
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيــا أمـةً أودى بهـا مـرض الجهـلِ
وذلّـت فصـارت عرضـة النهـب والقتلِ
وقـد أغضـت الأجفان منها على القذى
وكثرتهــا أربـت علـى عـدد الرمـل
أمـــا فيكُـــم ذو نخــوةٍ عربيــة
يعـاف ورود الضـيم مـن منهـل الذل
ويرفــع عـن ابنـاء عـدنان عارهـا
ويـدفع عنهـم سـلطة الخـائن النذل
فتلــك بيــوت اللـه ثُلَّـت صـروحها
كمـا ضـيم بـالتفريق مجتمـع الشمل
وأمــوالكم للنهــب صــارت مباحـة
وسـالبها مـن أخـذها صـار فـي حـلّ
وأبنـاؤكم في الجوع والعري والعنا
كــأنكمُ عمّــا يعــانون فــي شـغلِ
تحكَّــم فيكــم نسـل جنكيـز فاتكـا
بســيف عتّــو ليـس يعـروه مـن فَـلّ
رأوا فـي بقـاء العـرب ضيماً عليهم
فقـاموا عليهـم بـالأذى قومـة الصلّ
فلـم يَـدعوا مـن فـاحش الظلـم ذرة
وصـبّوا عليهـم سـوط جـدهم المغلـي
وراحـــوا بلا داعٍ يوالــون دولــة
لكـل البلا كـانت هـي السـبب الأصلي
فلــم ننــس طرابلــس حيـن تقـدمت
لهـا دولـة الطليان بالخيل والرجل
ولا أمــة البشــناق تلحــق عنــوة
باوسـتريا الأعـداء فـي صـفة الخـل
ومـا شـبّ فـي البلقان من جذوةٍ سرت
فلـم تُبـق مـن شـيخ سـليم ولا طفـل
وقـد كـان غليـوم الحليـف بوقتهـا
قـديراً علـى منـع المشـاكل بالفعل
ولـم يُـرو عنهـم أنـه عـاب فعلهـم
ولا ســمعوا منــه التعتـب بالعـذل
كـأن الـذي قـد كـان كـان لخيرنـا
فقمنـا نفـادي الآن بالمـال والأهـل
فسـرنا إِلـى الهيجـا بغيـر لبقـاة
وطرنـا لميـدان الـوغى طيرة النحل
ومـن بعـد هـذا الجور زادوا نكاية
ولـم يرهبـوا من سطوة الحكَم العدل
مســيلمة الكــذاب منهــم بلا حيـا
يسـمّي ابـن بنـت المصطفى بابي جهل
مظــالم لـم يخطـر لنيـرون مثلهـا
كمـا أنهـا فـي القبح جاءت بلا مثل
فيــا لعــن اللـه النفـاق وأهلـه
وقبّحهـــم دون الخلائق مـــن أهــل
ألا يــذكر الملعــون فـي كـل أمـة
مــدائحه الغـراء فـي ذلـك النسـل
ألا يخجـل الممقـوت مـن صبغة الريا
ومـن ذم مـن أطـراه بالمجد والفضل
نعـم كـل مـن لـم ينهه زاجر الحيا
عـن الـزور والفحشا وعن سيء الفعل
فمــا هــو إلاّ والبهــائم بالسـوا
وإن شـارك الإنسان في الجسم والشكل
نعــم هـو داءٌ فـي الجماعـة معضـل
وجرثومــة تربــى علـى مـرض السـل
فيـا أيهـا الوغـد الـذي فرط جهله
دعـاه لنبـذ الـدين كفـراً على جهل
وأعمـاه حـب المـال عن موقع الهدى
ترقــب عـذاباً عـاجلاَ ليـس بالسـهل
وتهجـو بنـي الزهـراء بغيـاً وضـلةً
وتمنـح منـك الـود مـن ليس ذا أصل
وأنــت تصــلّي كــل يــوم عليهــم
ولكـــن بلا ديــن خلقــت ولا عقــل
وهـل قـد أفادتـك السـفاهة مربحـاً
نعـم عُضـت فـي أرض السفالة في وحل
ومـن عـاش مـن بـرد المروءة عارياً
فقـد صـار مـن ذل المهانـة فـي غَل
وهـل ضائرٌ بدر الدجى الكلبُ إن عوى
أو الجبل السامي الذرى وطأة النعل
فقـــد فضـــَّل الرحمــن آل محمــد
وأودع ذاك الفضـل في الطفل والكهل
واذهــب عنهــم كــل رجــسٍ كرامـةً
وطهّرهـم أنعـم بهـذا العطـا الجزل
بهـم نحـن نستسـقي الغمـام تضـرعاً
فنخصـب بـالخيرات فـي زمـن المحـل
بأيــديهمُ تجــري المنيـة والمنـى
وأول مقتــول لهــم مهجــى البخـل
وإن لمعــت يومــاً يــوارق جـودهم
أفاضـت على الأحياء من غيثها الوبل
وكيــف لقـول اللـه خـالفت عاتيـاً
وأمسـكت مـن شـين التعصـب بالحبـل
ومــن أيّ وجــهٍ يــا جهـول تعيبـه
ومـا فيـه مـن عيب سوى كثرة البذل
وأنّ لأنــوار الهــدى فــي جــبينه
مطــالع ســعدٍ أنســُها وارف الظـل
فكـــل مقـــالٍ فـــي علاه وفضــله
وتمجيــده فصــلٌ ومـا هـو بـالهزل
أتهجـــوه لمــا راح يطلــب حقــه
مـن الغاصـب الغدّار بالسيف والنصل
مـن اعتـاد هتـك الدين جهلاً بلا حيا
وغصـب حقـوق النـاس بالغدر والختل
فخـذ ياعـدوّ الـدين مـن بعـض أهله
ســياطاً أعـدّت للشـموس مـن البغـل
فلا تجزعــن منهـا إِذا سـاء وقعهـا
فإنــك يــا هــذا تقابـل بالمثـل
ففـي السـوط للبلـغ المحمّـل راحـةٌ
يسـارع كـي يرتـاح مـن ثقـل الحمل
عليـك علـى طـول المـدى الـف خزية
مصــحّفة المبنــى محرّفــة الشــكل
تــبرّد منــك الجســم إبّـان قيظـه
ولكـنّ مـخ الـرأس مـن حرّهـا يغلـي
وتكســوك بـرداً مـن مهلهـل نسـجها
وذي دعــوة مـا قالهـا أحـدٌ قبلـي
سعيد بن علي بن منصور الكرمي.فقيه، من علماء الأدباء، له شعر، ولد في طولكرم (بفلسطين) وتفقه في الأزهر (بمصر) وتولى الإفتاء في بلده، شارك في الحركة القومية، فحكم عليه المجلس العرفي (بعاليه) سنة 1915 بالإعدام، واكتفى بسجنه في قلعة دمشق لكبر سنه، وبعد انقضاء الحرب العامة، عمل في (الشعبة الأولى للترجمة والتأليف) بدمشق وهي الشعبة التي كانت نواة المجمع العلمي العربي، ثم كان من أعضاء هذا المجمع، وناب عن رئيسه مدة، وسافر إلى عمان سنة 1922 فكان فيها (قاضي القضاة) إلى 1926 وعاد إلى طولكرم، فتوفي بها.له: (واضح البرهان في الرد على أهل البهتان- ط) رسالة في التصوف نشرها سنة 1292هـ، و(الإعلام بمعاني الأعلام- ط) نشر متسلسلاً في مجلة المجمع المجلدين الأول والثاني.