
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــن العقيـق ومـن تـذكاري ذي سـلمٍ
براعــة العيـن فـي اسـتهلالها بـدم
ومـن أهيـل النقـى تـم النقـا وبدا
تنــاقص الجســم مـن ضـرٍ ومـن ضـرم
وواهــلٍ والــهٍ قلــبي ولــبي مــن
تطريـف مـا أودعـوه فـي طـي نشـرهم
محــرف الطبــع حيـث القلـب محـترقٌ
مشــوش الفكــر مـن كلـمٍ ومـن كلـم
ولاحـق الـدمع مـن عينـي تضـارع مـن
حينــي بأخــدود خــدي همـع مكتتـم
ورمــت رفــو اصـطباري إذ تمـزع لا
يبلــى علــى مســتعارٍ مـن ودادهـم
ولا جنـــاح عليـــه فـــي تلفتـــه
صـــبٌ لـــه طيــرانٌ مــن جنــاحهم
والعــاذلون بإيجــاب الملام غلــوا
ومــا غلـوا قيمـةً مـن سـلب ذوقهـم
مـا إن لهـم مـن عقـولٍ يهتـدون بها
ولا يبـــالون مــن إيجــاب نفيهــم
وكلمـــا نســـجوا حوكــاً بوشــيهم
عنـــى لهـــم رشــحوه بــاختراعهم
أريــد هجـواً بتعريـض المديـح لهـم
لأنهــم يحملــون الضـيم فـي التهـم
وإن أصـــرح أجامــل فــي مواربــةٍ
لأنهــم يحملــون الضـيم فـي التهـم
ممــن بمــا دون إبهـامٍ يشـار لهـم
حـتى يقـل أيـن جـون العـرض والشيم
إن النزاهــة يــأبى أن أقـول لهـم
هجــواً فحســبي إعراضـي عـن الكلـم
تسـليم أمـري لهـم راموا وما نصحوا
وهبـه كـان فمـا التسـليم مـن شيمي
أعـاذلي ضـقت مـن تركيـب عـذلك لـي
ذرعـاً فـذر عـن ملامـي واسـتفد حكمي
وعـــد عـــن عـــذل حـــرٍ تلحقــه
علـى المـدى وتفنـن فـي ضـيآ كلمـي
تصــحف العــدل بـالتلفيق مـن عـدمٍ
وتمنــع العــذل بالإعنــات منـع دم
كفيــت شــراً فحـاذر أن تـرى مثلـي
إن العـــذول جــديرٌ بــالبلاء قــم
فــوق أنــل سـد هـون عـد حـل أطـل
أقصـر أهـن إعـدل إعذر أمنع أعط لِم
هــازلتني إن مضــى جــدي وفـارقني
سـعدي وقلـت اسـتفق مـن كلفة الهمم
لقــد تهكمـت فـي إبـداء نصـحك لـي
يـا نصـح خـلٍ يـداوي القلـب بالكلم
فمــي أبــان بســري فالعتـاب علـى
نفسـي وتصـدير لـومي فـي حـديث فمي
لا غَيَّـــبَ اللــه عُزالــي وألهمهــم
تغــاير القــول كـي أشـقى بـذكرهم
بـالأمس كنـت قريـر العيـن مـن أمـمٍ
والآن قــــابلني حــــزنٌ لبعـــدهم
أبيــت أســحب تـذييل البكـاء علـى
ليـل الوصـال وليـل الهجـر لـم يرم
تهيــأ السـقم لمـا أن مضـوا ولقـد
طـالوا فراقـاً ومـا طـالوا بوصـلهم
طـووا أبوا انشروا واستحقروا هتكوا
بغضــي ووصــلي وســري ذمـتي حرمـي
واسـتدركوا بعـد طـول النـأي عهدهم
لكــن بنقـض عـرىً كـانت مـن القـدم
قــالوا سـيجري وهـم يعنـون مجـترأً
فقلــت أســلوبكم جـارٍ علـى الحكـم
قـولي لهـم مـوجبٌ إذ قـال أعـد لهم
عـدلت قلـت علـى مـا بـي مـن السقم
ولــم أقصــر بتفريـط الحقـوق بلـى
قصــرت عنــد رجــوعهم يـوم سـيرهم
قـالوا اسـتقم قلـت هل منكم مراجعة
قـالوا اصطبر قلت صبري زاد في ألمي
أضـنى الهـوى جسـدي يـا غائبين ولم
يســتثن إلا دموعــاً مزجهــا بــدمي
لقـــد تجــاهلتموا عنــي بمعرفــةٍ
