
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا رَبـعُ أيـن تَـرى الأحبَّةَ يمَّمُوا
هـل أنجـدوا من بعدنا أم أَتهمُوا
نزلوا من العَين السَّوادَ وإن نَأوا
ومـن الفـؤاد مكـانَ ما انا أكتُمُ
رحَلُـوا وفـى القلبِ المُعَنَّى بعدهم
وَجــدٌ علــى مــرِّ الزَّمـانِ مُخَيَّـمُ
وسـَرَوا وقـد كتمُوا المسيرَ وإنَّما
تَســـرِى إذا جَــنَّ الظَّلامُ الأنجُــمُ
وتَعوَّضــَت بــالأُنس رُوحــي وحشــَةً
لا أوحَــشَ اللــه المنـازلَ مِنهُـمُ
لــولاهُمُ مــا قُمـتُ بيـن ديـارهم
حيــرانَ أســتَافُ الـدِّيارَ وألثِـمُ
أمنــازلَ الأحبــابِ أيـن هُـمُ وأي
نَ الصـَّبرُ مـن بعـد التَّفَـرُّقِ عنهُمُ
يـا سـاكني البلـدِ الحرامِ وإنَّما
فـي الصـدرِ مَع شحطِ المزارِ سكنتُمُ
يـا ليتنـي فـي النَّـازلين عَشـِيَّةً
بِمِنـىً وقـد جمـع الرِّفـاقَ الموسِمُ
فــأفوزَ إن غَفَـلَ الرَّقيـبُ بنَظـرَةٍ
منكـم إذا لبَّـى الحجيـجُ وأحرمُوا
إنّــي لأذكركــم إذا مــا اشـرقَت
شــمسُ الضـّحى مـن نحـوكم فأسـلِّمُ
لا تبعثُـوا لـي فـي النّسـيم تحيّةً
إنِّــي أغـارُ مـن النّسـيم عليكـمُ
إنّـي امـرؤٌ قـد بِعـتُ حـظِّ راضـِياً
مــن هــذه الـدنيا بحظِّـى منكـمُ
فســــلَوتُ إلا عنكــــمُ وقنعـــتُ
إِلاّ منكـــمُ وزهـــدتُ إِلاَّ فيكـــمُ
ورأيــتُ كــلَّ العــالمين بمُقلَـةٍ
لـو ينظُـرُ الحسـادُ ما نَظَرَت عَمُوا
مـا كـان بعـد أخـي الذي فَارقتُهُ
ليبــوحَ إلا بالشــكايةِ لــي فـمُ
هــو ذاك لــم يَملــك عُلاهُ مالِـكٌ
كلاَّ ولا وجــــدي عليـــه مُتَيَّـــمُ
أقـــوَت مغــانِيه وعُطِّــل رَبعُــهُ
ولرُبَّمــا هجــرَ العريـنَ الضـَّيغَمُ
ورَمَــت بــه الأهـوالَ هِمَّـةُ ماجـدٍ
كالســيفِ يُمضــي عزمَــهُ ويُصــَمِّمُ
يــا راحِلاً بالمجــد عنَّـا والعُلاَ
أتُــرى يكـونُ لكـم إلينـا مَقـدَمُ
يَفـديكَ قـومٌ كُنتـض واسـِطَ عِقـدِهم
مـا إن لهـم مُـذ غِبـتَ شـَملٌ يُنظَمُ
لـك فـي رِقـابِهِمُ وإن هـم أنكروا
مِنَــنٌ كــأطواق الحَمــامِ وأنعُـمُ
جهلــوا فظنُّــوا أنّ بُعـدَك مَغنَـمٌ
لمّــا رحلــتَ وإنّمــا هـو مَغـرَمُ
فلَقـد أقـرَّ العيـنَ أنّ عِـداك قـد
هلكــوا ببغِيهِــمُ وأنــت مُســَلَّمُ
لـم يعصـمِ اللهُ ابنَ معصومٍ من ال
آفــاتش واختُـرِمَ اللعيـنُ الأخـرَمُ
واعتَضــتَ بعــدهمُ بــأكرمِ معشـرٍ
بـدءوا لـك الفِعلَ الجميلَ وتَمَّمُوا
فلَعَمــرُ مَجــدِكَ إن كرُمـتَ عليهـمُ
