة تسعة عشر خالية من رجب، ودفن يوم الخميس بعد صلاة العصر سنة أربع وسبعين وأربع مئة. ودفن بالرباط على ضفة البحر وصلى عليه ابنه أبو القاسم. قال: وولد يوم الثلاثاء في النصف من ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربع مئة بمدينة بطليوس).