
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كنـت فـي بـاريس أشـكو وحـدتي
كنــت فـي بغـداد أشـكو زمنـي
وأنــا اليــوم أعــاني غربـةً
مــرّة اشــقى بهــا فـي وطنـي
أغريـــبٌ أنـــا والســيفُ إذا
طلــبَ النجــدة نــادى قلمــي
أغريـــب أنـــا والــوحي إذا
غـــابت الأرواح نــاجى ألمــي
فـي ريـاض المجـد والوجد أصول
بـاليراع العضب والشعر الجميل
كـل مـا قلـت هـو الرأي الأصيل
مـا لمـن رام سـباقي مـن سبيل
قلـــمٌ مـــاضٍ وشـــعرٌ يعــزفُ
وفـــؤادٌ بالمعـــاني ينطـــف
أنــا إن شــئت ضــميرٌ حــاكمٌ
أنــا إن رمــت حســام مرهــفٌ
غنّـت الـدنيا بشـعرى والوجـود
فنجـا الغـافون من اسر الهجود
أيهـا الشـادون في روض الخلود
أسـجدوا للشـعر قـد حقّ السجود
يــا ليـل يـا ليلـى يـا ليـل
إنــــي افتضــــحت افتضـــحتُ
وبالتصـــــــابى عرفـــــــتُ
يــا ليـل يـا ليلـى يـا ليـل
فــــي كــــل قطـــر عشـــقتُ
مـــــن كـــــل روض قطفــــت
يــا ليـل يـا ليلـى يـا ليـل
معــــــــذّب بالجمــــــــال
مــــــــؤرّقٌ بالخيــــــــال
والعشـــق فـــي كـــل حـــال
هـــــــو الحــــــرام الحلال
يــا ليـل يـا ليلـى يـا ليـل
يــــــــا ربّ الربيــــــــع
يـــــذكى غــــرام غرامــــي
والوجــــد بيــــن الضـــلوع
يـــــذكى هيــــام هيــــامي
يــا ليـل يـا ليلـى يـا ليـل
فـــي ليلـــة الأمـــس همـــتُ
ومـــــن دمـــــوعي شــــربتُ
لا تســــألوا كيــــف كنــــتُ
إنـــــى بـــــدمعي شــــرقتُ
يــا ليـل يـا ليلـى يـا ليـل
جسـمٌ من النور قد صيغت محاسنهُ
كمـا تصـاغ مـن الأمـواج نيرانُ
غنّـى بشـعرى فأشـجاني وأطربني
وللظبـــاء أغاريــدٌ وألحــان
أخفـى عليـه غرامي والهيام به
شــريعة الحـب إسـرارٌ وكتمـان
مــا كـان تقـبيله إلا مداعبـةٌ
قـد قلت هذا وبعض القول بهتان
قبّلتــهُ فتمشــت فــي جـوانحه
من قبلة العاشق الصوال أشجاني
غـداً أعيـد الذي أسلفت من قبل
بهـا يجـود مريـدُ الروح شيطان
يــا ليـل يـا ليلـى يـا ليـل
زكي بن عبد السلام بن مبارك.أديب، من كبار الكتاب المعاصرين، امتاز بأسلوب خاص في كثير مما كتب، وله شعر، في بعضه جودة وتجديد، ولد في قرية (سنتريس) بمنوفية مصر، وتعلم في الأزهر، وأحرز لقب (دكتور) في الآداب، من الجامعة المصرية، واطلع على الأدب الفرنسي في فرنسة، واشتغل بالتدريس بمصر، وانتدب للعمل مدرساً في بغداد، وعاد إلى مصر، فعين مفتشاً بوزارة المعارف، ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة، وكان في أعوامه الأخيرة يوالي نشر فصول من مذكراته وذكرياته في فنون من الأدب والتاريخ الحديث تحت عنوان (الحديث ذو شجون)، وأصيب بصدمة من (عربة خيل) أدت الى ارتجاج في مخه فلم يعش غير ساعات، وكانت وفاته في القاهرة، ودفن في سنتريس.له نحو ثلاثين كتاباً، منها (النثر الفني في القرن الرابع- ط)، و(البدائع- ط) مقالات في الأدب والإصلاح، و(حب ابن أبي ربيعة وشعره- ط).وورد اسمه على بعض كتبه (محمد زكي مبارك).