
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـالوا حبسـت وأنـت شـهم مفردُ
وعلاك مــا بيــن الأنـام مؤكـد
فــاجبت إن الحبـس فيـه راحـة
ممـا بـه تشـفى الجسـوم وتجهد
لـو لـم يكـن في الحبس إلا أنّه
بيـتٌ بـه الطاعـات جمعـاً توجد
يـدعو الهضيم إلى استغاثة ربه
فيقـوم فـي جنـح الـدجى يتهجد
يـدعو ورائده الخشـوع ويرتجـي
فرجــاً وذلـك شـأن مـن يتعبـد
وتـراه فـي ذكـرٍ وفكـر خاضـعاً
متــــذللاً أنفاســـه تتصـــعد
فيقـــول مبتهلاً بخــالص نيــة
إيــاك يــا رب الخلائق نعبــد
وتـراه للصـبر الجميـل مصاحباً
والصـبر أحسـن مـا بـه يتعبـد
والكـلُّ مـن هـذا يثاب عليه في
شـرع الهـدى وعليـه أيضا يحمد
انعـم بـه إن كـان لا عـن ريبة
فلقـد حـوى الصـدّيق وهو الأمجد
والجـمُّ من آل النبي به ابتلوا
وأبـو حنيفـة وابـن حنبل أحمد
لا سـيما إن كـان فـي زمـنٍ بـه
ســيف العـداوة للكـرام مجـرّد
خلـت الرقاع من الرخاخ ففرزنت
فيهـا البيـادق واستطال الأعبد
فهنـاك مـا أحلـى الخمول بذلة
إذ لا تــرى أبـداً سـرّيا يسـعد
أخنـى علينـا بالمظـالم معشـر
تخذوا الدنايا متجراً إذ سودوا
منــا قتيـلٌ ليـس يطلـب ثـأره
مــن ذلـة والبعـض منـا مبعـد
والبعـض منـا فـي زوايـا بيته
يـأبى الخـروج كأنمـا هو مقعد
والجــوع فينـا ضـاربٌ اطنـابه
والجفــن مـن أرقٍ بـه لا يرقـد
يـا ويحهـم فجعوا الغنيّ بماله
وبــــآله فمصـــابه متعـــدد
وبجـورهم غيـث السما لم يأتنا
ولـذاك وجـه الأرض أكلـح أجـرد
وبذا حرمنا القوت وهو الأصل إذ
مـن ليـس يوجـد زارعـاً لا يحصد
ولذا ترى من كان في هذا العنا
والجــور للمحبـوس جـداً يحسـد
فالحمــد للـه الـذي كنَّـا بـه
لا أذن تســمع أو عيــون تشـهد
وإليـه نضـرع أن يزيـل أذاهـم
عنـا فمـا فيهـم لـه مـن يعبد
سعيد بن علي بن منصور الكرمي.فقيه، من علماء الأدباء، له شعر، ولد في طولكرم (بفلسطين) وتفقه في الأزهر (بمصر) وتولى الإفتاء في بلده، شارك في الحركة القومية، فحكم عليه المجلس العرفي (بعاليه) سنة 1915 بالإعدام، واكتفى بسجنه في قلعة دمشق لكبر سنه، وبعد انقضاء الحرب العامة، عمل في (الشعبة الأولى للترجمة والتأليف) بدمشق وهي الشعبة التي كانت نواة المجمع العلمي العربي، ثم كان من أعضاء هذا المجمع، وناب عن رئيسه مدة، وسافر إلى عمان سنة 1922 فكان فيها (قاضي القضاة) إلى 1926 وعاد إلى طولكرم، فتوفي بها.له: (واضح البرهان في الرد على أهل البهتان- ط) رسالة في التصوف نشرها سنة 1292هـ، و(الإعلام بمعاني الأعلام- ط) نشر متسلسلاً في مجلة المجمع المجلدين الأول والثاني.