
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبنجــواي مــن رقيــق النشـيد
مــا أغنيــه أم أحطّــم عــودي
أم أطيـل السـجود فـي معبد الل
ل وحيــدا فتشــرقي مــن جديـد
إيـه يـا ليـل هل تنازلت عن عر
شــك حـتى ترقـاه شـمس الوجـود
كبــدي فـي دجـاك كالأمـل الخـا
ئب والحــر موثقـا فـي القيـود
لـم أذق فيـك غيـر سهد الثكالى
وأنيـــــن المعــــذب المفئود
أشــرقى يــا ذكــاء إن خيـالي
كصـدى الصـوت في الفيافي البيد
رنقــت صــفويَ الــدنايا فجلـى
صـدأ الخـوف مـن لقـاء المجيـد
يـا بـديع الجمـال أطلق من الق
يـد ذكـاء إلـى الشـقي الطريـد
إن فــي نورهــا هدايــة حيـرا
ن وبشــرى الـدنيا بعـام جديـد
أمـــل مشـــرق كضـــوء محيــا
ه وســــحر كـــدرّه المنضـــود
وشـعاع يرنـو إلـى عاشـق النور
ر بشـــيراً لقلبـــه المعمــود
وصـلاة النـدى علـى الزهر كالقب
لـة ترجـو بقاءهـا فـي الخـدود
ورضـيع الكـرى يفيـق من النشوة
والطيــــر ســـاكر بالنشـــيد
وحبيبـــان يحــدوان المطايــا
مســئدات مـا دام جـرس القصـيد
ســجّدا للــذي لـه الخلـق والأم
ر ســـجود العبيـــد للمعبــود
ومهـاة كبسـمة الصـبح لـم تحفل
بســـوء يصـــيبها مــن كنــود
حملــت رأسـها الطعـام لجسـمين
نحيلـــــى تــــذكر وهجــــود
لـم تخـف صولة الطغاة ولم تجفل
مــن الجمــع صــائحا كـالرعود
هـي أنـثى لكـن لهـا عـزم جبار
وقلـــب كالصـــخرة الصـــيخود
فــإذا مسـه الحنيـن إلـى الـل
ه تغنّــــــى بمزهـــــرى داود
فخــر حــواء لـم تزيـف جمـالا
بطلاء فجـــــوزيت بـــــالخلود
همهـا البيت والتقى ورضا البعل
وغــوث الجرحــى ودفـن الشـهيد
لا التغنـى بعاشـق ينقـض العهـد
ويـــودى بمجـــدها المنشـــود
قبلـى يـا ذكـاء أرضا مشت أسما
ء فيهـــا وأقرئيهـــا قصــيدي
وأزيحـي عـن شـرفة الغيـب سجفاً
أنظـر الغـار فـي مراقى السعود
فيــه ملـك ورائد طـاهر القلـب
وفــــي لا كالعـــدو اللـــدود
أخلــص الحــب للنــبيّ فمــادا
هـــن أو حــاك فريــةً لحســود
لــدغَت رجلــه فلَـم يشـكُ وهنـا
فعليهــا ينــام قلــب الوجـود
لـم يكـن كالصـديق يغدر إن أهل
ك جـــــدبى أزاهــــري وورودي
أرخـص الروح في الدفاع عن الدي
ن بعــزم يفــلّ غفــل الحديــد
لـم تغـرر بـه الحياة ولم يعبأ
بســــيف يرديـــه أو تهديـــد
لا يلــبى الأصــنام حيـن تنـادي
ه ولــبى محمــدا حيــن نــودى
مـا أعـز الهـوى طهـورا عفيفـا
وأذلّ الهـــوى هــوى العربيــد
أيهـا الغـار أنـت أجدر بالغار
نـــديّا مـــن فــاتحين وصــيد
فيـك قلبـان ضـارعان إلـى الـل
ه بعيــدان عــن ضــلال الجـدود
فارقــا الأهــل والفـراق عـذاب
لينــــالا محبــــة الموجـــود
نسـج النعكبـوت أحلامه البيض عل
ى جفنــــك الخلـــيّ الســـعيد
وهنـــت مـــن صــبابة فتفــرّت
أم وهــت مــن ترنــح الغريــد
كشــغاف القلـوب مزقهـا الوجـد
كجســم المضــنى كثـوب الشـريد
ســجدت فوقهــا الحمـائم شـكرا
وأضــاعت حــرص الأجيـر العنيـد
يـا بنـات الهـديل رتلـن ذكـرا
ه عــبيرا يــزرى بنشـر العـود
وأرقـنَ الـدموع مـن خشـية الله
وزودننــــا بنصــــح ســــديد
قلــن إن الــذي يبـاركه اللـه
قــــوى يمعــــززٌ بــــالجنود
قلـن إن الهـدى هدى الله واندب
ن زمانــاً مضــيعا فـي الجحـود
قلـن إن النـبي جاهـد فـي الـلَ
ه جهـــاد المغلّـــب الصــنديد
لــم يجاهــد ليكنـز المـال أو
يبنـى مجـداً علـى رقـاب العبيد
قلــن إن الـذي لـه اهـتزّت الأر
ض خشــوعا يرضـى بأكـل القديـد
لـم يبـت ليلـة وفـي الدار خبزٌ
مــن شـعير أو لقمـة مـن ثريـد
كـان يطـوى غطـاءه وأقـل النـا
قـــدرا منعّـــمٌ فــي الــبرود
يخصـف النعـل بـاليمين التي تف
دى بروحـــي وطــارفي وتليــدي
لم ينم ليله وقد غفر الله له ب
أحيــــــــاه بالتحمــــــــد
عجمــت عـوده الليـالي فمـا لا
ن ولا خــاف مــن أذى أو وعيــد
حــارب الكفـر والضـلالة فانقـا
د لـــه كـــل عاقـــل ورشــيد
عبـدوا اللَـه مخلصـين لـه الدي
ن ففــازت بهــم جنـان الخلـود
لـم تفرقهـم المطـامع فـي الدن
يــا فكـانوا كحزمـة مـن عضـيد
ينفــد المـال والمكـارم لا تـن
فــد والمجــد للشـجاع الصـمود
أشــرقي يــا ذكــاء إن بقلـبي
جمــرة مــا لنارهـا مـن خمـود
شــنّها لاعــج الحنيـن إلـى مـج
د قــــديم مضــــيّعٍ مفقــــود
حصــدته مناجــل الغـرب والنـا
س ســـكارى بخمـــرة التقليــد
لـم يبالوا بالدين بل حفروا قب
راً عميقـــا لغصـــنه الأملــود
فرقــت بينهــم مطــامع جوفــا
ء فبــــاءا بذلــــة وركـــود
ذكريهـم يـا شـمس بالحسـب الغا
لـــي وضــجّي ببعثــه وأعيــدي
علميهـم أن الحيـاة بـدون السل
م نـــار مشــبوبة فــي حصــيد
ثـم غيـبي عنهـم إلـى يوم ألقا
ك فـــأحيى مـــواثقي وعهــودي
يـا ذكـاء العام الجديد السعيد
غبــت عنــي فغـاب عنـي وجـودي
صالح بن علي الشرنوبي المصري.شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها.دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم.ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام.ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً.له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط).