
الأبيات27
أرى صـــبح شــيب انــذر
بفــــودك قــــد بـــان
فاســـكب عــبرات الخــد
توكافـــــا وتهتـــــان
خـــد بالــدموع الخــدا
فلســـــــت ببــــــاقي
ألســـت تراهـــا تحــدى
بنعــــــى الفــــــراق
نفـــوس تفـــانت فقــدا
فمـــــــا مــــــن تلاق
ولا صـــدر عـــن مصـــدر
فيرجــــع مــــن بـــان
هيهـــات ســهام الفقــد
تصــــمى كـــل إنســـان
نـــزه نــاظر التســليم
بــــــدوح الغيــــــوب
واحضــر حضــرة التنعيـم
بــــــترك المغيــــــب
واعــزم عزمــه التصـميم
لأرض الحـــــــــــــبيب
ولــذ بــالجبين بـالأزهر
مــــن نخبـــة عـــدنان
وانــزل بفنــاء المجــد
تنـــل عـــزة المنـــان
لأحمــــد بـــدر الأفـــق
وشــــــمس المعـــــالي
تاجـــج نـــار الشــموق
فكيــــــف احتيـــــالي
لقــد فــاز أهـل السـبق
بــــــذاك الجمــــــال
إلــى حســن ذاك المنظـر
فـــــــؤادي ظمــــــآن
فهـــل نهلـــة مــن ورد
فتطفــــــأ نيــــــران
أياريـــح بلـــغ عنـــى
ســـــــلاماً أثيــــــراً
وقـــل مغـــرم ذو حــزن
قــــد أضـــحى كســـيرا
أصـــمته ســهام الــبين
لــــم يلــــف نصـــيرا
ســـوى دمعـــة لا تفــتر
وشــــــوق وأحــــــزان
فيــا غــايتي يـا قصـدي
قــــرب وصـــل هيمـــان
أيــــا رب بالمختــــار
والصـــــحب الكـــــرام
قــرب قـرب نـائى الـدار
مـــــن ذاك المقـــــام
واغفــر قــول ذي إصـرار
مضــــــنى ذي هيـــــام
واللَه إنك مليح يا الأشقر
علـــى الســـرج ريـــان
إذا لاح بــــرق الهنـــد
واهـــتزت عصــا الــزان
ابن الصباغ الجذامي
المغرب والأندلسمحمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ولم يُحفظ له سوى نسخة خطية واحدة من ديوانه تدور كلها حول المدائح النبوية والزهد.وقد اطلع المقري على ديوانه ووصفه في كتابه "أزهار الرياض" أثناء حديثه عن موشحات الأندلس، وانتخب منه عشر موشحات وقصيدتين ومخمَّسا خمّس فيه قصيدة لشاعر مجهول لم يسمه المقري ولم أعثر على أصل للقصيدة وختم ما انتخبه ببيتين من مدائحه النبوية وأول كلام المقري قوله:.و من ذلك جملة موشحات أنتقيتها من كلام الشيخ الإمام الصالح الزكي الصوفي أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن الصباغ الجذامي وقد ألف ذلك بعض الأئمة في تأليف رفعه للسلطان المرتضى صاحب مراكش وأطال فيه من موشحات هذا الشيخ وسائر نظمه ولم أذكر من موشحاته إلاّ الغرر على أنها كلها غرر فمن ذلك ...إلخ.وجدير بالذكر أن ابن القطاع ذكره في كتابه "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة" يعني جزيرة صقيلية وهو كتاب ضائع وصلنا كلام ابن القطاع فيه عن طريق كتاب "المحمدون من الشعراء" للقفطي، ولم ينقل منه سوى القصيدة اللامية التي أولها:حنت إلى الصد تبغي طاعة الملل لمـا درت أن قلـب الصب في شغلوهي في مدح إسماعيل بن علي الخزاعي ولم أقف على ذكر للخزاعي هذا فلعله أحد ولاة صقلية وليس في ما وصلنا من الدرة الخطيرة ذكر لخزاعي سواه وهو بلا شك غير إسماعيل بن علي الخزاعي ابن أخي دعبل
قصائد أخرىلابن الصباغ الجذامي
أذكت بأحناء الضلوع أوارا
هبّ النسيم بطيب ذكر الهادي
أرى ساقى الأنواء قد أسكر القضبا
تركت امتداح العالمين ولذت من
تنعّم بذكر الهاشمي محمد
سأنظم من فخر النبي محمد
إذا ذكرت أمداح مجد محمد
رسالةٌ مشتاق أضرّ به الوجدُ
حثّ الركاب إلى الشفيع فقد ذوى
هل في الرياح إلى الحبيب رسول
إليكم رحلنا لا لريع ومعهد
يا نائح الأفنان طارح مكمَدا
ذليلٌ دمع مقلته دليلُ
ما في الفؤاد وإن هجرت سواكا
أراك حول خيام الحي مختبَلا
محبّ براه الشوق بالمغرب الأقصى
أعفر في الثرى خدا ذليلا
ألا هل لصبّ يرتجى أمدَ اللقا
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025