
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلهيـ، قـد أفنيـت عمـري بطالـةً
ولـم يثننـي عنهـا وعيدٌ ولا وعد
وضــيَّعته ســتّين عامــاً أعــدُّها
ومـا خيـر عمـر إنّما خيره العدُّ
وقـدّمت إخـواني وأهليـ، فأصبحوا
تضـــمُّهم أرضٌ ويســـترهم لحــد
وجـاء نـذير الشّيب لو كنت سامعاً
لـوعظ نـذير ليـسٍ مـن سـمعه بدُّ
تلبّسـت بالـدّنيا، فلمّـا تنكّـرت
تمنيّـت زهـداً حين لا يمكن الزُّهد
وتـابعت نفسـي فـي هواهـا وغيهِّا
وأعرضت عن رشدي وقد أمكن الجهد
ولـم آت مـا قـدّمته عـن جهالـةٍ
يمكننــي عــذرٌ ولا ينفـع الجحـد
وها أنا من ورد الحمام على مدىً
أراقـب أن أمضـي إليـه وان أعدو
ولــم يبـق إلاّ سـاعة إن أضـعتها
فمـا لي في التّوفيق نقدٌ ولا وعد
وقال الفتح ابن خاقان في آخر ترجمته له في "القلائد" (وناظر ابن حزم، ففلّ من غربه، وكان سبباً لإحراق كتبه).وقد وصف ابن بسام أشعاره بأنها (ملأت بفوائدها وطرفها المشارق والمغارب ... حتى جن الإحسان بذكره، وغنى الزمان بغرائب شعره، واستغنت مصر والقيروان بخبره عن خبره، ولم تزل أقطار تلك الآفاق تواصله، وعجائب الشام والعراق تغازله، حتى أجاب، وشد للركاب، وودع الأوطان والأحباب، فرحل سنة ست وعشرين، فما حل بلداً إلا وجده ملآن بذكره، نشوان من قهوتي نظمه ونثره،) إلى أن قال: (ثم نازعه هوى نفسه، إلى مسقط رأسه، ومنبت غرسه، من أرض الأندلس، فورد وعشب بلادها ناب وظفر، وصوب عهادها دم هدر، ومالها لا عين ولا أثر، وملوكها أضداد، وأهواء أهلها ضغائن وأحقاد، وعزائمهم في الأرض فساد وإفساد، فأسف على ما ضيعه، وندم لو أجدى عليه ذلك أو نفعه، على أنه لأول قدومه رفع صوته بالاحتساب، ومشى بين ملوك أهل الجزيرة بصلة ما انبتَّ من تلك الأسباب، فقام مقام مؤمن آل فرعون لو صادف أسماعاً واعية، بل نفخ في عظامٍ ناخرة، وعكف على أطلال داثرة ...) وقال ابن بشكوال في كتابه الصلة: (وقرأت بخط القاضي محمد بن أبي الخير شيخنا رحمه الله قال: توفي القاضي أبو الوليد رحمه الله بالمرية ليلة الخميس بين العشائين وهي ليلة تسعة عشر خالية من رجب، ودفن يوم الخميس بعد صلاة العصر سنة أربع وسبعين وأربع مئة. ودفن بالرباط على ضفة البحر وصلى عليه ابنه أبو القاسم. قال: وولد يوم الثلاثاء في النصف من ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربع مئة بمدينة بطليوس).