
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُعَالِـجُ مِـنْ نَفْسـِي بَقَايَـا حُشَاشـَةٍ
عَلَــى رَمَــقٍ وَالْعَــائِدَاتُ تَعُــودُ
فَـإِنْ ذُكِـرَتْ لُبْنَـى هَشَشـْتُ لِـذِكْرِهَا
كَمــا هَـشَّ لِلثَّـدْيِ الـدَّرُورِ وَلِيـدُ
أُجيـبُ بِلُبنـى مَـن دَعـاني تَجَلُّـدا
وَبـــي زَفَــراتٌ تَنجَلــي وَتَعــودُ
تُعِيـدُ إِلَـى رَوْحِـي الْحَيَـاةَ وَإِنَّنِي
بِنَفْســـِيَ لَــوْ عَــايَنْتِنِي لَأَجُــودُ
أَلَا لَيْـــتَ أَيَّــامَ مَضــَيْنَ تَعُــودُ
فَــإِنْ عُــدْنَ يَوْمـاً إِنَّنِـي لَسـَعِيدُ
سـَقَى دَارَ لُبْنَـى حَيْـثُ حَلَّـتْ وَخَيَّمَتْ
مِــنَ الْأَرْضِ مُنْهَــلُّ الْغَمَـامِ رَعُـودُ
عَلَـى كُـلِّ حَـالٍ إِنْ دَنَتْ أَوْ تَبَاعَدَتْ
فَــإِنْ تَــدْنُ مِنَّـا فَالـدُّنُوُّ مَزِيـدُ
فَلَا الْيَأْسُ يُسْلِينِي وَلَا الْقُرْبُ نَافِعِي
وَلُبْنَــى مَنُــوعٌ مَـا تَكَـادُ تَجُـودُ
كَــأَنِّيَ مِــنْ لُبْنَــى سـَلِيمٌ مُسـَهَّدٌ
يَظَــلُّ عَلَـى أَيْـدِي الرِّجَـالِ يَمِيـدُ
رَمَتْنِـي لُبَيْنَـى فِي الْفُؤَادِ بِسَهْمِهَا
وَســَهْمُ لُبَيْنَــى لِلْفُــؤَادِ صــَيُودُ
ســَلَا كُــلَّ ذِي شـَجْوٍ عَلِمْـتُ مَكَـانَهُ
وَقَلْبِــي لِلُبْنَــى مَـا حَيِيْـتُ وَدُودُ
وَقَائِلَــةٍ قَــدْ مَـاتَ أَوْ هُـوَ مَيِّـتٌ
وَلِلنَّفْــسِ مِنِّــى أَنْ تَفِيــضَ رَصـِيدُ
قيسُ بنُ ذَرِيح الليثيِّ، مِنْ بَنِي عبدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ، شاعِرٌ مِنْ عُشّاقِ العَرَبِ المَشهورِينَ، وصاحِبَتُهُ لُبْنَى بنتُ الحُبابِ الكَعْبِيَّةِ الَتِي اشْتُهِرَ بِها، كانَ مِنْ سُكّانِ المَدِينةِ، وَقيلَ هُوَ رَضِيعُ الْحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُما أَرْضَعَتْهُ أُمُّ قَيسٍ. وقَدْ تَزَوَّجَ قَيسٌ مِنْ لُبْنَى بَعْدَ أَنْ عَشِقَها ثُمَّ طَلَقَها بعدَ أنْ أَجْبَرَهُ أَهْلُهُ عَلَى طَلاقِها، فَنَدِمَ عَلَى ذَلكَ وساءَتْ حَالُهُ وَلَهُ مَعها قِصَصٌ وأَخْبَارٌ عَدِيدَةٌ، وَشِعْرُهُ عالِي الطّبقَةِ فِي التَشْبِيبِ وَوَصْف الشّوقِ والْحَنِينِ، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.