
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَــأَوَّبَنِي هَــمٌّ مَـعَ اللَّيْـلِ مُنْصـِبُ
وَجَــاءَ مِـنَ الْأَخْبَـارِ مَـا لَا أُكَـذِّبُ
تَظَـاهَرْنَ حَتَّـى لَـمْ تَكُـنْ لِـيَ رِيبَةٌ
وَلَــمْ يَــكُ عَمَّـا أَخْبَـرُوا مُتَعَقِّـبُ
وَكَــانَ هُرَيْــمٌ مِـنْ سـِنَانٍ خَلِيفَـةً
وَحِصـْنٍ وَمِـنْ أَسـْمَاءَ لَمَّـا تَغَيَّبُـوا
وَمِـنْ قَيْـسٍ الثَّـاوِي بِرَمَّـانَ بَيْتُـهُ
وَيَــوْمَ حَقِيــلٍ فَــادَ آخَـرُ مُعْجِـبُ
أَشــَمُّ طَوِيــلُ الســَّاعِدَيْنِ كَــأَنَّهُ
فَنِيــقُ هِجَــانٍ فِــي يَـدَيْهِ مُرَكَّـبُ
وَبِالسـَّهْبِ مَيْمُـونُ الْخَلِيقَـةِ قَـوْلُهُ
لِمُلْتَمِــسِ الْمَعْــرُوفِ أَهْـلٌ وَمَرْحَـبُ
كَــوَاكِبُ دَجْــنٍ كُلَّمَـا غَـابَ كَـوْكَبٌ
بَـدَا وَانْجَلَـتْ عَنْـهُ الدُّجُنَّـةُ كَوْكَبُ
لَعَمْـرِي لَقَـدْ خَلَّـى ابْنُ خَيْدَعَ ثَلْمَةً
فَمِـنْ أَيْـنَ إِنْ لَمْ يَرْأَبِ اللَّهُ تُرْأَبُ
وَبِالْخَيْرِ إِنْ كَانَ ابْنُ خَيْدَعَ قَدْ ثَوَى
يُبَنِّـــى عَلَيْـــهِ بَيْتُــهُ وَيُحَجَّــبُ
نَـدَامَايَ أَضـْحَوْا قَـدْ تَخَلَّيْـتُ مِنْهُمُ
فَكَيْـفَ أَلَـذُّ الْخَمْـرَ أَمْ كَيْـفَ أَشْرَبُ
وَنِعْـمَ النَّـدَامَى هُـمْ غَدَاةَ لَقِيتُهُمْ
عَلَـى الـدَّامِ تُجْـرَى خَيْلُهُـمْ وَتُؤَدَّبُ
مَضـَوْا سـَلَفاً قَصـْدَ السـَّبِيلِ عَلَيْهِمُ
وَصــَرْفُ الْمَنَايَـا بِالرِّجَـالِ تَقَلَّـبُ
أَلَا هَـلْ أَتَـى أَهْـلَ الْحِجَازِ مُغَارُنَا
ّوَمِـنْ دُونِهِـمْ أَهْـلُ الْجِنَـابِ فَأَيْهَبُ
شـــــَآمِيَّةٌ إِنَّ الشـــــَّآمِيَّ دَارُهُ
تَشــُقُّ عَلَـى دَارِ الْيَمَـانِي وَتَشـْغَبُ
فَتَــأْتِيهُمُ الْأَبْنَـاءُ عَنَّـا وَحِمْلُهَـا
خَفِيـفٌ مَـعَ الرَّكْـبِ الْمُخِفَّيْـنَ يَلْحَبُ
وَفَرْنَــا لِأَقْــوَامٍ بَنِيهِـمْ وَمَـالَهُمْ
وَلَـوْلَا الْقِيَـادُ الْمُسـْتَتِبُّ لَأَعْزَبُـوا
بِحَـيٍّ إِذَا قِيلَ ارْكَبُوا لَمْ يَقُلْ لَهُمْ
عَـوَاوِيرُ يَخْشـَوْنَ الـرَّدَىَ أَيْنَ يُرْكَبُ
وَلَكِــنْ يُجَـابُ المُسـْتَغِيثُ وَخَيْلُهُـمْ
عَلَيْهَــا حُمَــاةٌ بِالْمَنِيَّــةِ تَضـْرِبُ
فَبَــاتُوا يَسـُنِّونَ الزِّجَـاجَ كَـأَنَّهُمْ
إِذَا مَــا تَنَــادَوْا خَشـْرَمٌ مُتَحَـدِّبُ
وَخَيْــلٍ كَأَمْثَــالِ السـِّرَاحِ مَصـُونَةٍ
ذَخَـائِرَ مَـا أَبْقَـى الْغُـرَابُ وَمُذْهَبُ
طِـوَالُ الْهَـوَادِي وَالْمُتُـونُ صـَلِيبَةٌ
مَغَــاوِيرُ فِيهَــا لِلْأَرِيــبِ مُعَقَّــبُ
تَــأَوَّبْنَ قَصــْراً مِـنْ أَرِيـكٍ وَوَائِلٍ
