
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا نجـوم الفنون والدهر ليلٌ
ليـس يهـدى بغيـر نور الفنون
إننــي أحمــل السـلام إليكـم
مــن زمـانٍ بكـم شـحيحٍ ضـنين
مـا رأت مصـر قبلكـم من نجوم
مشــرقاتٍ كــاللؤلؤ المكنـون
ترسـل النـور كالحقيقـة صرفاً
لتبيـد الظنـون بعـد الظنـون
يفتـن الفـنّ أهلـه حيـن يمسى
بســناه شــرارةً مــن فتــون
فــاجعلوه بعقلكــم ونهــاكم
غايـة الـروح مـن عفـافٍ ودين
يـا حـوارِيّ في المعاني وحزنى
وجنــودي فيمـا تـثير شـجوني
لسـت أنسـى وكيـف أنسى زمانا
هـو فـي الدهر غرةٌ في الجبين
نبـدأ الـدرس والأصـائل تصـغى
عن شمالي ما شئت أو عن يميني
أرسـل السـحر من بياني إليكم
فـاق سـحر البيان سحر العيون
يـا شـبابا مـا خاب ظني فيهم
أتخفــوني بفنكــم أتحفــوني
نشــأ الفـن عنـدنا فـابعثوهُ
بعثـة الزهر في أعالي الحزون
مـا شدا قبلنا على الدهر شاد
بنشــيد مــن لوعــة وحنيــن
مـا سطا قبلنا على الدهر ساطٍ
يعطـم الـدهر فاتكـات المنون
أعصـرٌ قـد مضـت وأنتـم بعصـر
ســـادر فــي ضــلاله مجنــون
لا تلاقـــوه بــالتلطف منكــم
إن حــظ اللطـاف حـظ الغـبين
مـــا لحــرّ إذا تلطّــف حــظ
فــي زمـان مجـرح العـدل دون
كـل مـن عـاش بـالتلطف يمسـى
وهـو فـي كربة الجريح الطعين
أيـن مـن ينفـع الوفاء لديهم
ارشــدوني إليهمــو أرشـدوني
قـد خـبرتُ الأنـام خمسين عاماً
أيـن مـا قـد غنمـت بالخمسين
إن عمــري الـذي اضـعت رهيـنٌ
لبلادي أكــرم بــه مـن رهيـن
يـا وزيـر الشؤون والوعد دينٌ
كـن لهـذي الفنـون خيـر معين
إقترحنــا عليــك إنشـاء دار
يلتقـى عنـدها رجـال الفنـون
فـأجبت الرجـاء لطفـا وظرفـا
صـانك الفـن يـا وزير الشؤون
يـا وزيـر الشـؤون إنـي لأرجو
أن نـرى الـدار في سنا تشرين
معــرضٌ للكتــاب قــد نظّمـوه
فــوق دار تضــاء بالياسـمين
قلـت أمضـى إليه كالبرق وثبا
وكتــابي إلــى العلا بيمينـي
كتــبٌ صــغتها بروحـي وعقلـى
قـد أنـافت نوراً على الأربعين
جمعتهــا السـنون مـن عبقـريّ
بـات يشـكو مـن كربه بالسنين
إن غفـا فالكتـاب حلـم كـراهُ
أو صـحا فالكتـاب خيـر خـدين
عـالمٌ مـا لـه على الدهر مثلٌ
حيـن يمضـى إلى اجتلاء اليقين
شــاعرٌ يســمع الزمـان غنـاءٌ
هــو بــاللطف سـلوةٌ للحزيـن
عــاب قــومٌ علـيّ أنـي فخـورٌ
أجـد النـاس في الفضائل دوني
فليجيـدوا كمـا أجيـد ليسموا
إن أطـاقوا الـذي يطيق وتيني
إننــي فــاخرٌ بنفســي لأنــي
فـي زمـانٍ مـا لي به من قرين
زكي بن عبد السلام بن مبارك.أديب، من كبار الكتاب المعاصرين، امتاز بأسلوب خاص في كثير مما كتب، وله شعر، في بعضه جودة وتجديد، ولد في قرية (سنتريس) بمنوفية مصر، وتعلم في الأزهر، وأحرز لقب (دكتور) في الآداب، من الجامعة المصرية، واطلع على الأدب الفرنسي في فرنسة، واشتغل بالتدريس بمصر، وانتدب للعمل مدرساً في بغداد، وعاد إلى مصر، فعين مفتشاً بوزارة المعارف، ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة، وكان في أعوامه الأخيرة يوالي نشر فصول من مذكراته وذكرياته في فنون من الأدب والتاريخ الحديث تحت عنوان (الحديث ذو شجون)، وأصيب بصدمة من (عربة خيل) أدت الى ارتجاج في مخه فلم يعش غير ساعات، وكانت وفاته في القاهرة، ودفن في سنتريس.له نحو ثلاثين كتاباً، منها (النثر الفني في القرن الرابع- ط)، و(البدائع- ط) مقالات في الأدب والإصلاح، و(حب ابن أبي ربيعة وشعره- ط).وورد اسمه على بعض كتبه (محمد زكي مبارك).