قلتــم أطــالب وصــلٍ أم قــرى أزم
بــرئت مـن حسـبي والعـز مـن أربـي
إن لـم يشـابه هـواهم أحـرف القسـم
ضـيعت فـي الحـب أيـامي ومـا ظفـرت
روحــي بتســهيم تقريـبٍ فـوا نـدمي
لا خيـر فـي الحـب فأسـمع حكمتي ولك
التخييـر فيمـا حلا فـأتبعه واحتكـم
إن اقتضــاب مديــح المصـطفى أربـي
والمــدح أعلــى وأولـى بـازدواجهم
محمـد بـن الذبيح بن الخليل أبو ال
بتـــول كهــف اليتــامى أطرادهــم
وأحمــد النــاس والمحمـود شـق لـه
مـن وصـفه الحمـد وصـفاً غيـر منهضم
يـا خـاتم الرسـل وهو المبتدا وغدا
خيــر النــبيين فـي عنـوان حشـرهم
ومــذهبي أنــه لـو لـم يحـز شـرفاً
عليهــم مــا تخلــوا عــن كلامهــم
والجــن والإنــس والأملاك فــي رتــبٍ
والرســل تحــت لــواه يـوم جمعهـم
كـرر أحـاديث مـدح السـابغ النغـم
السـابغ النعـم بـن السـابغ النغـم
هـو الكريـم علـى اللـه وفـي الـذك
ر الكريـم لـه الترديـد فـي الكلـم
أتقــى الأئمــة لا تبـديل منـه إمـا
م المتقيــن ومــاحي حنــدس الظلـم
جــزءٌ هـو العـالم الكلـي فـي شـرفٍ
أســنى الملـوك لـديه أصـغر الخـدم
ومجمــل القــول فيــه أنــه جمعـت
فيـه المحاسـن مـن فـرقٍ إلـى القدم
كــم صــرح الـذكر أن المجـد متشـحٌ
بــه وعــن إسـمه يكنـى مـن العظـم
علا طبـــاق الســـموات العلا ودنــا
كقــاب قوســين أو أدنــى لمســتنم
والــروح أخــدم والرحمـن كلـم وال
أملاك قـــدم فـــي حســن اتســاقهم
حـــوى الجمــال بمعنــاه وصــورته
وخــاطبته الظبــا والبـدن بـالكلم
وخصـه اللـه بـالتمكين فـي الملأ ال
أعلــى فــأملاكه مــن جملـة الحشـم
ورد فــي الغاركيـد المعتـدين بنـس
ج العنكبـــوت وتوليـــد بـــورقهم
إعانــة اللــه أغنــت عـن مضـاعفة
مــن الــدروع وعـن عـال مـن الأطـم
ومــن تواضــعه إرداف مــن ســعدوا
بــه هــدى وهــدوا للواضـح اللقـم
أطــاعه صـالحوا الكـونين والملأ ال
أعلــى ومــن يعصــه يجـزي وينتقـم
واســتخدم الغيــث ينهــاه ويـأمره
وكــم وقــاه إذا حـر الهجيـر حمـي
مــن قبــل مولــده توشــيح بعثتـه
مخيــراً للــورى فــي سـالف القـدم
ســـهلٌ رقيـــقٌ رحيـــمٌ ليـــنٌ رؤفٌ
تــألف اللفــظ فـي معنـاه بـالحكم
طلــق الأكـف طويـل البـاع طـود علا
لـه اتسـاع النعـالي فـي ذرى الكرم
والبســط والقبــض مـن كفيـه متضـحٌ
ذا للصـــديق وذا للفــاجر الخصــم
وأمـــره نافـــذٌ مـــاضٍ ومنطقـــه
موجــــةٌ ونـــداه غيـــر منجـــرم
فــي رأســه غســقٌ فــي وجهـه فلـقٌ
فـــي ثغــره نســقٌ تســميط درهــم
شـيئان قـد أشـبها شـيئين فيـه علا
وجهـه وشـعرٌ كمثـل البـدر في الظلم
يجــول فــي الــوعظ إيغـالا يـبينه
كــأنه فــي الهـدى نـارٌ علـى علـم
بــان الهـدى وضـح الإشـكال محـترزاً
مــن الـردى إذ قضـى تشـريع دينهـم
صــان الشــريعة فـي إبـداعه سـنناً
يظهـرن أنوارهـا للنـاس فـي الظلـم
والعمـــر شـــطره فيهـــم وقــدره
تشـــطير مغتنـــمٍ للحـــق ملــتزم
