
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دع عنـك دنيـا واهلاً أنـت تاركهم
مـا خيـر دنيـا وأهـل لا يدومونا
إلا بقيّـــة أيـــام إلــى أجــل
فـأطلب مـن اللّـه أهلا لا يموتونا
أكثر تقى اللّه في الأسرار مجتهداً
إن التقـى خيـره مـا كان مكنونا
واعلــم بأنــك بالأعمـال مرتهـن
فكـن لـذاك كـثير الهـمّ محزونـا
إنـى أرى الغبـنَ المـردي بصاحبه
مـن كـان فـي هـذه الأيام مغبونا
تكــون للمــرء أطـواراً فتمنحـهُ
يومـا عثـاراً وطوراً تمنح اللينا
بينـا الفتى في نعيم العيش حوّله
دهـرٌ فـأمس بـه عـن ذاك مزبونـا
تحلــو لـه مـرّة حـتى يسـرّ بهـا
حينــا وتمقــره طعمـا أحايينـا
هـل غـابر من بقايا الدهر تنظره
الا كمـا قـد مضـى فيمـا تقضـّونا
فامنـح جهـادك مـن لـم يرج آخرة
وكــن عــدوّا بقــوم لا يصــلونا
واقتــل مـواليهم منّـا وناصـرهم
حينــا تكفرهــم والعنهـم حينـا
والعــائبين علينـا ديننـا وهـم
شـرّ العبـاد إذا خـابرتهم دينـا
والقـائلين سـبيل اللّـه بغيتنـا
لبعـد مـا نكبـوا عمـا يقولونـا
فــاقتلهم غضــباً للّــه منتصـرا
منهـم بـه ودع المرتـاب مفتونـا
أرجـاءكم لزّكـم والشـرك فـي قرنٍ
فــأنتمُ أهــل إشــراك ومرجونـا
لا يبعـد اللّـه فـي الأجداث غيركم
إذ كـان دينكـم بالشـرك مقرونـا
ألقـى بـه اللّـه رعباً في نحوركم
واللّـه يقضى لنا الحسنى ويعلينا
كيمـا نكـون المـوالى عند خائفة
عمـا تـروم بـه الإسـلام والـدينا
وهــل تعيبـون منـا كـاذبين بـه
غـال ومهتضـم حسـبي الـدنى فينا
يـأبى الذي كان يبلي اللّه أوّلكم
علـى النفـاق وما قد كان يبلينا
نصر بن سيار بن رافع بن حري بن ربيعة الكناني.أمير، من الدهاة الشجعان. كان شيخ مضر بخراسان، ووالي بلخ، ثم ولي إمرة خراسان سنة 120هـ، بعد وفاة أسد بن عبد الله القسري، ولاه هشام بن عبد الملك، وغزا ما وراء النهر، ففتح حصوناً وغنم مغانم كثيرة، وأقام بمرو، وقويت الدعوة العباسية في أيامه، فكتب إلى بني مروان بالشام يحذرهم وينذرهم، فلم يأبهوا للخطر، فصبر يدبر الأمور إلى أن أعيته الحيلة وتغلب أبو مسلم على خراسان، فخرج نصر من مرو (سنة 130) ورحل إلى نيسابور، فسير أبو مسلم إليه قحطبة بن شبيب، فانتقل نصر إلى قومس وكتب إلى ابن هبيرة -وهو بواسط- يستمده، وكتب إلى مروان -وهو بالشام- وأخذ يتنقل منتظراً النجدة إلى أن مرض في مفازة بين الري وهمذان، ومات بساوة.وهو صاحب الأبيات التي أولها:أرى خلل الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرامأرسلها إلى مروان.قال الجاحظ (في البيان والتبيين): كان نصر من الخطباء الشعراء، يعد في أصحاب الولايات والحروب والتدبير والعقل وسداد الرأي، وقال ابن حبيب: حصر نصر، وهو والي خراسان، بمرو ثلاث سنين.