
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعملــت أقلامــى وحينـا منطقـى
فـى النصـح والمـأمول لم يتحققِ
وظننــت إخلاصــى يفيــد وهمـتى
تفضـى بمـن أشقى لهن إلى الرقى
أكــبرت نفسـى أن يقـال تملقـت
لا كــان عيــش يرتجــى بتملــق
وإذا تســلق بالخديعــة كــاتب
يبغـى بهـا العليـاء لـم أتملق
تخـذوا مناطيـد الـدهان ذرائعاً
للمجــد لكنــى بجــدى أرتقــى
سـيّان بعـد رضـى ضـميرى من غدا
لـى مادحـاً أو قادحـاً لـم أفرق
إن الحقيقـةن كيـف يخفـى ضوءها
مــدح المحــب وترهـات المحنـق
والـرأى يجلـوه التبـاين مثلما
يجلـو المحكُ العسجد الحر النقى
أيردنــى عمــا رأيــت معانــد
ومقــال حاســدة وكــذب ملفــق
لعــدمتُ آدابــى وحســن تجلـدى
إن صــدنى قـول البغيـض الأحمـق
أيســوؤكم منــا قيــام نـذيرة
تحمــى حمــاكم مــن بلاء محـدق
أيســـركم أن تســتمر بنــاتكم
رهــن الإسـار ورهـن جهـل مطبـق
هـل تطلبـون مـن الفتاة سفورها
حسـن ولكـن أيـن بينكـم التقـى
تخشــى الفتـاة حبـائلاً منصـوبة
غشــيتموها فــى الكلام برونــق
لا تتقـى الفتيـات كشـف وجوههـا
لكـن فسـاد الطبـع منكـم تتقـى
لا تطفـروا بـل أصـلحوا فتياتكم
وبنـــاتكم وتســابقوا للأليــق
أرضــيتمو عـن كـل شـيء عنـدنا
وخشـــــــــيتمو أمـــــــــر
هـل قمتمـو بفـرض نسـوتكم وهـل
هــذبتمو مــن طبعهــن الأخــرق
أســبقتمونا للفضــيلة والتقـى
وخشـيتمو الهلكـات إن لـم نلحق
تتنقلــون لمنتــدى مــن قهـوة
ونســاؤكم فـى ألـف بـاب مغلـق
إن الــزواج علـى خطـورة شـأنه
آلـــت روابطـــه لشــرِ ممــزق
اليــوم عــرس بــاهظٌ نفقــاته
وغـــدا تقــام قضــية لمطلــق
أتعاقـدون علـى الحيـاة شـريكة
غيبـاً أيمقـت عاقـل مـن ينتقـى
مــن سـار أعـزل للقتـال فـإنه
لا يشــتكى طعــن العــدو الأزرق
مــن يطلـب العليـاء دون تـدبر
لا تعجبـــن لســـعيه أن يخفــق
هلا صــرفتم بعــض وقتكمـو علـى
رأب الصـدوع ورتـق مـا لم يرتق
لا تـــدخلون الــدور إلا برهــة
تردونهـــا لضــرورة كالفنــدق
لا تصــدر الآراء ينقــض بعضــها
بعضــاً فتمســى فـي مجـال ضـيق
يـا ليـت شـعرى والمشارب أمرها
متعـــاكس مــن أى ورد نســتقى
فـدعوا النسـاء وشـأنهن فإنمـا
يـدرى الخلاص من الشقاوة من شقى
وأمــامكم غيــر القنـاع مـآزق
أولى بها التفكير من ذا المأزق
ليـس السـفور مـع العفاف بضائر
وبــدونه فــرط التحجـب لا يقـى
ملك بنت حفني ناصف.كاتبة شاعرة، خطيبة، كانت أشهر فضليات المسلمات في عصرها، مولدها ووفاتها في القاهرة، تعلمت في المدارس المصرية وأحرزت الشهادة العالية (دبلوم) سنة 1321هـ، وأحسنت الإنكليزية والفرنسية، واشتغلت بالتعليم في مدارس البنات الأميرية، ثم تزوجت بعبد الستار الباسل.لها الكثير من المقالات في (الجريدة) جمعتها في كتاب سمته (النسائيات) جزآن، طبع أولهما والثاني مخطوط، وبدأت بتأليف كتاب سمته (حقوق النساء) فحالت وفاتها دون تمامه، وللآنسة (مي) كتاب سمته (باحثة البادية -ط) أحاطت فيه بما كان لصاحبة الترجمة من الأثر في النهضة النسائية والبيتية في هذا العصر.