
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـا شـادي وأنـت فـتىً طروبٌ
أسـيرُ العيـنِ فـي قلـبٍ طليق
تــذكّرني وهـل أنسـيتُ يومـاً
جمـال اسـكندريّة يـا صـديقي
وكيـف وفـوقض شاطئها المندى
يحـومُ القلـبُ موصـول الخفوق
رعــاه الحـبّ مـن شـطّ جميـل
خفيــف الـروح مصـقول أنيـق
بهــيّ الرمـل تحسـبه سـجوفاً
مطـــرزةً بحبّـــاتِ العقيــق
أطــوف بـه فيغلبنـي خشـوعي
كـأني طفـتُ بـالبيت العـتيق
أيـا حـرمَ الظباء أنرتَ روحي
بمشـكاةٍ مـن الحسـن الرفيـق
يـراك الأكمهـون حمـىً مباحـا
يــذكرّهم بأســواق الرقيــق
ولـو كشـفت غشـاوتهم لقالوا
صبايا الخلد تسبح في الرحيق
رجَعـتُ إلى الشواطىء بعد شهر
أشـقّ إلـى الملاح بهـا طريقي
فـألفيت الخريـف جنـى عليها
جنـايتهُ علـى الـدوح الوريق
وعــدت مــروّعَ الأحلام أشــكو
ولمّــا أصـحُ صـرعات المفيـق
زكي بن عبد السلام بن مبارك.أديب، من كبار الكتاب المعاصرين، امتاز بأسلوب خاص في كثير مما كتب، وله شعر، في بعضه جودة وتجديد، ولد في قرية (سنتريس) بمنوفية مصر، وتعلم في الأزهر، وأحرز لقب (دكتور) في الآداب، من الجامعة المصرية، واطلع على الأدب الفرنسي في فرنسة، واشتغل بالتدريس بمصر، وانتدب للعمل مدرساً في بغداد، وعاد إلى مصر، فعين مفتشاً بوزارة المعارف، ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة، وكان في أعوامه الأخيرة يوالي نشر فصول من مذكراته وذكرياته في فنون من الأدب والتاريخ الحديث تحت عنوان (الحديث ذو شجون)، وأصيب بصدمة من (عربة خيل) أدت الى ارتجاج في مخه فلم يعش غير ساعات، وكانت وفاته في القاهرة، ودفن في سنتريس.له نحو ثلاثين كتاباً، منها (النثر الفني في القرن الرابع- ط)، و(البدائع- ط) مقالات في الأدب والإصلاح، و(حب ابن أبي ربيعة وشعره- ط).وورد اسمه على بعض كتبه (محمد زكي مبارك).