
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أصـامِتٌ أنـت أم نشـوان يـا قلمـي
أم أخرسـتك الليالي السافحات دمي
أم غيض نبع الأماني الحور فانطمست
آيــات نـورك فـي داج مـن الظلـم
أم ودع الخــافق المسـكين صـبوته
فنـام عـن دهـره والـدهر لـم ينم
أم أنّ أعهـدي بـأحلام الشـباب مضى
وكنــت ترجـو شـبابي دائم الحلـم
وأيّ حــال علــى الأيّــام باقيــة
أم أيّ عهــد شــباب غيــر منصـرم
أفـديك مـا دار فـي وهمي ولا خلدي
أنـي سـألقيك بيـن اليـأس والندم
بـالأمس كنـت مـثير النقـع في بلد
ألقـى إلى الزمن الباغي يد السلم
واليـوم لا ذاقـت الأقلام مـا برحـت
نسـقيك دنيـاك مـن حـزن ومـن يتم
كـم ليلـةٍ يـا شـهيد الصمت حالمة
وصـّعتها بالـدّراري البيض من كلمي
حكيـت شـدوَ القمـارى فـي تهجّـدها
تــبيت تبعـث نجواهـا مـع النسـمِ
ولوعــةَ البلبـل المهجـور ألبسـَهُ
بعــد الأحبّـة أثوابـاً مـن السـقم
صــحبتني فــي زمــانٍ مـلّ صـاحبه
فمـا تغيّـر مـا أحببـت مـن شـيمي
صـحبتني فـي غرامـي والهـوى قسـم
ومــا حبــاني إلا أيســر القســم
فكنـت صـاحب سـري فـي رضـاً وقلـى
وأقـرب النـاس عـن شـكواي في صمم
أشـكو إليـك فتصـغى لـي وتكتب ما
أملــي عليــك أمينـا غيـر متّهـم
وكنـت لـي فـي صراع الدهر معتَمَداً
فـي حالة الوفر أو في حالة العدم
لـم تبغ أجراً على الحالين من أحد
ولا خشــيت الأذى مــن ظــالمٍ غشـم
وكــم رســمت لأخلاق الــورى صـوَراً
مزجــتَ ألوانهـا بالمـاء والضـرم
والنــاس لــولا سـجاياهم سواسـية
وأكـرم النـاس أوفى الناس بالذمم
فمــا سـئِمتَ وقـد شـاركتني محنـي
ولا برمــتَ وقــد قاســمتني ألمـي
وكــم أخــي رحــمٍ أنسـته شـهوته
مـا قـالت الكتب والأخلاق في الرحم
يـا صـاحب الأمـس مـا للأمـس مرتَجعٌ
والـذكريات تعيـد الروح في الرمم
والأمـس عمـري فيـومي لـم يُرم وغدٌ
غيــبٌ وتــأميله ضـرب مـن الـوهم
وملــءُ قلــبي أمـانٍ منـدها نضـِرٌ
زُغـبُ الحواصـل لـم تنهـض ولم تقم
وأنـت قـد تـذكر الماضي وما وأدت
كفّــاه مــن أمـل غـال ومـن همـم
وقـد تقـول احترقنـا لهفـة وأسـى
ولـم يعـد مـا طـوته راحـة العدم
رحمــاك رحمـاك لـولا بـرح عاصـفة
مـن الحنيـن إلـى دنيـاك لـم أهم
ولـى مـع الفـن ميثـاق بـدأت بـه
عمـري وأعطتـه روحـي أعظـم القسم
أخلصـت للفـن حـتى خـانني زمننـي
فكيـف أنسـاه والميثـاق ملـء فمي
عـوداً إلـى الدوحِ يا صدّاح منطلقا
واسـلك طريـق العلا إن العلا حلمـي
قـد عشت في السفح حتى ضقتَ بي وبه
فمـــا وراءك إلا شـــامخ القمــم
صالح بن علي الشرنوبي المصري.شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها.دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم.ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام.ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً.له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط).