
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تكلَّـمَ بـالوحيِ البَنَـانُ المُخَضَّبُ
وللّـهِ شـكوى مُعجِـمٍ كيـفَ يُعـرِبُ
أإيمـاءُ أطرافش البَنانِ وَوَجههَا
أبانـا لـه كيفَ الضَمير المُغيَّبُ
وقـد كـان حُسـنُ الظنِ أنجبَ مرّةً
فأحَمــدَ عُقبَـى أمـرِه المُتَعَقِّـبُ
فلمّـا تَـدَبرتُ الظنـونَ مُراقبـاً
تقلّــبَ حاليهـا إذا هـيَ تكـذِبُ
بــدأتَ بأحســانٍ فلمّـا شـكرتُه
تنكّــرتَ لـي حَتّـى كـأنِّيَ مُـذنِبُ
وكُـلُّ فـتىً يَلقـى الخطوبَ بعزِمِه
لَـهُ مَـذهَبٌ عمّـن لـه عَنـهُ مذهَبُ
وهـل يصـرعُ الحبُّ الكريمَ وقلبهُ
عليـمٌ بمـا يـأتي ومـا يتجَنّـبُ
تـأنيتُ حتّـى أوضـحَ العلمُ أنني
مـع الـدهر يَومـاً مُصـعِدٌ ومُصَوّبُ
وألحقـتُ أعجـازَ الأمـور صدورها
وقَوَّمهـا غَمـزُ القِـداحِ المقَلِّـبُ
وأيقنـتُ أنَّ اليـأسَ للعِرضِ صائنٌ
وأن سـوفَ أغضَي للقَذَى حينَ أرغبُ
أغـادرتني بيـنَ الظنـونِ مُمَيّزاً
شــَواكل أمــرٍ بينهُــنّ مُجَــرِّبُ
يُقرّبنـي مَـن كنـتُ أصـفيكَ دونَه
بــوُدّي وتَنــأى بِـي فلا أَتَقَـرّبُ
فللّــه حَظّـي منـكَ كيـفَ أضـاعَه
ســُلُوُّكَ عنــيّ والأمــورُ تَقَلّــبُ
أبعــدكَ أستَسـقِي بَـوارقَ مُزنَـةٍ
وان جـادَ هطّـالٌ من المُزنِ هَيدَبُ
إذا ما رأيتُ البرقَ أغضيتُ دونَه
وقلـتُ إذا ما لاحَ ذا البرقُ خُلّبُ
وإن سـَنَحَت لـي فُرصةٌ لم أسامِها
وأعرضـتُ عنهـا خـوفَ مـا أترقَّبُ
تَـأدّبتُ عن حُسنِ الرجاءِ فلن أرى
أعــودُ لــه إِنّ الزمـانَ مُـؤدِّبُ
محمد بن وهيب الحميري، أبو جعفر.شاعر مطبوع مكثر، من شعراء الدولة العباسية، أصله من البصرة، عاش في بغداد وكان يتكسب بالمديح، ويتشيع، وله مراث في أهل البيت، وعهد إليه بتأديب الفتح بن خاقان، واختص بالحسن بن سهل، ومدح المأمون والمعتصم، وكن تياهاً شديد الزهاء بنفسه، عاصر دعبلا الخزاعي وأبا تمام.