وَمَــاوَانَ مِــنْ كُـلٍّ تَثُـوبُ وَتَحْلُـبُ
وَمِـنْ بَطْـنِ ذِي عَـاجٍ رِعَـالٌ كَأَنَّهَـا
جَـرَادٌ تُبَـارِي وِجْهَـةَ الرِّيـحِ مُطْنِبُ
أَبُــوهُنَّ مَكْتُــومٌ وَأَعْــوَجُ تُفْتَلَـى
وِرَاداً وَحُــوّاً لَيْــسَ فِيهِـنَّ مُغْـرَبُ
إِذَا خَرَجَــتْ يَوْمـاً أُعِيـدَتْ كَأَنَّهَـا
عَوَاكِــفُ طَيْـرٍ فِـي السـَّمَاءِ تَقَلَّـبُ
وَأَلْقَــتْ مِـنَ الْإِفْـزَاعِ كُـلَّ رِحَالَـةٍ
وَكُـــلَّ حِـــزَامِ فَضــْلُهُ يَتَذَبْــذَبُ
إِذَا اسـْتُعْجِلَتْ بِـالرَّكْضِ سَدَّ فُرُوجَهَا
غُبَــارٌ تَهَــادَاهُ السـَّنَابِكُ أَصـْهَبُ
فَرُحْنَـا بِأَسـْرَاهُمْ مَعَ النَّهْبِ بَعْدَمَا
صـــَبَحْنَاهُمُ مَلْمُومَـــةً لَا تُكَـــذِّبُ
أَبَنَّــتْ فَمَــا تَنْفَـكُّ حَـوْلَ مُتَـالِعٍ
لَهَــا مِثْـلُ آثَـارِ الْمُبَقِّـرِ مَلْعَـبُ
وَرَاحِلَــةٍ وَصــَّيْتُ عُضــْرُوطَ رَبِّهَــا
بِهَـا وَالَّـذِي تَحْتِـي لِيَـدْفَعَ أَنْكَـبُ
لَــهُ طَــرَبٌ فِــي إِثْرِهِــنَّ وَرَبُّــهُ
إِلَـى مَا يَرَى مِنْ غَارَةِ الْخَيْلِ أَطْرَبُ
كَـــأَنَّ عَلَــى أَعْرَافِــهِ وَلِجَــامِهِ
ســَنَا ضــَرَمٍ مِــنْ عَرْفَــجٍ يَتَلَهَّـبُ
كَسـِيدِ الْغَضـَا الْغَـادِي أَضَلَّ جِرَاءَهُ
عَلَا شــَرَفاً مُسـْتَقْبِلَ الرِّيـحِ يَلْحَـبُ
لَهُــنَّ بِشــُبَّاكِ الْحَدِيــدِ تَقَــاذُفٌ
هُـــوِيَّ رَوَاحٍ بِالدُّجُنَّـــةِ يُعْجِـــبُ
فَلَــمْ يَبْـقَ إِلَّا كُـلُّ جَـرْدَاءَ صـِلْدَمٍ
إِذَا اســْتُعْجِلَتْ بَعْـدَ الْكَلَالِ تُقَـرِّبُ
فَنِلْنَـا بِقَتْلَانَـا مِـنَ الْقَوْمِ مِثْلَهُمْ
وَبِــالْمُوثَقِ الْمَكْلُـوبِ مِنَّـا مُكَلَّـبُ
وَبِــالنَّعَمِ الْمَـأْخُوذِ مِثْـلُ زُهَـائِهِ
وَبِالســَّبْيِ سـَبْيٌ وَالْمُحَـارِبِ مِحْـرَبُ
وَبِالْمُرْدَفَــاتِ بَعْــدَ أَنْعَـمِ عَيْشـَةٍ
عَلَــى عُــدَوَاءَ وَالْعُيُــونُ تَصــَبَّبُ
عَــذَارِيَ يَســْحَبْنَ الـذُّيُولَ كَأَنَّهَـا
مَـعَ الْقَـوْمِ يَنْصُفْنَ الْعَضَارِيطَ رَبْرَبُ
إِلَــى كُـلِّ فَـرْعٍ مِـنْ ذُؤَابَـةِ طَيّـءٍ
إِذَا نُســِبَتْ أَوْ قِيــلَ مَـنْ يَتَنَسـَّبُ
وَبِالْبَيْضـَةِ الْمَوْقُـوعِ وَسـْطَ عُقَارِنَا
نَهَـابٌ تَـدَاعَى وَسـْطَهُ الْخَيْـلُ مُنْهَبُ
وَحَــيَّ أَبِـي بَكْـرٍ تَـدَارَكْنَ بَعْـدَمَا
أَذَاعَـتْ بِسـِرْبِ الْحَـيِّ عَنْقَـاءُ مُغْرِبُ
رَدَدْنَ حُصــَيْناً مِــنْ عَــدِيٍّ وَرَهْطِـهِ
وَتَيْــمٍ تُلَبِّــي بِــالْعُرُوجِ وَتُحِلْـبُ
وَحَيّــاً مِـنَ الْأَعْيَـارِ لَـوْ فَرَّطَتْهُـمُ
