
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
راحــت لســرحة نعمــان وواديهـا
غــر الســحائب تغـدوها غواديهـا
مـن كـل وطفاء يوزى البرق مزنتها
كأنمــا ثغــر سـعدى ضـاحك فيهـا
أضــحت محلتهــا بالشــام نائيـة
يـا بعـدها منـك والأشـواق تدنيها
بيضـاء عانـدت فيهـا مـن يعاندها
عمـدا وصـافيت فيهـا مـن يصافيها
صــدت فلا هـي يـوم الـبين ذاكـرة
عهـدي ولا أنـا يـوم البين ناسيها
تمشـــي فيثقلهــا رِيّ إذا خطَــرَت
كأنهـــا بانــة طُلَّــت حواشــيها
كــأن ريحانــة فـي ثِنـي بردتهـا
بـات النسـيم قبيـل الصبح يثنيها
زارت علــى غِـرة الواشـي مراقبـة
تهـدي الغـرام لقلـبي في تهاديها
تسـري اختلاسـا وليلُ الشَّعر يسترها
عـن العيـون وصـبح الثغـر يبديها
لا يعــرف الشــوق إلا مـن يكابـده
ولا الصـــبابة إلا مــن يعانيهــا
ولا الســماحة إلا المســتهام بهـا
خليفــة اللــه مسـديها ومسـنيها
رســت علــى كبـد الـدنيا خلافتُـه
فمــا تــزول ولا زالــت رواسـيها
ما اختال مِذ نالها وهو المعدُّ لها
تيهـاً ونـالَته فاختـالت بـه تيها
سـعى إلـى الغاية القصوى فأدركها
لمــا تباعـد عنهـا سـعي سـاعيها
مـردد الجـود مـا اعتلـت لـه منن
فينـا ولا احتجبـت عـن عين راجيها
خِــرق تــدل عليــه مــن ســجيَّته
خلائقٌ مثــل صــفوِ الـراح صـافيها
ســهل الخليقــة ميمـون لـه شـيم
تـرى المعـالي مثـولا فـي معانيها
بـذَّ الجيـادَ إلـى المعروفِ مبتدرا
سـبقا وأقبـل يحثـو فـي نواصـيها
لـه أحـاديث جـود لا ارتيـاب بهـا
إحسـانه الغمـر فـي الآفاق يرويها
وهمّــة كثهــاب الرجــم يركبهــا
إلــى العـدو فيبنضـيها ويمضـيها
تمــوت آمــال عافينــا فينشـرها
وينشــر الـدهر أحـداثا فيطويهـا
مــن دوحـةٍ بسـقَت أغصـانها وحلَـت
عنــد القطـافِ مَجانيهـا لجانيهـا
يعــدّ فـي الفخـرِ للعبـاس أولهـا
مجــدا وللمقتفـي بـالله ثانيهـا
اعطـو الـوزارة عـون الدين سائها
بالعـدل منـه فاعطى القوس ياريها
تغنيــه آراؤه والحـرب مظلمـة ال
أرجـاء مـا ليـس يغنيـه عواليهـا
بـه جـوائز عنـدي قـد حكمـت لهـا
مــع الفصــاحة أنــي لا أجازيهـا
سـقيت آمالنـا منـن بعـد ما ظمئت
مــاء المكـارم فاخضـرت مراعيهـا
إذا تيممــت أرضــا أخصـبت وربـت
تلاعهــا الغبـن واهـتزت روابيهـا
وكيـف لا والربيـع الطلـق يضحك في
ربوعهــا والنـدى ينحـو نواحيهـا
فـانهض فقـد أذنـت بـالطوع راضية
لــك البريــة قاصــيها ودانيهـا
بــاك المــواهب نقــدا لا مؤجلـة
كفعــل غيــرك ينســاها وينسـيها
جـد لـي بـاجرد أو جـرداء سـابحة
تنصــر الريـح شـوطا أن تجاريهـا
إن لـم أهـدّ بهـا ركـن العدوّ فلا
ملكـت عنـد مثـارِ النقـعِ هاديهـا
ليعلــم النــاس أنَـي شـاعر بطـل
لا مثـلَ مـن يتعـاطى ذلـك تمويهـا
واســمع بمطربــة الألفـاظ محكمـةٍ
الحســنُ قائدُهـا والطبـعُ هاديهـا
تـروى فلا يسـأم التكـرار سـامعها
ولا يمــلّ مــن الإِضــجار راويهــا
ترفَّعـت عـن عطايـا البـاخلين فما
يــزال يغصـبها مـن ليـس يرضـيها
أغليتهـا بعـد رخـص فـاعتلت وسمَت
قــدراً ولا زلـت معليهـا ومغليهـا
أقـول مـن بعـد مـا أحببت دولتكم
أنــافعي عنـد ليلـى فـرطُ حبيهـا
محمد بن بختيار بن عبد الله البغدادي، أبو عبد الله.شاعر، من أهل بغداد، كان ينعت بالأبله، لقوة ذكائه، في شعره رقة وحسن صناعة، وكان هجاءاً خبيث اللسان، يتزيّا بزيّ الجند.له (ديوان شعر).