
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طـار يطـوى مجاهـل الأفـق والنا
ر تلـــظ فــي قلبــه الوثــاب
يطــبيه الحسـن المشـاع فيسـرى
مصـــعدا فــي غيــاهب وضــباب
تشـرق الشـمس حيـن تشـرق دنيـا
ه بحلــم يطــوى كطــى الكتـاب
وهـو يشـتار من ندى الفجر شهدا
ومــن الليــل أكؤسـا مـن صـاب
زاده فنـــه ونجـــواه قيثـــا
ر هـــواه وزهــرةٌ مــن شــباب
تهــزم الريــح حــوله فيغنــى
بلحــون مــن قلبــه المنســاب
قـال يـا ريـح كـن بساطى إليها
ففــؤادي أضــناه طـول اللـواب
أنــا فــي راحتيـك قلـب جريـح
يتنــــدى كــــأعين الأحبـــاب
يتنــزى شـوقا إلـى عشـر بلقـي
س فهبنــــى كالناســــك الأواب
واطـــوني فـــي يــديك رب طلاء
عبقــري أحســوه يــذهب مــابي
إن لـي فـي الندى طلاء وفي البر
ق ابتسـاما وفـي السـماء كتابي
أتغنـــى بآيهـــا كـــل حيــن
فهـــي إعجـــاز مبــدع وهــاب
لـي مـع النجـم سـبحة مـن خيال
ومــع الــبرق حسـوةٌ مـن رضـاب
ومــع البــدر والكـواكب تسـيا
ر بطىــء الخطـا جميـم الخطـاب
هــو خمــري ونشــوتي وحــديثي
وغرامــــي ومنيـــتي وطلابـــي
فـامض يـا ريـح بـي فقلـبي غـر
فــي هــواه وفـي هـواه عـذابي
يكتــوى مفـرداً بحسـن العـذارى
وهــو حســن كبهــرج مـن سـراب
تخـــذ النــاس ســلوة وعــزاء
عــن أمــان جوفـاء صـنو حبـاب
فهــو يهـذى فـي صـمته وينـاجي
ســـر آلامـــه بجمـــرٍ مـــذاب
فـارحميه يـا ريح من صمته الدا
جـــى وردى أحلامـــه للصـــواب
إن فــي صــمته جحيمــا لنفسـي
وهـي كالزهر في الفيافي اليباب
فتقبـل نجـواي يـا ريـح واهـزم
فهزيــم الريــاح فــي أصــلابي
نجنــى مـن عـذاب قلـبي ونفسـي
فهمـــا توأمــا أســى وعــذاب
أنــا يــا ريــح جـوهر مستسـر
فــي كنــوز فــي عـالم مرتـاب
تخــذ الشــك لليقيــن ســبيلا
فهـو فـي ظلمـة الهـوى الكـذاب
طهرينـي مـن رجـس دنيـاي بالنا
ر تلظـــى فـــي روحـــك الغلاب
وانظــري هــل تريـن إلا خـداعا
قـــد كـــواني بلمحـــه الخلاب
يـا ريـاح المغيـب هـبي بقلـبي
وبنفســـي وراحـــتي وشـــبابي
واقـذفي بالتراب حينا إلى الشم
س وحينــا إلــى ضـمير العبـاب
علـــه يكتــوى بســفع لظاهــا
فهــو ســر لشــقوتي واكـتئابي
عاصـــفٌ إثـــر عاصــف ونجــوم
ورجــوم تغلــى علــى الأحقــاب
وعلــى الأفــق ثـائر مـن لهيـب
وعلــى الشـمس غيهـب مـن حجـاب
وإذا الكـون يشـرب الليـل كأسا
ويغنــــى بثــــاقب وشــــهاب
ثـم يفنـى الوجـود في كف باريه
لتحيــا الحيــاة فــي الألبـاب
وإذا العـــالم العـــي بليــغ
ذائع الســـر معلـــم الأســباب
وإذا الخــافق الغريــر حكيــم
وإذا النفـس فـي طريـق التصابي
وإذا راهـــب الليــالي خيــال
شـارد الخطـو كالمهـا في الغاب
خلصـــلت روحــه فســال ضــياء
وطـــوى طينــه ســجل الرغــاب
فهـو يشـدو في مأتم الروح لحنا
ويبكــى فــي مفرحــات الـتراب
يقـرأ اللكون في صحيفته العليا
ســطورا مــا بيــن صـاف وكـاب
فـرأى الخيـر فـي المـآذن يخبو
وهـو الخيـر فـي النواقيس خابي
ورأى الشـر فـي الجميـع مشـاعا
فتـــولى عـــن رفقــة وصــحاب
ورأى النجم دمعة الشمس في المغ
رب والـــدمع تــوأم الإغــتراب
ورأى البـدر ثـاني اثنين في حب
ســــماء ســــحرية الأبــــواب
ورأى الأرض قبضـــة مــن تــراب
طوقتهـــا غلالـــة مــن ســحاب
ورأى الزهـر فـي الريـاض شئونا
وشـــجونا للعاشـــق المنتــاب
ورأى النحــل أمــة فــي هـواء
ورأى النمــل أمــة فــي هضـاب
ورأى الحــب نســمة مــن نعيـم
ورأى الحــب عاصــفا مـن عـذاب
ورأى اللــه جهــرة فـي مجـالي
ه قريبــاً منــه بغيـر اقـتراب
فهــو بيــن النكـران والإعجـاب
وهــو بيــن اليقيـن والإضـطراب
ورأى المـوت لابـل المـوت أغـرا
ه بلقيــاه بعــد طــول لعــاب
جـاءه فـي اعـتزاله يطلـب السر
وفــي السـر ضـاع فجـر الشـباب
قـال يـا شـيخ قـد أتيتـك أدعو
ك إلــى عــالم رفيــع الجنـاب
فـانطلق مـن قيـود دنياك إن كا
ن يســيرا عليــك نـزع اللبـاب
أو فـدعني أنـزع لبابـك يـا قش
ر تمــت ســالما مــن الأوصــاب
ثـــم ولــى عنــه وخلــف دودا
مســتكفاً حـول الذبيـح المصـاب
وانطــوى عمــرى ليــذهب ذكـرا
خالــداً فــي الأعمـار والأحقـاب
صالح بن علي الشرنوبي المصري.شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها.دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم.ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام.ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً.له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط).