
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــــورةٌ مــــا أراه أم ذاك حلـــمٌ
زارنـــي طيفـــه بـــوادي الفتــون
كـــدت أهــوى علــى ســناها بقلــب
ســــادرٍ فــــي ضــــلاله مجنــــون
عـــذّبتني فاســـرفت فـــي عـــذابي
وهــي أحنــى مــن الفــؤاد الحزيـن
رقــــةٌ تنـــثرُ القســـاوة نـــثرا
كشـــعاع الحنـــان عنـــد العيــون
إن هـــذي الخـــدود وهـــي زهـــور
تبعــث الرعــب فــي فــؤاد المنـون
يخنـــق الزهـــرُ عاشـــقيه بليـــلٍ
آه مـــن قســـوة الحــبيب الحنــون
كــــل شــــيء يهــــون إلا هلاكـــاً
يتلقــــاه عاشــــق مــــن خـــدين
يــا جمــال الجمــال أقبــل وأقبـل
إن روض الصــــفاء ملــــك يمينـــي
ليلـــة العيــد ليلــة لــك فيهــا
عنـــد قلـــبي طــوائفٌ مــن ديــون
قبلاتٌ تســـــقيك نــــاراً ونــــوراً
ثـــم تفـــديك بـــالنفيس الثميــن
آه مــن ليلــة علــى البحــر هـانت
عنـــد أقـــدامها كبــار الليــالي
نســـهر الليــل بيــن رعــد وبــرق
إن مهــر الحــبيب فــي الحـب غـالي
كــان صــدري فــداك مــن هـول ليـل
خشـــيت هـــوله رواســـي الجبـــال
إننــي قــد نجــوت والهــول يطغــي
حيــــن أنجيـــت روض ذاك الجمـــال
للنــاس عيــد ولــى عيــد وأعيــاد
إنـــي مــتى شــئت للأعيــاد صــيّاد
فــي كــل يــوم لقلـبي فـي صـبابته
بروضــة الحســن عنـد الحسـن ميعـادُ
يــا غـادرين ولـم نغـدر بهـم أبـداً
وباضـطرام غرامـي فـي الهـوى سـادوا
جرتــم علـى الصـب فـي أيـام محنتـه
ليـت الجحـودين يـوم الجحد قد بادوا
خلعــت حــبي علــى مـن ليـس يفهمـه
وللكريـــم علـــى الأمــوات أجــواد
كنتـم معـي يـوم أن كـان الزمان معي
واليــوم أنتــم مـع الأعـداء أجنـاد
لا تجهلـــوا أن لــي حظّــا ســتعرفهُ
بعـــد الأحـــايين غـــزلانٌ وآســـاد
لـو شـئت لا شـئت كـان الغدر طوع يدي
بغـــادرين لهــم فــي الغــدر ميلاد
إنـــي أزلـــزل أكبـــادي لأذكركــم
إن كـان لـي بعـد ذاك الغـدر أكبـاد
لا تــذكروا كيــف كنــا تلــك آونـةٌ
جهلـــت فيهـــا وللأقـــدار أرصــاد
لا تـذكروا البحـر نمضـي فـي غـواربه
والبحـــر يطغيــه إرغــاءٌ وإزبــاد
لا تـذكروا الليلـة الأولـى وقـد عريَت
عنــــد التعـــانق أرواح وأجســـاد
لا تـــذكروها فــإني لســت أذكرهــا
مضــت علــى عصــفها بــالقلب آمـاد
رأيتــك رأي القلــب والعيــد يقبـل
وأنــت بنــور الـروح والقلـب تقبـل
تســائلني عمــا أريــد عفـا الهـوى
عفــا عنــك يـا روحـا يجـود فيبخـل
إذا برقـــت عينـــاك كـــاد مــتيّم
مـن الـبرق فـي عينيـك بالسـحر يقتل
وإن لمعــت تلــك الخــدود رأيتنــي
علــى غيــر وعــي بــالأزاهير أخبـل
معاصــم مــن مــاء الشــباب رويــة
وجيــدٌ كجيــد الظـبي بـل هـو أجمـل
وصــوت رخيــم اللحــن فــي نـبراته
أغاريــد يهـديها إلـى القلـب بلبـل
تبــارك مــن ســوّاك روحــا لطيفــة
لهــا كــل قلـب يعبـد الحسـن منـزل
أضـــلل قلـــبي فــي هــواك لعلــه
إذا كثُــر التضـليل فـي الحـب يجهـل
يســـائلني قلـــبي وأنـــت غريمــه
غريـم عـن الجـانبين فـي الحـب يسأل
عــن اللَــه وهـو اللَـه أكتـم لوعـةً
بهــا كــلّ يـوم فـي حيـاتي أزلـزل