أَشـَتُّوا فَلَـمْ يَجْمَعْهُـمُ الدَّهْرَ مَشْعَبُ
وَهُــنَّ الْأُلَــى أَدْرَكْـنَ تَبْـلَ مُحَجَّـرٍ
وَقَـدْ جَعَلَـتْ تِلْـكَ التَّنَابِيـلُ تَنْسُبُ
وَقَــالَ أُنَــاسٌ يَســْمَعُونَ كَلَامَهُــمْ
هُـمُ الضَّامِنُونَ مَا تَخَافوُنَ فَاذْهَبُوا
فَمَـا بَرِحُـوا حَتَّـى رَأَوْهَـا تَكُبُّهُـمْ
تُصـــَعِّدُ فِيهِـــمْ تَــارَةً وَتُصــَوِّبُ
يَقُولُـونَ لَمَّـا جَمَّعُوا الْغَدْوَ شَمْلَهُمْ
لَـكَ الْأُمُّ مِنَّـا فِـي الْمَـوَاطِنِ وَالْأَبُ
وَقَـدْ مَنَّـتِ الْخَـذْوَاءُ مَنّـاً عَلَيْهِـمُ
وَشـــَيْطَانُ إِذْ يَـــدْعُوهُمُ وَيُثَــوِّبُ
جَعَلْتَهُــمْ كَنْــزَاً بِبَطْــنِ تَبَالَــةٍ
وَخَيَّبْــتَ مِــنْ أَسـْرَاهُمُ مَـنْ تُخَيِّـبُ
فَمَـنْ يَـكُ يَشـْكُو مِنْهُـمُ سـُوءَ طُعْمَةٍ
فَـــإِنَّهُمُ أَكْـــلٌ لِقَوْمِــكَ مُخْصــِبُ
لَبُـــوسٌ لِأَبْــدَانِ الســِّلَاحِ كَــأَنَّهُ
إِذَا مَـا غَدَا فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ أَحْرَبُ
وَكُنَّـا إِذَا مَـا اغْتَفَّـتِ الْخَيْلُ غُفَّةً
تَجَــــرَّدَ طَلَّابُ التِّـــرَاتِ مُطَلِّـــبُ
مِـنَ الْقَـوْمِ لَمْ تُقْلِعْ بَرَاكَاءُ نَجْدَةٍ
مِــنَ النَّــاسِ إِلَّا رُمْحُــهُ يَتَصــَبَّبُ
وَأَصــْفَرَ مَشــْهُومِ الْفُــؤَادِ كَـأَنَّهُ
غَــدَاةَ النَّـدَى بِـالزَّعْفَرَانِ مُطَيَّـبُ
تَفَلْـــتُ عَلَيْــهِ تَفْلَــةً وَمَســَحْتُهُ
بِثَـــوْبِيَ حَتَّـــى جِلْــدُهُ مُتَقَــوِّبُ
يُرَاقِــبُ إِيحَــاءَ الرَّقِيــبِ كَـأَنَّهُ
لِمَـا وَتَرُونِـي آخِـرَ الْيَـوْمِ مُغْضـَبُ
فَفَــازَ بِنَهْـبٍ فِيـهِ مِنْهُـمْ عَقِيلَـةٌ
لَهَــا بَشــَرٌ صــَافٍ وَرَخْــصٌ مُخَضـَّبُ
فَلَا تَـذْهَبُ الْأَحْسـَابُ مِـنْ عُقْرِ دَارِنَا
وَلَكِـنَّ أَشـْبَاحاً مِـنَ الْمَـالِ تَـذْهَبُ
طفيل الغنويّ هو طفيل بن عوف بن خلف بن ضُبَيس، أبو قرّان، شاعرٌ جاهليٌّ من قبيلةِ "غنيّ" المنحدرة من قبائل قيس عيلان المضريّة العدنانيّة. لُقِّبَ بالمُحبِّر وبطفيل الخيل؛ لشهرتِهِ الفائقة في وصفِ الخيل، وقد عُدَّ ضمن أهمّ ثلاثة شعراء وصفوا الخيل في الجاهليّة. كان سيّدًا في قومِهِ يأخذ المرباع (أي ربع الغنيمة)، وعُرِفَ بمشاركته في حروب قومِه؛ لا سيّما مع قبيلة "طيّئ". اشتُهِرَ شعرُهُ بوصفِ الخيل وحروبِ قومِه، كما اشتُهِرَ بحكمتِهِ ووصفِه لمكارم الأخلاق. روى عنه زهيرُ بن أبي سلمى الشّعر، وذكر الأصمعيّ أنّ كلّ الشعراء تأثّروا بشعره بما فيهم النابغة الذبيانيّ وزهير. توفّي نحو سنة 17 ق.ه بعد مقتل هرم بن سنان.