إن الكريــمَ علـى الكِـرام مُكـرَّمُ
أقيـالُ بـأسٍ خَيرُ مَن حَملُوا القنا
ومُلــوكُ قحطــانَ الـذين هُـمُ هُـمُ
متواضــعون ولــو تــرى نـاديهمُ
مــا اسـطَعتَ مـن إجلالهـم تتكلَّـمُ
وكفــاهُمُ شــَرفاً ومجــداً أنّهــم
قـد أصـبح الـدَّاعِي المُتَـوَّجُ منهمُ
هــو بــدرُتِمٍّ فــي ســماء عُلاهـمُ
وبنــو أبيــه بنـو زُرَيـعٍ أنجُـمُ
ملـــكٌ حِمـــاهُ جنَّـــةٌ لعُفــاتِهِ
لكنّــــه للحاســــدين جَهَنّــــمُ
أثنـى عليـك بمـا مَننـتَ وأنت مِن
أوصــافِ مجـدِك يـا مليكـاً أعظـمُ
فـــاغفر لــىَ التقصــيرَ وعُــدَّهُ
مَــعَ مـا تجـودُ بـه علـىَّ وتُنعِـمُ
مَــعَ أنّنــى سـيَّرتُ فيـك شـوارداً
كالـدُّرِّ بـل أبهـى لَـدَى مَـن يَفهَمُ
تغــدو وهُــوجُ الـذَّارياتِ رواكِـدٌ
وتــبيتُ تســرى والكــواكبُ نُـوَّمُ
وإذا المــآثِرُ عُــدِّدَت فـي مشـهدٍ
فبِــذِكرها يبـدا المقـالُ ويُختَـمُ
وإذا تلا الــرَّاوون محكــمَ آيهـا
صــَلَّى عليــك السـَّامعون وسـلَّموا
وكفـى بـرأيِ إمـامِ عَصـرِك ناقضـاً
مـا أحكـمَ الأعـداءُ فيـك وأبرمُوا
الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن الزبير الغساني الأسواني، أبو محمد، الملقب بالمهذب. شاعر من أهل أسوان (بصعيد مصر) وفاته بالقاهرة، وهو أخو الرشيد الغساني (أحمد بن عليّ) قال العماد الأصبهاني: لم يكن بمصر في زمن المهذب أشعر منه، واشتغل في علوم القرآن، فصنف (تفسيراً في خمسين جزءاً)،وهو القائل:وما لي إلى ماء سوى النيل غلة ولو أنه، أستغفر الله، زمزموترجم له ابن خلكان في ترجمة اخيه القاضي الرشيد، ونقل طرفا من ترجمته من كتاب quotالسيل والذيلquot للعماد الكاتب صاحب الخريدة.وترجم له الصفدي في الوافي قال: (واختص بالصالح بن زريك، ويقال؛ إن أكثر الشعر الذي في ديوان الصالح إنما هو شعر المهذب هذا. وحصل له من مال الصالح مالٌ جمٌ. وكان القاضي عبد العزيز بن الحباب هو الذي قدمه عند الصالح، ولما مات ابن الحباب شمت به المهذب ومشى في جنازته لابساً ثياباً مذهبة، فنقص بهذا السبب واستقبح الناس فعله، ولم يعش بعده إلا شهراً واحداً.وصنف المهذب: كتاب الأنساب، وهو أكثر من عشرين مجلدة، كل مجلد عشرون كراساً. قال ياقوت: رأيت بعضه فوجدته مع تحققي بهذا العلم وبحثي عن كتبه لا مزيد عليه. وكان المهذب قد مضى رسولاً إلى اليمن عن بعض ملوك مصر، واجتهد هناك في تحصيل كتب النسب وجمع منها ما لم يجتمع عند أحد. ثم أورد مختارات من شعره.