
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
العُـذرُ إن أنصـفتَ مُتّضـِحُ
وشـهيُد حبِّـكَ أدمـعٌ سـُفُحُ
فَضـَحَت ضـميَرك عن ودائعهِ
إن الجفـونَ نواطـقٌ فُصـُحُ
واذا تكلمـتِ العيونُ على
إعجامِهـا فالسـرُّ مُفتضـِحُ
رُبَمـا أبيـتُ معانقي قمرٌ
للحُسـنِ فيـهِ مخايـلٌ تَضِحُ
نَشـَرَ الجمالُ على محاسنه
بـدعا وأذهـبَ همَّه الفَرحُ
يختال في حُلَلِ الشبابِ به
مَــرحٌ وداؤك انــه مَـرِحُ
مـا زالَ يُلثِمُنـي مراشفُه
ويعُلُّنـي الأبريـقُ والقَدَحُ
حتّـى استردَ الليلُ خِلعتَه
ونشــا خلاَ ســوادِه وَضـَحُ
وبـدا الصـباحُ كأنَّ غُرَّتَه
وجـهُ الخليفةِ حينَ يُمتَدَحُ
نَشَرت بكَ الدنيا محاسِنَها
وتَزَيّنَـت بصـفاتِكَ المِـدَحُ
وكأنَّ ما قَد غابَ عنكض له
بـإزاءِ طرفِـكَ عارِضاً شَبَحُ
واذا سـَلِمتَ فكـلُّ حادثـةٍ
جَلَــلٌ فلا بُــؤسٌ ولا تَـرَحُ
محمد بن وهيب الحميري، أبو جعفر.شاعر مطبوع مكثر، من شعراء الدولة العباسية، أصله من البصرة، عاش في بغداد وكان يتكسب بالمديح، ويتشيع، وله مراث في أهل البيت، وعهد إليه بتأديب الفتح بن خاقان، واختص بالحسن بن سهل، ومدح المأمون والمعتصم، وكن تياهاً شديد الزهاء بنفسه، عاصر دعبلا الخزاعي وأبا تمام.