
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيهـا السـابح فـي بحـر الكـرى
وهــو مــن راحتــه فــي تعــبِ
ليـس يـدري في الحمى ما قد جرى
قــم نشـيطاً ممعنـاً فـي الطلـب
حيـــــث أنّ الحــــيّ خلاّك وراه
وهـو أسـرى في ذرى البر الفسيح
ليـت شـعري يـا رفيقـي مادهـاه
ودعـــاه بيـــن صـــب وطريــح
فهــو يسـعى حـول غـدراك منـاه
بالعنــا والكــل منـا مسـتريح
ثــم هــا نحـن نبـذنا بـالعرا
وحرمنـــا انـــس ذاك المــوكبِ
بعــد هـذا هـل نـراه يـا تـرى
ونــداوي مــا بنــا مــن صــب
قـل لمـن يركـب مـن متـن الصبا
جَسـرةً أدمـاء فـي اللهـو جمـوح
يتهــادى بيــن هاتيــك الربـى
مشــية الــتيه فيغــدو ويـروح
ومــتى مــا نسـّمت ريـح الصـبا
يــذكر الألــف فيبكــي وينــوح
ســاقياً مـن دمعـه وجـه الـثرى
فيروّيـــــه بغيـــــثٍ صــــيِّب
حامــداً مـن سـيره طـول السـرى
وهــو فــي الحـق أسـير النصـب
عــج علـى أرض الحمـى مسـتطلعاً
خــبر الســاكن فيـه كيـف صـار
تجـــد الحــيّ يبابــاً بلقعــاً
لعبـت فـي أهلـه أيـدي الـدمار
بعضـــهم مــات أســى منفجعــاً
مـن دواهـي دهـره والبعـض سـار
يختفــي مـن خـول هـم قـد عـرا
كــل حــيّ مــن فــتى أو اشـيبِ
ســلب مــالٍ مــع هـرج وافـترا
جعـــل الكـــون كجحـــرٍ خــرِب
واعتـبر بـي أيهـا الشهم الأديب
وبمــا بـي الـدهر ظلمـاً صـنعا
واسـتمع مـن قصـتي الأمر العجيب
فهــي مـن أعجـب مـا قـد سـمعا
والليــالي حالهــا حـال غريـب
أبلغـت فـي الـوعظ لكـن من وعى
مزَّقــت كســرى وافنــت قيصــرا
بعـــد أن قــد ذلّلا كــل أبــي
وأرتنـــا مثـــل هــذا عــبرا
تنجلــي حــتى لمــن كـان غـبي
ذات يـوم كنـت فـي شـهر الصيام
اقـرأ القـرآن فـي بيـتي أميـن
وإذا الشــرطة وافـوا باهتمـام
وعليهــم غضــب الــرب المـتين
ثــم قــالوا أجــب القائمقـام
وهـــو فـــظ أعجمــي لا يليــن
فتــــوجهت وعينــــي للـــورا
بفـــــؤادٍ ذاهــــلٍ مضــــطربِ
قــائلاً يأهــل تـرى مـاذا جـرى
حيــث جــدوا هكــذا فـي طلـبى
وإلــى عــاليه فـي لبنـان قـد
ســاقني الضـابط قيـد الإعتقـال
وهنـاك المجلـس العرفـي انعقـد
وأخـــذنا فــي جــواب وســؤال
ســألوني عــن أمــورٍ لـم تكـد
قــطّ أن تخطــر واللــه ببــال
وأتــى ألأَمُ مــن فــوق الــثرى
ذلـــك الشــنطيّ بحــر الكــذبِ
وافـترى لمّـا علـى اللـه اجترا
فــاتوا فــي حكمهــم بــالعجب
حكمـوا الحكـم الـذي جنكيـز مع
كفــره يــأنف أن يُعــزى اليـه
ومـــتى مــاذكرُ نيــرون وقــع
مَثَلاً قــل رحمــة اللــه عليــه
وإلـــى محكمـــة التفــتيش دع
فهــي يــالتحقيق لا شـيء لـديه