لــذي البصــائر إقبــال لــه سـعدٌ
والطـرد والعكـس للشـانية حيـث عمي
عـن كنـه معنـاه كـل المطنبـون وقد
أوتـي البلاغـة والإيجـاز فـي الكلـم
مرصــعٌ بنظيــم النطــق فـي الحكـم
مرقـــعٌ بعظيـــم الخلــق والحلــم
مــدنٍ أخــا كــرم مــركٍ أخـاً نـدمٍ
مطهــر القلــب حقــاً راسـخ القـدم
مـا السـحب تمهـل أي زعمـت بوارقها
يومـاً بأفضـل مـن يمنـاه فـي القسم
لـو لـم يكـن كفـه الوافي سحاب ندىً
لمــا اســتقوا منـه تعليلاً لـوردهم
لا يشــبه البحــر هـذا مالـحٌ ونـدى
كفيـــه عـــذبٌ بتفريـــقٍ لمحتكــم
تشـــابهت منـــه أطـــرافٌ منمقــةٌ
كالبــان والميزبــادٍ فيــه للحكـم
يقسـم الجـزى فـي الكفـار بعـد وغىً
قتلاً وســـبياً وتشـــريداً للمنهــزم
فالسـبي للملـك والتقسـيم ما جمعوا
والــروح للنــار والأجســاد للرخـم
بالســيف الأبيــض والعســال الأسـمر
والتدبيـج الأحمـر والكـرارة الـدهم
والحــق كالصـبح كـل الخلـق شـاهده
والسـيف كالصـبح فـي تفريـق جمعهـم
فأصـــبحوا لا يـــرى إلا مســـاكنهم
مـن اقتبـاسٍ ذكـا فـي الحـرب مضطرم
روى الصــعيد بتفريـع الـدماء كمـا
تبليـــغ دعـــوته روتــه بالــديم
دعــا وقـد عـم جـدب الأرض فانتشـأت
فــي الحــال سـحبٍ بغيـثٍ أي منسـجم
لـو شـاء إغراقهـم فـي البر مد لهم
بحــري دمــاءٍ ومـا بـالموج ملتطـم
لـــم لا تكـــون معـــانيه مهذبــةٌ
واللــه أدبــه فـي المهـد واليتـم
وكــم لــه معجــزاتٌ لـم يشـن كشـفٌ
شموســــها لا كتشــــبيهٍ بســـحرهم
كالشـمس فـي الصـحو لا توهيم يوهنها
والنجـم فـي عرفـه الزاكـي لمنتسـم
ولا يـــروم امــرؤ فيهــا مناقضــةً
مـا لـم يـزل أو يـزل أجبال ذي سلم
فــرائد الحســن فيــه عقـد ناظمـةٍ
حلـت كمـا حـل مـن وافـاه فـي حـرم
طــرزت شــعري بأوصــافٍ بـه اتسـقت
يــا حســن منتظـمٍ فـي حسـن منتظـم
جزيـــت منتظمـــي وفيــه ملــتزمي
أهــديت مــن كلمــي للغيـث مغتنـم
رجـوت مـن حسـن مـا أبـديت من كلمي
حســن المجــاز إلــى تصـريع عـدهم
وفــي تناســب نظمــي مــا يقـدمني
علــى الفحولــة فـي ميـدان سـبقهم
يـا أكـرم الرسـل يـا من في إشارته
حـوز المنـى وسـرور الـواجم الوصـم
ومـن غـدا فـي الـورى توشـيع ملتـه
يزهـو علـى الزاهريـن الروض والنجم
تعطفـــاً لمحـــبٍ فيــك ليــس لــه
تعطــفٌ عنــك معــدودٌ مــن الخــدم
يــا صـاحب العلـم الهـادي لقاصـده
حسـن البيـان أجرنـي فـي حمى العلم
فمطلــبي أنــت أوفـى بالنجـاح لـه
وأنــت أدرى منـه يـا مسـبغ النعـم
مـن كـان فيمـا غـدا تجريـد مقصـده
لـــه رأى منــه حبلاً غيــر منفصــم
ومــن يلــذ بحمــاه وهــو ملجؤنـا
فلا اعــتراض بمــا يخشـاه مـن نقـم
عليــه منــا صــلاة مــا لهـا عـددٌ
تفصــيل مجملهـا يربـو علـى الـديم
وآلـــه الغــر باســتتباع عــترته
البـاذلي النفـس بذل الزاد في الأزم
عــدد صــفاتهم العليــاء مـن حسـب
والعلــم والجــود والإيفـاء للـذمم
