
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ودائعُ أســرارٍ طوَتهــا السـرائرُ
وبــاحَت بمكتُومــاتِهنَ النــواظِرُ
ملكــتَ بهـا طـي الضـميرِ وتحتَـه
شـَبَا لوعـةٍ غضـَبُ الغِراريـنِ باتِرُ
فــأعجَم عنهـا نـاطقٌ وهـو معـرِبٌ
وأعربـت العجـم الجفـونُ العَواطرُ
ألـم تغذني السَراءُ في ريقِ الهوى
غريـراً بمـا تجنـي علـيَ الدوائرَ
تُســالمني الأيــامُ فـي عُنفـوانهِ
ويكلـؤني طـرفٌ مـن الـدهرِ نـاظرُ
إلى الحَسَنِ الباني العُلا يَمَّمت بنا
عَوالي المُنى حيثُ الحَيَا المتظاهرُ
إلـى الأمـلِ المبسـُوطِ والأجَلِ الذي
بأعـدائه تكبُـو الجـدُودُ العواثِرُ
ومَـن أنبعـت عيـنَ المكـارمِ كفُّـه
يقـومُ مَقـامَ القَطـرِ والروضُ داثِرُ
تَعَصـَّبَ تـاجَ الملـكِ فـي عُنفُـوانهِ
وأطـت بـه عَصـرَ الشـبابِ المنابرُ
تُعَظِمُــه الأوهــامُ قبــلَ عِيــانهِ
ويَصـدُر عنـه الطَـرفُ والطرفُ حاسِرُ
بـه تُجتَدَى النُعمى وتُستَدرَكُ المُنى
وتُسـتكمَلُ الحُسـنى وتُرعـى الأَواصِرُ
أَصـاتَ بنـا داعـي نَوالـكَ مُؤذنـاً
بجــــودكَ إلا أنـــه لا يُحَـــاوِرُ
قَسـَمَت صـُروفَ الـدهرِ بأسَاً ونائلاً
فمالُــكَ مُوتُــورٌ وســيفكَ واتِــرُ
ولمـا رأى اللـهُ الحلافـة قد وَهَت
دعائمُهــا واللــهُ بـالأمر خـابِرُ
بَنَــى بـكَ أركانـاً عليـكَ محيطـةً
فــأنتَ لهـا دونَ الحـوادِثِ سـاتِرُ
وأرعـــنَ فيــهِ للســوابغ جُنَّــةٌ
وســَقفَ ســَماءٍ أنشـأتهُ الحَـوافرُ
لهــا فَلَــكٌ فيــه الاسـِنَةُ أنجـمٌ
ونقــعُ المنايـا مسـتيطرٌ وثـائرُ
أجـزتَ قَضـاءَ الموتِ في مُهجِ العِدا
ضُحىً فاستباحَتها المَنايا الغَوادرُ
لـك اللحظـاتُ الكـالِئاتُ قَواصـِداً
بِنُعمــى وبالبأسـَاء وهـو شـَوازِرُ
ولـو لـم تَكُـن إلا بنفسـِكَ فـاخِراً
لمـا انتَسـَبَت إلا اليـك المَفـاخِرُ
محمد بن وهيب الحميري، أبو جعفر.شاعر مطبوع مكثر، من شعراء الدولة العباسية، أصله من البصرة، عاش في بغداد وكان يتكسب بالمديح، ويتشيع، وله مراث في أهل البيت، وعهد إليه بتأديب الفتح بن خاقان، واختص بالحسن بن سهل، ومدح المأمون والمعتصم، وكن تياهاً شديد الزهاء بنفسه، عاصر دعبلا الخزاعي وأبا تمام.