وعلــى الجــور وفــرط الافـترا
بشــّر الملــك بــداني العطــبِ
مثــل هــذا قــد روينـا سـِيرا
مُلئت منهـــا بطـــون الكتـــب
مجلــسٌ جُمّـع مـن قاسـي القلـوب
نابـذي الـدين العتـاة الظّلمـه
لا يقـــــرّون بعلاّم الغيـــــوب
لا ولا يــدرون معنــى المرحمــه
ويـرون الـدين مـن ضـمن العيوب
وعلــى أهليــه شــنّوا ملحمــه
وعليهـــم رَأســوا مــن شــهرا
باسـم فخـر الـدين مثـل العقربِ
أعـــرجٌ نحـــسٌ تـــراه كــوّرا
رأســه فـي المشـي عنـد الـذنب
لا أري البحـــث عمّـــن شــنقوا
حيــن عمّــوا كــل حـيّ بـالحزن
قـل لهـم إن ارعـدوا أو أبرقوا
أيـن أنتـم مـن تصـاريف الزمـن
أيـن مـن ضـاموا الورى بالأجترا
لاعــــتزازٍ بغـــرور المنصـــبِ
قلــب الــدهر فصــاروا أثــراً
بعــد عيــن مــن مزيـد الغضـب
إنمـــا حيّـــر فكـــري عجبــاً
كــونهم قـد جرّمـوا مثلـي بـري
والـــذي لفَّــق عنــي الكــذبا
صــــلبوه مـــذ رأوه مفـــتري
وبلهـم لِـم لـم يخـافوا العطبا
مــن سـهام الليـل وقـت السـحر
فــدعا المظلـوم ان جـدّ السـرى
ليــس ينجــي منــه جـد الهـربِ
وتــرى المظلـوم ان جـدّ السـرى
يـــأتِهِ المقــت بــادنى ســبب
ظلمــوا واللــه فيمــا حكمـوا
حيـــن القــوني بســجنٍ أبــدي
كــذبوا واللــه فيــم ازعمـوا
ليــس فـي العـالم شـيءٌ سـرمدي
ويلهــم إذ أنهــم مــا علمـوا
أن مــــولاي غــــدا معتمـــدي
وهــو لا يُبقــي لظلــمٍ مظهــرا
ويفــــاجي أهلــــه بـــالنوبِ
وتــرى الحــال ســريعا غُيّــرا
مـــن عنـــاءٍ لصـــفاءٍ معجــب
وتعجّـــب للـــذي قــد عملــوا
مـن فعـال ذكرهـا يُبكـي الجماد
ويلهــم كــم مـن بريـء قتلـوا
واسـتباحوا نهـب أمـوال العباد
وعـــن العــدل بقصــدٍ عــدلوا
وإذا هـم كـل يـوم فـي ازديـاد
جعلــوا فعــل الـدنايا متجـراً
وهـــو شــرّ الكســب للمكتســبِ
لا يجلّـــون ســـوى مــن ســكرا
أو اذا هـــامَ ببنـــت العنــبِ
ثـم سـاقوني إلـى الفيحـا دمشق
لأقَضـــّي الســجن فــي قلعتهــا
عنــدما وافيتهــا ذقــت الأشـق
رغــم مــا يــؤثر مـن سـمعتها
بيـــن نــاموسٍ وبرغــوث وبــق
ســال مثـل السـيل فـي بقعتهـا
فــتري الكــل يعــاني السـهرا
مـــن مســاءٍ لاختفــاء الشــهبِ
فلــو الراحــة كــانت تشــترى
لشــــريناها بكــــل الـــذهب
وأهـــم الهـــم عنــدي أَن أرى
كـــاتب المحبـــس داود الأغــر
رجـــلٌ جُســـّم لؤمـــاً ومـــرا
فلهـــذا كـــان أدهــى وأمــر
دأبــه النصــب لنهــب الفقـرا
فحـــرامٌ عـــدّه بيــن البشــر
يـــدّعي زوراً مقـــام الكــبرا
وهــو عــن كــل كمــالٍ اجنـبي
ويــرائي فــإذا مــا اختــبرا
