
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَنــاءَوا بَعــدَ قُربِهِـم مِلالا
وَسـِرنا يَمنَـةً وَسـَرَوا شـِمالا
فَلَسـتُ تَـرى غَـداةَ البَينِ إِلّا
عُنــاةً أَو حُــداةً أَو جِمـالا
وَمُعتَــدِلاً حَكـى الخَطِّـيَّ لَونـاً
وَلينــاً وَاِهتِـزازاً وَاِعتِـدَلا
ظَنَنـتُ وَلَـم يَطُـف بي مِنهُ طَيفٌ
وَلَـو زارَ الخَيـالَ رَأى خَيالا
وَكَيـفَ يَكـونُ لـي صـَبرٌ وَفيـهِ
خِلالٌ صــــَيَّرَت جِســــمي خِلالا
تَصــَيَّدَني الغَــزالُ بِمُقلَتَيـهِ
وَقِـدَماً كُنـتُ أَصـطادَ الغَزالا
وَقائِلَـةً إِلـى كَم ذا التَواني
إِذا مـا المالُ عَن كَفَّيكِ مالا
فَقُلـتُ إِلـى صـَلاحِ الدينِ قَصدي
فَـتىً حـازَ الفُتُـوَّةَ وَالجَمالا
تَيَمَّــم وَجهَــهُ تَظفَــر بِرُشـدٍ
وَكَيـفَ يَضـِلُّ مَـن قَصـَدَ الهِلالا
لَقَـد فـاقَ الأَنـامَ أَبـاً وَعَّماً
كَمـا فـاقَ الأَنـامَ أَخاً وَخالا
يُحِـبُ المَجـدَ وَالعَليـاءَ طَبعاً
كَمـا يَهـوى المُحِبّونَ الوِصالا
كَـأَنَّ المـالَ فـي كَفَّيـهِ مـاءٌ
إِذا ما السائِلُ اِستَسقاهُ سالا
صـَلاحَ الـدينِ قَـد أَصلَحتَ حالي
فَلا عــاثَت لَـكَ الأَيّـامُ حـالا
بِـكَ اِسـتَغنَيتُ عَـن زَيدٍ وَعَمرٍو
وَمَـن طَلَـبَ الهُدى تَرَكَ الضَلالا
مَحِلُّـكَ فـي النُجومِ إِذا تَدانى
وَضـِدُّكَ فـي التُخومِ إِذا تَعالى
وَإِنَّـكَ مِـن أَشـَدِّ النـاسَ بُؤساً
بِلا شـــَكٍّ وَأَكرَمَهُــم رِجــالا
أَقـاموا فـي سـَماحِهِم بِحـاراً
وَأَضـحَوا فـي حَلـومِهِم جِبـالا
حسان بن نمير بن عجل الكلبي أبو الندى.شاعر من الندماء، كان من سكان دمشق واتصل بالسلطان صلاح الدين الأيوبي فمدحه ونادمه ووعده السلطان بأن يعطيه ألف دينار إذا استولى على الديار المصرية، فلما احتلها أعطاه ألفين فمات فجأة قبل أن ينتفع بفجأة الغنى.