
الأبيات27
هبـت على روض القبول
ريـــــح الأمــــاني
ففـاح من زهر الوصول
عــــرف التــــداني
عهـد النوى قد انقضى
إن كنــــت صــــادى
فاشـرب بكاسات الرضى
صـــــرف الــــوداد
لا تيأســن فقـد مضـى
عصـــــر البعــــاد
بقربهـا طـاب المقيل
أنـــــى نعـــــانى
بوصـلها يـروى غليـل
مـــن بـــات عــاني
يـا ناسـى العهد أما
ترعــــى العهـــودا
صـددت يـا مـن أجرما
دع الصـــــــــدودا
وانــزل بنـا مخيمـا
تلقــــى الســـعودا
فظلنــا أضـحى ظليـل
لكــــــل جـــــاني
قد بات من ذل الخمول
مضــــنى الجنــــان
بالرأس صبح الشيب لاح
نبـــــه جناتـــــك
مـا لي أراك في مراح
تفنـــــى زمانــــك
حـتى متى هذا الجماح
أمســـــك عنانــــك
بــدرك مـال للأفـوال
وأنـــــت وانـــــى
ارجع فقد حان الرحيل
كـــم ذا التـــوانى
بادر فقد ولى الشباب
إلـــــى المتــــاب
عمــرك أودى للـذهاب
هـــل مـــن إيـــاب
مـا فى فنائك ارتياب
كــــم ذا التصـــاب
قـف بالربوع والطلول
ففــــى المغــــاني
زجـر لأربـاب العقـول
عنـــــد العيــــان
باللَه يا ريح الشمال
عنـــــد الهبــــوب
ألا ابلغى عن ذي خبال
إلـــــى الحــــبيب
صـغى سـقام ذي اعتلال
إلـــــى الطــــبيب
قـولى لـه إنني عليك
وقـــــد جفـــــاني
وعـاقني عـن الوصـول
جـــــور الزمــــان
ابن الصباغ الجذامي
المغرب والأندلسمحمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ولم يُحفظ له سوى نسخة خطية واحدة من ديوانه تدور كلها حول المدائح النبوية والزهد.وقد اطلع المقري على ديوانه ووصفه في كتابه "أزهار الرياض" أثناء حديثه عن موشحات الأندلس، وانتخب منه عشر موشحات وقصيدتين ومخمَّسا خمّس فيه قصيدة لشاعر مجهول لم يسمه المقري ولم أعثر على أصل للقصيدة وختم ما انتخبه ببيتين من مدائحه النبوية وأول كلام المقري قوله:.و من ذلك جملة موشحات أنتقيتها من كلام الشيخ الإمام الصالح الزكي الصوفي أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن الصباغ الجذامي وقد ألف ذلك بعض الأئمة في تأليف رفعه للسلطان المرتضى صاحب مراكش وأطال فيه من موشحات هذا الشيخ وسائر نظمه ولم أذكر من موشحاته إلاّ الغرر على أنها كلها غرر فمن ذلك ...إلخ.وجدير بالذكر أن ابن القطاع ذكره في كتابه "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة" يعني جزيرة صقيلية وهو كتاب ضائع وصلنا كلام ابن القطاع فيه عن طريق كتاب "المحمدون من الشعراء" للقفطي، ولم ينقل منه سوى القصيدة اللامية التي أولها:حنت إلى الصد تبغي طاعة الملل لمـا درت أن قلـب الصب في شغلوهي في مدح إسماعيل بن علي الخزاعي ولم أقف على ذكر للخزاعي هذا فلعله أحد ولاة صقلية وليس في ما وصلنا من الدرة الخطيرة ذكر لخزاعي سواه وهو بلا شك غير إسماعيل بن علي الخزاعي ابن أخي دعبل
قصائد أخرىلابن الصباغ الجذامي
أذكت بأحناء الضلوع أوارا
هبّ النسيم بطيب ذكر الهادي
أرى ساقى الأنواء قد أسكر القضبا
تركت امتداح العالمين ولذت من
تنعّم بذكر الهاشمي محمد
سأنظم من فخر النبي محمد
إذا ذكرت أمداح مجد محمد
رسالةٌ مشتاق أضرّ به الوجدُ
حثّ الركاب إلى الشفيع فقد ذوى
هل في الرياح إلى الحبيب رسول
إليكم رحلنا لا لريع ومعهد
يا نائح الأفنان طارح مكمَدا
ذليلٌ دمع مقلته دليلُ
ما في الفؤاد وإن هجرت سواكا
أراك حول خيام الحي مختبَلا
محبّ براه الشوق بالمغرب الأقصى
أعفر في الثرى خدا ذليلا
ألا هل لصبّ يرتجى أمدَ اللقا
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025