
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَمَّـا أَتَـتْ مِـنْ بَنِـي كَعْبٍ مُزَيَّنَةً
وَالْخَزْرَجِيَّـةُ فِيهـا الْبِيضُ تَأْتَلِقُ
وَجَـــرَّدُوا مَشـــْرَفِيَّاتٍ مُهْنَّــدَةً
وَرايَــةً كَجَنـاحِ النَّسـْرِ تَخْتَفِـقُ
فَقُلْــتُ يَــوْمٌ بِأَيَّــامٍ وَمَعْرَكَـةٌ
تُنْبِي لِما خَلْفَها ما هَزْهَزَ الْوَرَقُ
قَـدْ عُوِّدُوا كُلَّ يَوْمٍ أَنْ تَكُونَ لَهُمْ
رِيـحُ الْقِتالِ وَأَسْلابُ الَّذِينَ لَقُوا
خَيَّـرْتُ نَفْسِي عَلَى ما كانَ مِنْ وَجَلٍ
مِنْهـا وَأَيْقَنْـتُ أَنَّ الْمَجْدِ مُسْتَبَقُ
أَكْرَهْـتُ مُهْـرِيَ حَتَّـى خاضَ غَمْرَتَهُمْ
وَبَلَّــهُ مِــنْ نَجِيـعٍ عانِـكٍ عَلِـقُ
فَظَـلَّ مُهْـرِي وَسـِرْبالِي جَسـِيدَهُما
نَفْخُ الْعُرُوقِ رِشاشُ الطَّعْنِ وَالْوَرَقُ
أَيْقَنْـتُ أَنِّـي مُقِيـمٌ فِـي دِيارِهِمُ
حَتَّـى يُفـارِقَ ما فِي جَوْفِهِ الْحَدَقُ
لا تَجْزَعُوا يا بَنِي مَخْزُومِ إِنَّ لَكُمْ
مِثْـلَ الْمُغِيـرَةِ فِيكُمْ ما بِهِ زَهَقُ
صـَبْراً فِـدىً لَكُـمُ أُمِّي وَما وَلَدَتْ
تَعاوَرُوا الضَّرْبَ حَتَّى يُدْبِرَ الشَّفَقُ
ضِرارُ بن الخَطَّاب القُرَشِيّ الفِهْرِيّ، أبو الأَزْوَر، شاعرٌ مُخَضرَم، توفِّيَ نحو 13هـ/ 634م. كان شاعرًا وفارسًا شُجاعًا، شاركَ في يومِ الفِجار وهو على قومِه بني محارب بن فِهْر، وقاتلَ ضِدَّ المسلمينَ في معاركَ عِدَّة منها أُحُد والخَنْدَق، ولكنْ أسلَمَ يومَ الفَتْحِ وحَسُنَ إسْلامُه وشَهِد الفتوحاتِ وحَرْب الرِّدّة حتّى اسْتُشهِد يوم أجنادين. وعَدَّ أبو هلال العسكريّ شِعرَ ضِرار بأنَّه أوَّل شِعْرٍ قيلَ في أحداث الإسلامِ، تنوَّعتْ موضوعات شِعْره بين الفخرِ والرِّثاء والهجاء.