
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أجـل في مغاني وصف أهل العلا طرفا
ونــزّه بروضــات امتـداحهم طرفـا
ونظــم كتابـا مـن مكـارم خلقهـم
ودوّن بعلياهـا الـدواوين والصحفا
فتلــك ســجايا ذكـر وصـف خلالهـا
يزيـد بهـا حـبى إلـى ضـعفه ضعفا
بهـم طـاب مـن بطحـاء طيبة تربُها
بهـم عـز مثواهـا منهم شمخت أنفا
بهــم نــمّ ريّاهـا وفـاح نسـيمها
بهم تربها قد فاق نور الربا عرفا
هـمُ أسسـوا العليا وأحيوا رسومها
ففخـر العلا حتمـاً عليهم غدا وقفا
منــازل فيهـا بـرءُ سـقمى وعلّـتي
فيامـا ألـذّ العيش فيها وما أصفى
بتُـرب مغانيهـا مـن السقم والضنا
وبـرح شـكايات التباريـخ يستشـفى
علـــيّ عهــود للمطايــا وثيقــةٌ
إذا أعملـت بى نحو ذاك العلى خفّا
أمــرّغ خــدى فــي تـراب مسـيرها
وألثـــم إجلالاً مواطئهـــا ألفــا
أيـا خيـر خلـق اللَه كن لي مؤمّلا
فلـم أتخـذ ركنـا سـواك ولا كهفـا
شــفيعى يــا خيـر الأنـام مـدائح
أنَظّمهـــا درّا وأحكمهـــا رصــفا
إذا قــدّم الراجــون منـك شـفاعةً
وســائلهم يومــاً أقــدمها نصـفا
عســى بامتــداح الهاشـميّ وصـحبه
سـمنحني الرحمـن مـن فضـله لطفـا
عليهـم سـلام اللـه مـا نـاح ساجع
بـروض رواق الحسـن مـد بـه سـجفا
محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ولم يُحفظ له سوى نسخة خطية واحدة من ديوانه تدور كلها حول المدائح النبوية والزهد.وقد اطلع المقري على ديوانه ووصفه في كتابه "أزهار الرياض" أثناء حديثه عن موشحات الأندلس، وانتخب منه عشر موشحات وقصيدتين ومخمَّسا خمّس فيه قصيدة لشاعر مجهول لم يسمه المقري ولم أعثر على أصل للقصيدة وختم ما انتخبه ببيتين من مدائحه النبوية وأول كلام المقري قوله:.و من ذلك جملة موشحات أنتقيتها من كلام الشيخ الإمام الصالح الزكي الصوفي أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن الصباغ الجذامي وقد ألف ذلك بعض الأئمة في تأليف رفعه للسلطان المرتضى صاحب مراكش وأطال فيه من موشحات هذا الشيخ وسائر نظمه ولم أذكر من موشحاته إلاّ الغرر على أنها كلها غرر فمن ذلك ...إلخ.وجدير بالذكر أن ابن القطاع ذكره في كتابه "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة" يعني جزيرة صقيلية وهو كتاب ضائع وصلنا كلام ابن القطاع فيه عن طريق كتاب "المحمدون من الشعراء" للقفطي، ولم ينقل منه سوى القصيدة اللامية التي أولها:حنت إلى الصد تبغي طاعة الملل لمـا درت أن قلـب الصب في شغلوهي في مدح إسماعيل بن علي الخزاعي ولم أقف على ذكر للخزاعي هذا فلعله أحد ولاة صقلية وليس في ما وصلنا من الدرة الخطيرة ذكر لخزاعي سواه وهو بلا شك غير إسماعيل بن علي الخزاعي ابن أخي دعبل