
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَقــالُوا لَهـا لَا تَنْكِحِيـهِ فَـإِنَّهُ
لِأَوَّلِ نَصـــْلٍ أَنْ يُلاقِـــيَ مَجْمَعــا
فَلَـمْ تَـرَ مِـنْ رَأْيٍ فَـتيلاً وَحاذَرَتْ
تَأَيُّمَهـا مِـنْ لابِـسِ اللَّيْـلِ أَرْوَعا
قَليـلُ غِـرارِ النَّـوْمِ أَكْبَـرُ هَمِّـهِ
دَمُ الثَّـأْرِ أَو يَلْقَـى كَمِيّاً مُقَنَّعا
يُماصـــِعُهُ كُـــلٌّ يُشــَجِّعُ قَــوْمُهُ
وَمـا ضـَرْبُهُ هـامَ الْعِـدى لِيُشَجَّعا
قَليــلُ ادِّخـارِ الـزّادِ إِلَّا تَعِلَّـةً
وَقَـدْ نَشَزَ الشُّرْسُوفُ وَالْتَصَقَ المِعى
يَـبيتُ بِمَغْنـى الْـوَحْشِ حَتّى أَلِفْنَهُ
وَيُصـْبِحُ لا يَحْمي لَها الدَّهْرَ مَرْتَعا
عَلَـى غِـرَّةٍ أَو جَهْلَـةٍ مِـنْ مُكـانِسٍ
أَطـالَ نِـزالَ الْمَـوْتِ حَتّى تَسَعْسَعا
رَأَيْــنَ فَـتىً لا صـَيدُ وَحْـشٍ يُهِمُّـهُ
فَلَـوْ صـافَحَتْ إِنْسـاً لَصافَحْنَهُ مَعا
وَلَكِــنَّ أَرْبــابَ الْمَخـاضِ يَشـُفُّهُمْ
إِذا اقْتَفَـرُوهُ واحِـداً أَو مُشـَيَّعا
وَكَيْفَ أَظُنُّ الْمَوْتَ في الْحَيِّ أَو أَرى
أَلَــذُّ وَأَكْــرى أَو أَبِيـتُ مُقَنَّعـا
وَلَسـْتُ أَبِيـتُ الـدَّهْرَ إِلَّا عَلَى فَتىً
أُسـَلِّبُهُ أَو أَذْعَـرُ السـِّرْبَ أَجْمَعـا
وَإِنّــي وَلا عِلْــمٌ لَأَعْلَــمُ أَنَّنــي
سـَأَلْقَى سـِنانَ الْمَوْتِ يَبْرُقُ أَصْلَعا
وَمَـنْ يُغْـرَ بِالْأَبْطـالِ لا بُـدَّ أَنَّـهُ
سَيَلْقى بِهِمْ مِنْ مَصْرَعِ الْمَوتِ مَصرَعا
تَأَبَّطَ شَرّاً هُوَ ثابِتٌ بْنُ جابِرِ بْنِ سُفْيانَ الفَهْمِيّ، مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ وَالعَدّائِينَ، وَمِنْ فُتّاكِ العَرَبِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَكانَ مِنْ أَغْرِبَةِ العَرَبِ لِأَنَّ أُمَّهُ أَمَةٌ سَوْداءُ، لُقِّبَ بتَأَبَّطَ شَرّاً لِأَنَّهُ تَأَبَّطَ سَيْفاً وَخَرَجَ، فَقِيلَ لِأُمِّهِ أَيْنَ هُوَ؟ فَقالَتْ: تَأَبَّطَ شَرّاً وَخَرَجَ، لَهُ قِصَصٌ وَأَخْبارٌ كَثِيرَةٌ عَنْ مُغامَراتِهِ وَحَياةِ الصَّعْلَكَةِ الَّتِي عاشَها، ماتَ مَقْتُولاً فِي بِلادِ هُذَيْلٍ نَحْوَ سَنَةِ 80ق.ه، وَأُلْقِيَ فِي غارٍ يُقالُ لَهُ رَخْمانَ فَوُجِدَتْ جُثَّتُهُ فِيهِ بَعْدَ مَقْتَلِهِ.