عــاد فـي القبـح كجلـد الأجـرب
قلـت لمـا أن طما الخطب الجليل
مــن زمــانٍ مــاله قــط أمـان
لا تراعــي منـه يـا بنـت خليـل
وطّنـي النفـس علـى حكـم الزمان
واعصـمي نفسـك بالصـبر الجميـل
فهـو فـي الشـدة نعـم المستعان
ولنــــا ربٌ ســـما فاقتـــدوا
فهـــو كشـــافلإ لكــل الكــربِ
ويجـــازي دائمــاً مــن صــبرا
بجـــزاء الصـــابر المحتســـب
لسـتُ أنسـى حيـن أولادى الصـغار
مذ أحسّوا العيد منهم في اقتراب
ســــألوا أمَّهـــمُ بالانكســـار
لِــمَ مِـن والـدنا طـال الغيـاب
فأجـــابتهم بأنفـــاس حِـــرار
راح يـــأتيكم يحلــوى وثيــاب
حيـث فـي العيـد تـرى كل الورى
بالصــفا فــي لهــوهم والطـربِ
عــمّ منــه الأنـس حـتى الفقـرا
فـــتراهم فــي صــنوف اللعــب
ثــم لمــا أقبـل العيـدن ولـم
يجــدوني بيــن هاتيـك الجمـوع
أدركــوا مـا لفراقـي مـن ألـم
ثـم لـم يسـتنجدوا غيـر الدموع
ثـم قـالوا حينـم الأمـر انفهـم
يـا تـرى هـل لأبينـا مـن رجـوع
كـي نـرى وجـه التهـاني أسـفرا
لنطفَّـــي مابنـــا مـــن لهــبِ
إذ صــبرنا للــذي قــد قــدّرا
وجعلنــا ذخرنــا جــاه النـبي
صــبيتي يــا صــاح خبِّـر إنَّنـي
عـــن قريــبٍ لتهنّــى بــالمنى
حيــث لــم يثنهــمُ أو يثننــي
عـن جميـل الصـبر إفـراط العنا
واعتصـــمنا بـــالملاذ الأمكــن
جـاه خيـر الخلـق ملجـا من جنى
يـا هنـا مَـن قـد غـدا منتصـرا
بـــالنبيِّ الهاشـــميِّ العربــي
مـن أتـاه الحـق فـي غـار حِـرا
فجلا عنــــــه ظلام الغيهـــــب
النــبيّ المصــطفى نـور الهـدى
خيـرة اللـه مـن الخلـق الشفيع
شــرف الكــونين لمــا أن بـدا
نـوره الزاهـي الـذي عمّ الجميع
عمَّــم الــدارين منــه بالنـدى
فــأتى منــه ربيــعٌ فـي ربيـع
ضـــمَّخ الأكــوان عرفــاً عطِــرا
قــد أتــى فــي فعلـه بـالعجبِ
حيــث فـي أسـرع وقـتٍ قـد سـرى
نافـــذاً مــن مشــرقٍ للمغــرب
ظهــرت أيــاته فــي النيّريــن
بوقــوف الشـمس مـع شـق القمـر
وتجلّـــى ســرّه فــي العمريــن
فــي أبــي بكـر المفـدّى وعمـر
فهمــا فــي ديننــا قـرة عيـن
رغــم مــن عــادى وولّـى وكفـر
فلــك بــالأنس زانــوا منــبراً
حيــن يتلـى ذكرهـم فـي الخطـبِ
مثلمــا قـد شـرّفوا دون امـترا
بقعــة حلّــوا بهــا فـي يـثرب
فرعــى اللــه مكانــاً أطلعــا
ذلــك النـور الـذي عـمّ الأَّنـام
فحمـــاه ونعـــم قـــد صــنعا
فهـو قـد سـمَّاه بـالبيت الحرام
ولـــه مــن كــل بــاغٍ منعــا
حينمــا أسـكنه العـرب الكـرام
ولكــم أولــت قــرى أم القـرى
وهــــــدتنا لنــــــوال الأربِ
ورأينــا أهلهــا أســد الشـرى
عـــدة فينـــا لــدفع النــوب
