
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذا الْمَـرْءُ لَمْ يَحْتَلْ وَقَدْ جَدَّ جَدُّهُ
أَضـاعَ وَقاسـَى أَمْـرَهُ وَهْـوَ مُـدْبِرُ
وَلكِنْ أَخُو الْحَزْمِ الَّذي لَيْسَ نازِلاً
بِـهِ الْأَمْـرُ إِلّا وَهْـوَ لِلْأَمْـرِ مُبْصـِرُ
فَـذاكَ قَرِيـعُ الـدَّهْرِ ما عاشَ حُوَّلٌ
إِذا سـُدَّ مِنْـهُ مِنْخَـرٌ جـاشَ مِنْخَـرُ
فَإِنَّـكَ لَـوْ قاسـَيْتَ بِاللِّصْبِ حِيلَتي
بِلِحْيَـانَ لَمْ يَقْصُرْ بِكَ الدَّهْرَ مَقْصَرُ
أَقُـولُ لِلَحْيـانٍ وَقَـدْ صـَفِرَتْ لَهُـمْ
عِيـابي وَيَـوْمي ضـَيِّقُ الْحِجْرِ مُعْوِرُ
لَكُــمْ خَصــْلَةٌ إِمّـا فِـداءٌ وَمِنَّـةٌ
وَإِمّـا دَمٌ وَالْقَتْـلُ بِـالْمَرْءِ أَجْدَرُ
وَأُخْـرَى أُصادي النَّفْسَ عَنْها وَإِنَّها
لَخُطَّــةُ حَــزْمٍ إِنْ فَعَلْــتُ وَمَصـْدَرُ
فَرَشـْتُ لَهـا صـَدْري فَزَلَّ عَنِ الصَّفا
بِــهِ جُؤْجُــؤٌ عَبْــلٌ وَمَتْـنٌ مُخَصـَّرُ
فَخـالَطَ سَهْلَ الْأَرْضِ لَمْ يَكْدَحِ الصَّفا
بِـهِ كَدْحَـةٌ وَالْمَـوْتُ خَزْيـانُ يَنْظُرُ
فَـأُبْتُ إِلـى فَهْـمٍ وَمـا كِدْتُ آيِباً
وَكَـمْ مِثْلِهـا فارَقْتُهـا وَهْيَ تَصْفِرُ
تَأَبَّطَ شَرّاً هُوَ ثابِتٌ بْنُ جابِرِ بْنِ سُفْيانَ الفَهْمِيّ، مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ وَالعَدّائِينَ، وَمِنْ فُتّاكِ العَرَبِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَكانَ مِنْ أَغْرِبَةِ العَرَبِ لِأَنَّ أُمَّهُ أَمَةٌ سَوْداءُ، لُقِّبَ بتَأَبَّطَ شَرّاً لِأَنَّهُ تَأَبَّطَ سَيْفاً وَخَرَجَ، فَقِيلَ لِأُمِّهِ أَيْنَ هُوَ؟ فَقالَتْ: تَأَبَّطَ شَرّاً وَخَرَجَ، لَهُ قِصَصٌ وَأَخْبارٌ كَثِيرَةٌ عَنْ مُغامَراتِهِ وَحَياةِ الصَّعْلَكَةِ الَّتِي عاشَها، ماتَ مَقْتُولاً فِي بِلادِ هُذَيْلٍ نَحْوَ سَنَةِ 80ق.ه، وَأُلْقِيَ فِي غارٍ يُقالُ لَهُ رَخْمانَ فَوُجِدَتْ جُثَّتُهُ فِيهِ بَعْدَ مَقْتَلِهِ.