
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
محــلّ الهــوى مـن سـرّ حبّـك آهـل
وصـرف النـوى عـن شـمل شوقي غافل
وللَـــه طيـــف لا يلـــمّ كأنّمــا
لـه مـن سـهادي فـي الزيارة عاذل
غــدا نـافراً لا أسـتطيع اقتناصـه
ولـو أنّ لـي يـوم الكـثيب حبـائل
تـبيت جفـوني صـاديات مـن الكـرى
ولكنّهــا مــن مـاء دمعـي نواهـل
لئن أمطــرت روض الخـدود سـحابها
لقــد صــديت منــا قلـوبٌ مواجـل
خليلـيّ هـا فاستعرضا الركب منهما
فقـد درجـت فـي الريح منها رسائل
أسـرّوا إلـى الليـل البهيم سراهم
فنمّــت عليـه فـي الشـمال شـمائل
متى نزلوا ثاوين في الحيف من منى
بــدت للهــوى بالمـأزمين مخايـل
فللّــه مــا ضــمت منـي وشـعابها
ومـا ضـمنت تلـك الربـى والمنازل
ولمــا التقينـا للجمـار وأبـرزت
أكــفّ لتقليــب الحصــى وأنامــل
أســرّت إلينــا بــالغرام محـاجر
وبــاحت بــه منــا جسـوم نواحـل
ســقى أثلاث الجــزع مـن أم مالـك
عشـــار ســحاب مترعــات حوافــل
وقال الفتح ابن خاقان في آخر ترجمته له في "القلائد" (وناظر ابن حزم، ففلّ من غربه، وكان سبباً لإحراق كتبه).وقد وصف ابن بسام أشعاره بأنها (ملأت بفوائدها وطرفها المشارق والمغارب ... حتى جن الإحسان بذكره، وغنى الزمان بغرائب شعره، واستغنت مصر والقيروان بخبره عن خبره، ولم تزل أقطار تلك الآفاق تواصله، وعجائب الشام والعراق تغازله، حتى أجاب، وشد للركاب، وودع الأوطان والأحباب، فرحل سنة ست وعشرين، فما حل بلداً إلا وجده ملآن بذكره، نشوان من قهوتي نظمه ونثره،) إلى أن قال: (ثم نازعه هوى نفسه، إلى مسقط رأسه، ومنبت غرسه، من أرض الأندلس، فورد وعشب بلادها ناب وظفر، وصوب عهادها دم هدر، ومالها لا عين ولا أثر، وملوكها أضداد، وأهواء أهلها ضغائن وأحقاد، وعزائمهم في الأرض فساد وإفساد، فأسف على ما ضيعه، وندم لو أجدى عليه ذلك أو نفعه، على أنه لأول قدومه رفع صوته بالاحتساب، ومشى بين ملوك أهل الجزيرة بصلة ما انبتَّ من تلك الأسباب، فقام مقام مؤمن آل فرعون لو صادف أسماعاً واعية، بل نفخ في عظامٍ ناخرة، وعكف على أطلال داثرة ...) وقال ابن بشكوال في كتابه الصلة: (وقرأت بخط القاضي محمد بن أبي الخير شيخنا رحمه الله قال: توفي القاضي أبو الوليد رحمه الله بالمرية ليلة الخميس بين العشائين وهي ليلة تسعة عشر خالية من رجب، ودفن يوم الخميس بعد صلاة العصر سنة أربع وسبعين وأربع مئة. ودفن بالرباط على ضفة البحر وصلى عليه ابنه أبو القاسم. قال: وولد يوم الثلاثاء في النصف من ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربع مئة بمدينة بطليوس).