سـادوا الـورى طاولوا الأعلام مصطرماً
علــواً وكـم أهملـوا الأعـداء كلهـم
وروض ودم وأرح ردد ودد وزر
وأزر ووال دوا داءٍ وزد ورم
مــن جـاءهم مرتـج مـن عزهـم شـرفاً
يولـــونه كرمـــاً يزهــو بوصــلهم
لهــم منــاقب تــروى فـي مفـاخرهم
ولا معانـــد يلغـــى فــي وزانهــم
ألفـــت نظمــي وأوزانــي بمــدحهم
مـــؤملاً ســعةً مــن وافــر الكــرم
إذا تــزاوج ذنــبي والهــوام فمـا
تجلــى مــدحت علاهـم فـانجلت غممـي
آثـــارهم عصـــمي وحبهـــم لزمــي
فــي مــدحهم كلمـي سـجعي ومنتظمـي
وصــحبه خيـر صـحبٍ مـن حـووا شـرفاً
بغايـة العلـم والتكميـل فـي الحلم
وكــم لهـم مـن أيـادٍ مـع خصاصـتهم
قــد تممــت مكرمــات الخلـق للأمـم
لهــا إخــاءٌ ورُحمــى غيــر منكـرةٍ
والــذكر أنــزل فـي تعريـض سـبقهم
تكفيــك خاتمـة الفتـح الـتي جمعـت
بــدائع الفضــل فـي تنكيـت مـدحهم
مــن اعتـدى شـاكلوه الاعتـداء ومـن
يــدن يحــل مـن التـأمين فـي حـرم
كـالنجم مـن يقتـدي يهـدى بـه فلذا
حكمــت عقــدي علــى حسـن اتبـاعهم
أكـــد بــذم أعــاديهم مــديحك إذ
لا عيــب فيهــم سـوى تفريـق جنـدهم
فامـــدح لمؤتلــفٍ فيهــم ومختلــفٍ
جمعــاً وزد فــي علا أوصــاف شـيخهم
والمــح فضــائله واذكــر منــاقبه
مـن ذا يمـاثله فـي الغـار والحـرم
واســـى النــبي بإنفــاقٍ ومنتصــرٍ
ولا يســاويه فــي التصـديق مـن أرم
وفــي ائتلاف المعـاني والـوزان تلا
رتـب الهـدى عمـر الفاروق ذو الشيم
ثــم الشـهيد قتيـل الـدار لا عجـزاً
عــن دفعهــم بــاحتراسٍ أو قتـالهم
حلمــاً وصـفحاً وإيثـاراً لمـا شـهدت
تفســير رؤيــاه فــي أيـام حصـرهم
والصـهر مـن شـارك الصـديق فـي قدم
فـي سـبق الإسـلام لا في الفضل من قدم
ومـــن ســمي جــده وصــفٌ لســاعده
فـــإنه هاشـــمٌ حســـب اتفـــاقهم
أولئك القـوم كـل القـوم ما انبسطت
نفســي وشــنف ســمعي غيــر ذكرهـم
يــا رب سـهل سـريعاً بـاللحوق بهـم
فضــلاً وأدمــج محبــاً فــي لـوائهم
واكتب من العمر في الدنيا لنا حسناً
حــتى أرى عنـد مـوتي حسـن مختتمـي
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين.إمام حافظ مؤرخ أديب، له نحو 600 مصنف، منها الكتاب الكبير، والرسالة الصغيرة.نشأ في القاهرة يتيماً (مات والده وعمره خمس سنوات) ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس، على النيل، منزوياً عن أصحابه جميعاً، كأنه لا يعرف أحداً منهم، فألف أكثر كتبه، وكان الأغنياء والأمراء يزورونه ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردها. وطلبه السلطان مراراً فلم يحضر إليه، وأرسل إليه هدايا فردها. وبقي على ذلك إلى أن توفي.من كتبه (الإتقان في علوم القرآن -ط)، و(الأحاديث المنيفة-خ)، و(الأرج في الفرج-ط) و(الأذكار في ما عقده الشعراء من الآثار -خ)، و(إسعاف المبطأ في رجال الموطأ-ط)، و(الاشباه والنظائر-ط) في العربية، و(الأشباه و النظائر-ط) في فروع الشافعية.