أســـاورُ أحلامـــي عســاني أروضــها
علــى غفــوة تعنــو لهـا ثـمّ تـذهل
أضـــاليلُ أرويهــا لروحــي دعابــة
وهــل مثـل روحـي فـي الغـرام يضـلّل
أســيتُ لروحــي كيــف يشــقى بحبــه
ومــا كـان لـولا نضـرة الحسـن يفعـل
أأنــت الــذي بــالأمس عـاقرت روحـهُ
وروحــي مــن نــور الصــباحة ينهـل
أأنـــت لعــل الــدهر يســمح مــرةً
فيصــبح لــي فـي ذلـك الـروض مـوئل
أصــابر روحــي فــي هــواك لعلنــي
إذا عيــل صــبري فــي رحابـك أنـزل
أحـــارب آلامـــي لأنســـى صـــبابتي
وبعــض الحـروب السـود للقلـب يشـغل
أيخلـــف ميعـــادي الجمــال وإنــه
ليعــرف أن المــوت إن خــان أســهل
عواطــف ســقناها إلــى غيـر أهلهـا
فلا تعـــــذلوني إننــــي أتفضــــل
خلعــت علــى أهــل الجمـال غوايـتي
وإنـي إذا مـا شـئت فـي الحـب أبـذل
ألــوفٌ مــن الأرواح هــانت فصــنتها
وأكرمتهـــا إنـــي أقـــول وافعــل
إذا ضــاق جيــبٌ مــن جميــل فـإنني
اشـــقّ جيـــوبي مـــا أراد وأفضــل
إذا كــان للعشــاق فـي الحـب شـرعةٌ
فـــإني بحمــد العشــق والحــب أول
تـــأوّل أقـــوام كلامـــي وأســرفوا
علـــى وزرهـــم ذاك الكلام المــؤول
لهم أن يقولوا ما أرادوا وما اشتهوا
فشـــعري وإن مــاتوا كتــابٌ منــزّل
ليلــــةُ العيــــد أهـــذي ليلـــةٌ
أم ليــالٍ بــالجوى الغــالي فصــاح
عربـــد الصـــفو علـــى أمواجهـــا
وتــــراءى فــــوق أجيــــاد الملاح
ليلــــة العيــــد أهـــذي ليلـــة
إنهـــا ليـــل إلـــى غيــر صــباح
قـــد ســقيناها فلــم تعــرف هــدى
نشــــوة الأيــــام راح بعــــد راح
وإذا رحـــــت علـــــى أنغامهــــا
ذهـــب الهـــمّ بعيـــداً ثــم طــاح
ســــكر الشــــعر فغنّــــى وشـــدا
وبأســـرار الهــوى المكنــون بــاح
مـــا لقلـــب غيـــر قلــبي نشــوةٌ
إنـــه يســـكر بالمـــاء القـــراح
الرحيــقُ الصــرف فــي روحــي وفــي
خـــاطري والســـكر بــالروح مبــاح
لا تســـلني عـــن تباريـــح الهــوى
إنهــا فــي القلــب والــروح جـراح
آه مــــن قلــــب تعـــالت نـــاره
فاشــتوى المضــمور منــه ثــم فـاح
كــــان ظنــــي والأمــــاني ضـــلّة
أن حـــــبى للمليحـــــات مــــزاح
إن يكـــن حـــبي مزاحــاً فاســألوا
عــن غريــب السـر فـي هـذا المـزاح
زكي بن عبد السلام بن مبارك.أديب، من كبار الكتاب المعاصرين، امتاز بأسلوب خاص في كثير مما كتب، وله شعر، في بعضه جودة وتجديد، ولد في قرية (سنتريس) بمنوفية مصر، وتعلم في الأزهر، وأحرز لقب (دكتور) في الآداب، من الجامعة المصرية، واطلع على الأدب الفرنسي في فرنسة، واشتغل بالتدريس بمصر، وانتدب للعمل مدرساً في بغداد، وعاد إلى مصر، فعين مفتشاً بوزارة المعارف، ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة، وكان في أعوامه الأخيرة يوالي نشر فصول من مذكراته وذكرياته في فنون من الأدب والتاريخ الحديث تحت عنوان (الحديث ذو شجون)، وأصيب بصدمة من (عربة خيل) أدت الى ارتجاج في مخه فلم يعش غير ساعات، وكانت وفاته في القاهرة، ودفن في سنتريس.له نحو ثلاثين كتاباً، منها (النثر الفني في القرن الرابع- ط)، و(البدائع- ط) مقالات في الأدب والإصلاح، و(حب ابن أبي ربيعة وشعره- ط).وورد اسمه على بعض كتبه (محمد زكي مبارك).