
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســلامٌ علــى مــن لا أســمّيه إننــي
سـأطوى اسـمه عنـي إلـى آخـر الدهر
ســــلامٌ أؤدّيـــه وفـــاء لـــذاهب
كمـا أضـعُ الزهـر النضير على القبر
أأنــت تجــافى أنــت تلــك فجيعـةٌ
تفـوق الـذي ضـيّعتُ في الحب من عمري
ســـنون تقضـــّت لاعبـــات كأنهـــا
مـرائى المنـى بيـن المدامة والزهر
أأنــت تجـافى آه مـن وقـدة الجـوى
تشـبّ علـى الهجـران جمـرا إلـى جمر
سأصــبرُ لكــن كيــف مـا كـل لوعـة
يهوّنهــا الصــب المعــذب بالصــبر
أنحــن تخاصــمنا لحـا اللَـه فتنـة
تـأنّق فيهـا الـدهر مـن حيث لا ندري
أحــاول نســيان الـذي كـان بيننـا
فينقلـب النسـيان ضـرباً مـن الـذكر
إذا زار طيـــف اســكندرية خــاطري
تــذكرت مـا بينـي وبينـك مـن أمـر
تصــرّم ذاك الصــيف لـم يجـن صـبوة
علــى شــاطىء أمـواجه عقـد السـحر
جفـــاؤك رمـــل اســكندرية ردّنــي
إلى الزهد في سحر العيون وفي الشعر
حلـــوانكم تقصـــيك عنـــي لأننــي
أقيــم بــدار دونهــا ثبـجُ البحـر
ليـالي الهـوى كـانت تقـودك طائعـاً
إلـى الـدار فـي مصـر الجديدة للأسر
ليـالي الهـوى كـانت وكـانت فليتها
علــى غولهــا ظلّـت جميعـا بلا فجـر
مضــى العيـد لـم أعرفـه إلا روايـة
عـن النـاس ما عيدي وشكواي في صدري
أيجمــل عيــد أنــت فيــه مخاصـمي
مخاصــمة العيــن الكحيلــة للبـدر
أحبّــك غشــفاقاً عليــك فــإن تخـن
فقلـبي إذا مـا شـئت أقسى من الصخر
إذا أنـت لـم تعـرف جمـال الذي مضى
مـن الوصـل فاحذر ما ستنكر من هجري
سـتلقى البـواقي مـن لياليك باكياً
وحيـداً إذا مـا غـاب طيفـك عن فكري
صــحوت وبعــض الصـحو مـوت فليتنـي
ختمــت حيــاتي فـي غرامـك بالسـكر
صـحا القلـب أيـن القلـب إني لخائفٌ
فلـم يبـق لـي قلـب يـدبّر لـي أمري
صـحونا معـا فـاذهب إلـى غيـر رجعةٍ
وإن شـئت فـارجع آمل الروح في غفري
جمــوح صــباك الغــض أمــرٌ حمـدتُه
وإن كـان فـي مـرآه فنّـا مـن النكر
أنحـــن صــحونا لا تصــدق فبيننــا
مواثيـق صـغناها مـن الختـل والغدر
مضــيت شــمالاً هــل ســتعرف أننــي
سأمضــى يمينــاً كـي أضـمك بـالقهر
يمينـي يميـن الفتـك فاخضـع وخلّنـي
أؤدبــك يــا روحـا يجـور ولا يـدري
تــراود أطيــافٌ مـن الحسـن خـاطري
لتحتــل مـا ملّكـت وحـدك مـن صـدري
وإنــي لأخشــى أن يفـوزوا ويظفـروا
إذا دام هـذا الظلـم بالصـد والهجر
تعـال احـم قلـبي مـن جيـوش مغيـرةٍ
مدرّعــة بالحســن واللطــف والسـحر
تعــال أغثنــي أو فـدعني لكـي أرى
عـواقب مـا يرتـاده الحـب مـن أمري
أباطيــل يزجيهــا خيــالي دعابــةٌ
لروحـي كمـا يلقى الهشيم على الجمر
وهــزل الهــوى جــدّ صـراح فلا تكـن
بهزلــك معوانــاً علــيّ مـع الـدهر
أأســهر وحـدي دامـي القلـب ثـائراً
وأنــت مـن الإدلال بالحسـن فـي سـكر
نعــم هــذه الـدنيا وهـذا صـنيعها
وقلبــك كالـدنيا مصـوغ مـن الغـدر
ألــم تــر أنــي كلمـا زرت داركـم
خلعــت عليهــا حلـة النظـر الشـزر
تــوقعت مـا صـرنا إليـه ومـن يجـد
كوجــدي بكـم ترفـع لـه سـدف السـر
أراني الهوى ما لا يرى الناس والهوى
يـروض مريـديه علـى الفقـه في الشر
كفــرتُ بهــذا الخلـق كفـراً مؤبّـداً
وهـل أبصـرَ الإيمـان أجمـل مـن كفري
زكي بن عبد السلام بن مبارك.أديب، من كبار الكتاب المعاصرين، امتاز بأسلوب خاص في كثير مما كتب، وله شعر، في بعضه جودة وتجديد، ولد في قرية (سنتريس) بمنوفية مصر، وتعلم في الأزهر، وأحرز لقب (دكتور) في الآداب، من الجامعة المصرية، واطلع على الأدب الفرنسي في فرنسة، واشتغل بالتدريس بمصر، وانتدب للعمل مدرساً في بغداد، وعاد إلى مصر، فعين مفتشاً بوزارة المعارف، ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة، وكان في أعوامه الأخيرة يوالي نشر فصول من مذكراته وذكرياته في فنون من الأدب والتاريخ الحديث تحت عنوان (الحديث ذو شجون)، وأصيب بصدمة من (عربة خيل) أدت الى ارتجاج في مخه فلم يعش غير ساعات، وكانت وفاته في القاهرة، ودفن في سنتريس.له نحو ثلاثين كتاباً، منها (النثر الفني في القرن الرابع- ط)، و(البدائع- ط) مقالات في الأدب والإصلاح، و(حب ابن أبي ربيعة وشعره- ط).وورد اسمه على بعض كتبه (محمد زكي مبارك).