
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنـــت الــذي علّمتنــي
يــا سـيدي بـرّ الصـديق
وتركتنـــي فــي فتيــةٍ
مــا فيهمــو بـرٌّ رفيـق
لــم ألـق بعـدك منهمـو
إلا الجفــاء أو العقـوق
حــتى كــأني لــم أبـت
منهــم علـى عهـد وثيـق
وكــأنهم لــم يبصــروا
فـي خلّـتي الحـر الصدوق
فنَسـوا هـواي ولـم يَفـق
مـن ودّهـم قلـبى المشوق
ونســوا طريــف حـديثنا
عنـد الصـبوح أو الغبوق
ليـت الهـوى مـا قـادني
يومـاً إلـى ذاك الطريـق
أو ليتنــي لــم أنخـدع
جهلاً بهاتيـــك الــبروق
بــل ليتنـي بعـد الـذي
عـانيتُ مـن صـحبى أفيـق
مـــولايَ لــو أبصــرتني
لفزعـت مـن دمعي الطليق
وشــجاك جســمى نــاحلاً
وكــأنه الطيـف الطـروق
أشـــكو إليــك وإنمــا
يشكو المضيم إلى الشفيق
فــارحم فــديتك مهجــةً
أودى بهـا الحزن العميق
حــزنٌ يقطّـع فـي الحشـا
فكــأنه غــدر الصــديق
يـا ويـح قلـبي لـم يزل
يهفـو بـه الروح الخفوق
وتقــوده الــذكرى إلـى
عهـد الهوى الغض الرفيق
أيـام نمـرح فـي الصـبا
فـي ذلـك العيـش الأنيـق
أيـام نسـقى فـي الهـوى
والـود كأسـاً مـن رحيـق
تلـك الليـالي لـم تـدَع
مـن بعـدها حسـناً يـروق
كلّا ولا خلّـــــت لنــــا
إلا الزفيــر أو الشـهيق
زكي بن عبد السلام بن مبارك.أديب، من كبار الكتاب المعاصرين، امتاز بأسلوب خاص في كثير مما كتب، وله شعر، في بعضه جودة وتجديد، ولد في قرية (سنتريس) بمنوفية مصر، وتعلم في الأزهر، وأحرز لقب (دكتور) في الآداب، من الجامعة المصرية، واطلع على الأدب الفرنسي في فرنسة، واشتغل بالتدريس بمصر، وانتدب للعمل مدرساً في بغداد، وعاد إلى مصر، فعين مفتشاً بوزارة المعارف، ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة، وكان في أعوامه الأخيرة يوالي نشر فصول من مذكراته وذكرياته في فنون من الأدب والتاريخ الحديث تحت عنوان (الحديث ذو شجون)، وأصيب بصدمة من (عربة خيل) أدت الى ارتجاج في مخه فلم يعش غير ساعات، وكانت وفاته في القاهرة، ودفن في سنتريس.له نحو ثلاثين كتاباً، منها (النثر الفني في القرن الرابع- ط)، و(البدائع- ط) مقالات في الأدب والإصلاح، و(حب ابن أبي ربيعة وشعره- ط).وورد اسمه على بعض كتبه (محمد زكي مبارك).