
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تــذكّرتُ أيــامَ مـن قـد مَضـى
فهـاجَ لـي الـدمعَ سـحّاً هتونا
فــرَدَّدتُ فــي النفـس ذكراهُـمُ
ليُحــدِثَ ذلــك للقلــب لينـا
فقُلـــتُ لنَفســـي وعاتبتُهــا
وقـد أبـت النفـسُ أن تستَلينا
أتنســَينَ آثـار مـن قـد مضـى
ودهـراً تقاسـيهِ قـدما خؤونـا
وقــرع المنايــا وايقاعُهــا
وصـوتُ الصـوائح فيمـا بُلينـا
ومــا إن نــزالُ علــى حـادثٍ
يطيـرُ لـهُ القلـبُ روعا حزينا
ومـا تهـدأ النفـس حـتى أصـا
ب بـأخرى حديـدٍ تصيبُ الوتينا
وإمّــا دراكــاً علــى إثرِهـا
وقــدما تكـادُ تهـدُّ المتونـا
وفــى كــل يــوم وفـي مسـيةٍ
تكـونُ النـوائبُ بـالموتِ فينا
وإمـــا قريبــا تــراشُ بــه
وإمــا شــمالا وإمّــا يمينـا
إذا ســكن الــروع عــن ميّـتٍ
بـدهنا بـآخرَ ينعـى السـكونا
وكيــف البقـاء علـى مـا أرى
ســتوتين عمــا قليـل يقينـا
دفنـــتُ الأحبــةَ لــم آلهــا
أهيــل عليهـا ترابـا وطينـا
وكــانت تعــزُّ علــى أهلهــا
وأعـزز بها اليوم أيضا دفينا
لقــد غيّـب القـبرُ فـي لحـدهِ
وقــاراً نــبيلا وبـراً ودنيـا
وصـــحبي والأهـــلُ فــارقتهم
وكنــتُ أراهُـم رفاقـاً عزينـا
كــــأنّ تــــأوبَ أهليهــــم
حنيــنُ عشــارٍ تحـبُّ الحنينـا
وإخــوانُ صــدق لحقنــا بهـم
فقـد كنـتُ بالقرب منهم ضَنينا
وأوحشــَت الــدار مـن بعـدهم
أظَــلُّ علــى ذكرهـم مسـتكينا
أرى النــاسَ يبكــون موتـاهمُ
ومـا الحَـيُّ أبقى من الميّتينا
أليــــسَ مصـــيرهم للفنـــا
وإن عمَّـرَ القـوم أيضـا سنينا
يســاقون ســوقاً إلـى يـومهم
فهُـم فـي السياق وما يشعرونا
فـإن كنـت تبكيـنَ مـن قد مضى
فبكّـي لنفسـك فـي الهالكينـا
وبكّــي لنفســك جهــد البكـا
إذا كنـتِ تبكيـن أو تغفلينـا
فــإنّ الســبيل لكــم واحــدٌ
ســـيتّبِعُ الآخـــرُ الأولينـــا
وإن كنـــتِ بــالعيشِ مغتَــرَّةً
تمنّيـك نفسـُكِ فيهـا الظنونـا
فتــادي قبــورَكِ ثــمّ انظـري
مصـــارِعَ أهلــكِ والأقربينــا
إلـى أيـنَ صـاروا وماذا لقوا
وكـانوا كمثلك في الدور حيناً
وأيــنَ الملـوك وأهـل الحجـا
ومـن كنـت ترضـين أو تحـذريا
وأيــن الــذين بَنـوا قبلَنـا
قرونـاً نتـابعُ تتلـو القرونا
أتيـــتُ بســنّين قــد رُمّتــا
من الحصن لما أثاروا الدفينا
علـــى وزن منيــن إحــداهُما
تقـلّ بهـا الكـف شـيئا رزينا
ثلاثيــن أخــرى علــى قـدرها
تبـاركت يـا أحسـن الخالقينا
فمـــاذا يقـــومُ لأفـــواهِهم
تبـاركَت يـا أحسـن الخالقينا
إذا مـــا تــذكّرتُ أجســامَهُم
تصــاغَرت النفـسُ حـتى تهونـا
وكــل علــى ذاك لاقـى الـردى
وبـادوا جميعـا فهـم خامِدونا
عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي بالولاء، التميمي، المروزي أبو عبد الرحمن.الحافظ، شيخ الإسلام، المجاهد التاجر، صاحب التصانيف والرحلات، أفنى عمره في الأسفار، حاجاً ومجاهداً وتاجراً، وجمع الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء، كان من سكان خراسان، ومات بهيث (على الفرات) منصرفاً من غزو الروم.له كتاب في (الجهاد) وهو أول من صنف فيه، و(الرقائق-خ) في مجلد.