نسـل عـدنان الـذيي حـاز العلا
وروى التمجيــــد عـــن أم وأب
ولهـــم ســـلّم بالفضــل الملا
فاسـتحقوا بينهـم أعلـى الرتـب
وإذا تبلــو الســوى تلقـاه لا
فــارس الخيــل ولا وجـه العـرب
كــان عــز الكـون سـراً مضـمراً
فجلـــوه فـــي صــميم النســبِ
فســما بالمجــد لمـا اسـتظهرا
بــالعوالي مــن كريــم الحسـب
ورثــوا مــن سـنَّة المختـار أن
يمنعوا الجار وأن يحموا النزيل
فــاذا مــا حـادث الضـرّاءِ عـن
فهــمُ فــي دفعـه نعـم الكفيـل
وهــمُ لا يتبعــون الفضــل مَــن
وعلــى مجــدهم قــام الــدليل
همُّهـــم نجــدة عــانٍ أو قــرى
شـــيمة نعرفهــا فــي العــربِ
قـد بنـوا من مجدهم سامي الذرى
قمـــة صـــينت بحــدّ القضــيب
يــا رسـول اللـه إنـي اسـتجير
بك فاشفع لي لدى المولى الرحيم
فهـونعم الملتجـا نعـم النصـير
والعظيـم الكشـاف الكرب العظيم
كــي ينجّينــي مــن خطـبٍ خطيـر
جـاءَني مـن نسـل قنطورا اللئيم
لأرى فــــي وطنـــي مستبشـــرا
رغــم أعــدائي ومـن يشـمت بـي
ويرينــي الأنــس وجهــاً ازهـرا
طالمــا قــد غـاب خلـف الحجـب
فــأجب يــا سـيد الخلـق دعـاي
فعليــك اللــه اثنــى بـالعظم
وبعليـــاك لقــد نُطــتُ رجــاي
بــانفراج الهــم عنـي والغمـم
ويقينــي أننــي أعطــى منــاي
فلقــد لــذتُ بســاحات الكــرم
وأرى جيـــش المـــدى منكســرا
ذاهلاً مــــن ويلـــه والحـــربِ
حيــث والــى عامـداً مـن كفـرا
وتغــالى فــي الخنــا والكـذب
وعليـــك اللـــه صــلّى كلمَّــا
ســجعت فـي أيكهـا ورق الحمـام
أو بــدا بــرق الحمـى مبتسـماً
ضـاحكا لمـا بكـى جفـن الغمـام
وعلــى الآل مـع الصـحب الكـرام
صــلوات لهمــا المســك ختــام
ولقـــد جئت بـــذنبي جـــاهراً
واقفـــاً وقفـــة ذل المـــذنبِ
وإليــــه تائبـــاً مســـتغفراً
والرضــا والعفـو أقصـى مطلـبي
سعيد بن علي بن منصور الكرمي.فقيه، من علماء الأدباء، له شعر، ولد في طولكرم (بفلسطين) وتفقه في الأزهر (بمصر) وتولى الإفتاء في بلده، شارك في الحركة القومية، فحكم عليه المجلس العرفي (بعاليه) سنة 1915 بالإعدام، واكتفى بسجنه في قلعة دمشق لكبر سنه، وبعد انقضاء الحرب العامة، عمل في (الشعبة الأولى للترجمة والتأليف) بدمشق وهي الشعبة التي كانت نواة المجمع العلمي العربي، ثم كان من أعضاء هذا المجمع، وناب عن رئيسه مدة، وسافر إلى عمان سنة 1922 فكان فيها (قاضي القضاة) إلى 1926 وعاد إلى طولكرم، فتوفي بها.له: (واضح البرهان في الرد على أهل البهتان- ط) رسالة في التصوف نشرها سنة 1292هـ، و(الإعلام بمعاني الأعلام- ط) نشر متسلسلاً في مجلة المجمع المجلدين الأول والثاني.